افتتح بيت الشّعر التّونسّي أمس، في سهرة السّبت الموافق ل16 أفريل، تظاهرة رمضانيّات بيت الشّعر التّونسيّ 2022/1443. تظاهرة منفتحة على مختلف الأطياف الشّعريّة فما هي إلاّ "لمسة وفاء للشّعراء التّونسيّين بمختلف الولايات التّونسيّة ومختلف الأعمار ومختلف التّجارب الشّعريّة" كما وصفها مدير البيت الشّاعر أحمد شاكر بن ضيّة في كلمته. هو انفتاح على مختلف منابع الشّعر ومختلف الفنون أيضا من سينما وموسيقى. قدّمت الكاتبة نجيبة الهمّامي السّهرة الّتي شارك فيها كل من الشّعراء فاطمة بن محمود، رحيم الجماعي، نصر سامي، خولة فرح، نضال السّعيدي، والهادي العايش. على أنغام جوقة زرياب لإحياء التّراث العربي الموسيقي، الّتي عزف فيها على العود محمد النّصراوي وأميمة الشّارني، وعلى النّاي رشيد بن جوهر وضبط الإيقاع كل من فاطمة الزّيتوني وفارس فطناسي. استهلّت جوقة زرياب السّهرة بِوصلة من التّراث العراقيّ البغداديّ، لتليها قراءات شعريّة أولها الشّاعرة فاطمة بن محمود الّتي قدّمت ومضات شعريّة من مجموعتيْها "ما لم يقله القصيد" و"ما لم يقدر عليه الرّيح" فتجوّلت بنا في عوالم الطّبيعة بمختلف عناصرها وفصولها. من عبّاد الشّمس إلى قطرات المطر إلى قمر يسبح في البحر إلى عصفور ثم جمعت كل هذه العناصر والفصول في "سجن فسيح بحجم وطن". ثاني الشّعراء كان الشّاعر رحيم الجماعي الّذي قدّم أيضا ومضات شعريّة ورسّخ أقدامنا في الطّبيعة إذ تتحوّل مناديل الوداع البيضاء في عالمه الشّعريّ إلى نوارس من فرط الحنين. ويدرك بعد لقاءه "معها" لماذا لا يأبه "جبل ممطر في الشّمال لنخلة ظمأى في جحيم الجنوب". أمّا ثالث الشّعراء فكان الشّاعر نصر سامي الّذي انتقل بنا من الومضات إلى القصائد ومن مركزيّة الطّبيعة إلى مركزيّة الحبّ من خلال أسطره "لا تذكريه بفجر فالفجر قد يؤذيه، شدّي على يديه ومرّري على خدّك شفتيه" و"قلبي أتعرفه عيناك تعزفه، كلّ وموقفه من الحبّ يا خلّي". قرأ الشّاعر على أنغام النّاي كأنّه يذكرنا بأنّنا سنعود إلى الموسيقى بعد شعره بعزف وغناء جوقة زرياب لوصلة موسيقيّة عراقيّة ثانية. بعد اللّحن عادت الكلمة. فقدّمت الشّاعرة خولة فرح ثلاثة نصوص في أوّلها توجّهت بالكلام إلى الرّحيل متمرّدة، وفي ثانيها تتعهّد بتقبيل أرض الوصول وختمت برحلة إلى الغابات المبتورة وصفت الجذور فيها "ببذور آمال خالدة". وبالجزم ميّز نضال السّعيدي مداخلته الشّعريّة فقال " مثل القصائد في قلب شاعرها مات... وقرّاؤه بعد لم يقرؤوها" وقال "قطار تُطمْئِنه المحطّات لكنّه لم يصل". وختم الشّاعر الهادي العايش المداخلات الشّعريّة بنصوص من مجموعته "خلف صمته مهرجان" ليتحدّث عن الصّحبة والوفاء في نصّه "كان معي" ويناقضهما بالحديث عن خيانة الوطن في نصّه أحد أحد فقال " أحد أحد سيفد في أعناق من باع البلد حبل مسد". ويجدر الذّكر أنّ تظاهرة رمضانيّات بيت الشّعر تنطلق في 16 من شهر أفريل 2022 إلى غاية ال26 من نفس الشّهر ينظّمها البيت بالشّراكة مع عدة منظّمات (وكالة إحياء التّراث والتّنمية الثّقافيّة والاتّحاد العامّ التّونسيّ للشّغل ومعهد تونس للتّرجمة وإدارة الآداب والمؤسسة التّونسيّة لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة). في هذا الإطار ينظّم بيت الشّعر التّونسيّ اللّيلة أمسية سينمائيّة شعريّة تحت عنوان "موكب أيقونة الرّوح" وذلك على السّاعة التّاسعة ليلا. سيتمّ خلالها عرض واستقراء الشّريط السّينمائيّ "ناتيربوجا" قصّة وإخراج الشّاعر الهنديّ "رابندرانت طاغور"، فكرة وإعداد الشّاعر والسّينمائي التّونسيّ كمال القهواجي وإشراف فنّيّ للسّينمائيّ إيهاب العامري. تلي الفيلم تظاهرة فانتازيا حيث نستمع إلى قراءات شبابيّة حرّة. يشارك في السّهرة عازف القيتار مهدي بن سعادة بمداخلات موسيقيّة وتقدّم السهرة الكاتبة نيران الطّرابلسي.