|
عرار:
خالد سامح في المجتمع الاماراتي القديم كانت حكايات البحر وأدبه وأشعاره وأمثاله وأساطيره لاتتوقف عند محطة واحدة، وبقيت على مدى مئات السنين تشكل الهاماً كبيرا للأدباء والشعراء، وحتى يومنا هذا فإن العديد من أدباء الامارات العربية المتحدة يستلهمون البحر وحكاياه الواقعية منها والخرافية في أعمالهم الشعرية والقصصية والتراثية. للحديث أكثر عن ذلك المحور، التقى أدباء تراثيون عدة من الامارات العربية المتحدة، أمس الأول على منصة ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي يقام بتنظيم معهد الشارقة للتراث، جمعهم حب البحر، وشغفهم بتراثه في جلسة جديدة أدارها الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، وشارك فيها كل من الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا للملتقى، في ورقة بعنوان "الواري وكائنات خرافية أخرى من البحر"، والدكتور راشد المزروعي متحدثاً عن "ابن ظاهر في الغوص"، وسلطان العميمي عن "عوالم البحر في شعر راشد الخضر"، وفاطمة المنصوري التي تحدثت عن"حكايات البحر في تراث الإمارات". موضوعات الأساطير عادة ما تستهوي الناس قديماً وحديثاً، ولم يخل البحر من الأساطير التي أحاطت به، فقد كان له منها نصيب كبير، وهو ما بيّنه الدكتور عبدالعزيز المسلم وهو يضيء جانباً من أخبار الخراريف البحرية المتداولة في الإمارات، لا سيما (الواري) الذي يقال إنه كان يظهر للبحارة والنواخذة ويأخذهم إلى حتفهم، و(بابا درياه) الذي كان يخطف البحارة قبل العشاء ويبتلعهم، وقد أثارت هذه الأحاديث اهتمام وفضول الجمهور الحاضرين ورغبتهم بالمزيد، فأرشدهم المسلم إلى كتابه الجديد (الواري) وهو أحدث إصدارات المعهد في هذا المجال. ابن ظاهر ومن الأساطير إلى شخصيات لمعت في تاريخ الغوص المحلي، وهنا استعرض الدكتور راشد المزروعي جوانب من حياة الشاعر الإماراتي الماجدي (ابن ظاهر) الذي تنكّر بزي شخص بسيط ونزل في شوارع عجمان يبحث عن أحد النواخذة السائرين للغوص، وقضى شهوراً يستكشف أسرار البحر برفقتهم حتى اكتشفوا أمره، وكانت هذه الرحلة وراء إنشاد الماجدي للكثير من شعره، حتى أصبحت كلماته ملهمة للبحارة، والمهتمين بشؤون البحر من شعراء وأدباء وكتاب وتراثيين. البحر والشعر ومن بوابة البحر نفسه، دخل سلطان العميمي ليتحدث عن عاشق بحري كبير، وشاعر قدير، هو راشد الخضر، اسم التقط من أصداف البحر ودرره ما توج به مسيرته، وأصبح حديثاً للأدباء والمنشدين من بعده، وقرأ العميمي إحدى قصائد الخضر التي كتبها في رحلته البحرية من عجمان إلى رأس الخيمة، متوغلاً في بيان مفرداتها البحرية، وما بثه فيها من مشاعر جعلتها من القصائد الخالدة. وقبل أن يسأل سائل: ما الذي يمتلكه البحر ليجعل له كل هذا الأثر الكبير في حياة الناس، ولم يؤثر في ذلك توالي العصور والأزمنة، بين الباحث محمد نور أن السر في ذلك، هو سلطة البحر على الناس، سلطة تجلت بتأثير البحر على أمزجة الشعراء وقصائدهم وطريقة عيشهم وتفكيرهم، فكيف لا يكون له كل هذا الأثر؟، وساق على ذلك عدد من الأمثلة الشعرية الماتعة. حضور البحر أدبياً ورأت الأديبة فاطمة المنصوري أن البحر هو من يستحق أن يوصف بالأديب المبدع، والشاعر الشهير، لأن البحر ببساطة، هو الذي كان يملي على المبدعين نصوصهم وليس العكس، وهو الذي أظهر الأدب البحري، وفنونه، فليس من المستغرب أن يكون له كل هذا الحضور، ولا كل ذلك الشغف الذي لا ينتهي. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 23-09-2022 10:49 مساء
الزوار: 1426 التعليقات: 0
|