|
عرار:
عمر أبو الهيجاء ضمن مشروعه النقدي، أصدر الأديب الدكتور سلطان الخضور كتابًا في النقد الأدبي حمل عنوان: «مقاصد القصائد» اقتصر على دراسات نقديّة متنوعة لعدد من الشّعراء الأردنيين والعرب، وقد ولدت فكرة إصدار هذا الكتاب من رحم الواقع ومن الملاحظات والمتابعة المتكرّرة للكاتب لكثير من الشّعراء ممّن يسهمون بجرعاتٍ متفاوتةٍ في تطوّر الأدب وتقدّمه على مستوياتٍ مختلفةٍ، ويوردون أحصنتهم على ضفاف أنهار المجتمع المحليّ الأردنيّ والمجتمع العربيّ بشكلٍ عامٍ، حيث كان انصهار الكاتب الرّوحيّ والأدبيّ معّ هذه النّتاجات هو المحفّز الأوّل على التّفكير في كتاب نقديّ يتناول ما يستجدّ من هذه النتاجات. وقد عمل المؤلّف على مدار عامين وما يزيد من المتابعة والاطّلاع على الكثير من النّتاجات مراعياً التّنوع في ذات الجنس الأدبيّ لتكون المخرجات كما المدخلات متدرّجة في النّوع والمستوى والمحتوى، فقد تعرّضت الدّراسة لبعض من الدّواوين الشّعريّة، ولبعضٍ من القصائد بأنواعها ما التزم منها البحر والقافية، وما التزم التّفعيلة، وما حُسب على قصيدة النّثر. وقد ساعد المؤلّف على الكتابة، قربه من جميع مَنْ تناول كتاباتهم، سواءً القرب المكانيّ أو القرب الافتراضيّ، عن طريق وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ممّا جعله يدرك الأبعاد الجماليّة والفنّية للنّصوص، بالإضافة للغايات الّتي رسمها كلّ منهم سعياً للوصول إليها. وقد جنح المؤلف في هذا الكتاب إلى تجنب القولبة والنّمذجة الجاهزة في النقد، إلا أنه اجتهد في المزج بين المذهب التّفكيكيّ والتّحليليّ ورؤاه الخاصّة بكلّ موضوع، من أجل استحداث صورة نقديّة تعيد نثر النّظم الشّعريّ، بهدف جعل النّصوص أكثر يسراً وأكثر وضوحاً للمرسل والمتلقّي على حدّ سواء، ولم يشأ أن يسحب نموذجاً نقدّياً على نموذج نقديّ آخر، بل كان التّفكير في الكيفيّة لكلّ حالة على حدة. هذا وقد سعى المؤلّف في قراءاته الّتي وردت في الكتاب، إلى التّركيز على النّقد الأدبيّ النّفسيّ، لسببٍ بسيطٍ وهو شعوره بافتقار السّاحة النقديّة العربيّة لهذا النّوع من النّقد كما يقول المؤلف؛ سعياّ منه لتقعيده في المكان الّذي يليق به كنوع من الأدب النّقديّ الّذي يمكن للنقّاد الرّكون إليه والاعتداد به، حيث يُعتبر هذا النّوع من النّقد من طرق النّقد الّتي تعتمد على تحليل النّص الأدبي، وعلاقة الكاتب بالنّص من النّاحية النّفسيّة، ودراسة مدى تأثير بيئة الشّاعر ومزاجه العام على ما أنتجه من نصّ أو نصوص، ساعين إلى تدعيم الفكرة الّتي نتطرّق لها بفقرة أو فقرات من النّصوص ذات العلاقة الواردة في هذا الكتاب. ويقول الدكتور الحضور أن ما يسعى إليه في هذا البحث، هو إعادة تسكين هذا النّموذج من النّقد في النّقد العربيّ والنّقد المحليّ، والدّعوة ليكون نموذجاً مألوفاً للمرسل والمتلقّي، وليكون رافعة من روافع النّقد الأدبيّ العربي، ويضيف: أنّ هذا الموضوع، لا يأخذ الحيّز الكافي لدى الكثير من الكتّاب والأدباء العرب بمن فيهم النّقّاد، وهذا المنهج من المناهج النّقدية التي نرى أنه من الضروري الالتفات إليها، وتفعيلها لتصبح رائجة بين النّقاد وأهل الأدب والدّارسين والمتلقّين، فقد أخذنا على عاتقنا السّعي للبحث في هذا المجال، وإقامة معالجات نقديّة ذات بعد نفسيّ، حيث شملت دراساتنا العديد من الدواوين والقصائد للعديد من الشّعراء والأدباء الأردنيّين والعرب، وبالأخصّ ممّن لدينا اطلاع مباشر على تجاربهم الشعريّة، محاولين الرّبط بين المنتج والمنهج. وتحقيقاً لمبدأ الشّمولية في التعرض للنّصوص، فقد سعى المؤلّف لتشمل الكتابة ناحيتين، الأولى: من ناحية الأدباء الّذين شملهم هذا الكتاب حيث كانوا من الجنسين، والثانية التّنوع في الحالات النقديّة الّتي تناولها. فقد تناول المؤلف نصوصاً متنوّعة شملت الدّواوين الشّعرية والقصائد على اختلاف أنواعها، وعلى اختلاف مواضيعها، وحتماً على اختلاف دوافعها وأسبابها. ولتحقيق الهدف الّذي سعى الدكتور سلطان الخضور لتحقيقه من خلال هذا الكتاب، فقد قام بدراسة مجموعة من الإصدارات الشّعريّة، ومنها القصائد النّثريّة، وقد حاول الكاتب الرّبط بين المؤلّفين ونصوصهم من خلال هذه النّصوص وصور الأغلفة والإهداءات، للوقوف على أسبابها ومراميها، محاولاً كذلك البحث عن هذه العلاقة الّتي تربط الشّاعر بالنّص من خلال مفرداته، ومحاولة دراسة المزاج العام للمرسل حين الكتابة وأثر هذا المزاج، ومدى انعكاساته على المنتج الأدبي، لا سيما أن المؤلف على قدر متدرج من المعرفة لكل من تناول نصوصهم، إما عن طريق مباشر أو غير مباشر،-عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي-. ويقول الخضور إنه يستطيع أنْ يقرّر بعد هذه المجموعة من الدّراسات أنّ النّصوص الّتي دوّنها الشّعراء كانت استجابة لمثير، فالكاتب والشّاعر يكتب حين يُستفزّ، بغضّ النّظر عن نوع ومستوى هذا الاستفزاز، لينتج كلّ منهم نموذجاً، وبالتّالي حصرنا نماذج متدرّجة في الأثر والتّأّثير والمستوى، فلا يمكن أنْ نضع جميع الحالات الّتي تعرّضنا لها على نفس المنحنى المعياريّ الأدبيّ في الأسباب أو في الّنتائج أو حتّى في الأهميّة بالنّسبة للقارئ. وتسهيلاً على القارئ، قام المؤلف بتوزيع كتابه على فصلين اثنين، خصّص الفصل الأوّل منه للحديث عن شعراء محليين من الأردن، أمّا الفصل الثّاني فقد احتوى على دراسة لشعراء عرب من خارج الأردنّ. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 13-04-2022 10:44 مساء
الزوار: 857 التعليقات: 0
|