في البداية استهجنت مظهرهم الذي كان دالاً على أنَّهم شباب لايهمه من هذه الحياة سوى اللهو ولا يربطه بها غير المتعة.
بدأت عروضهم، وبدأ فصل الدهشة لديَّ من أجساد مطواعة ... مرنة.. وتفاصيل لوجوه تترجم التناغم الروحي بين الموسيقى والحركة.
كان كل ذلك يسمى فن الرقص الحديث،  ضمن فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، كما أشار بعض أعضاء الفرقة  الذين اختلفت انتماءاتهم  إلى دول عدة( اسبانيا- فرنسا-هولندا- مصر- تونس/ بلجيكا)، وذلك حين أجريت معه بعضهم الحوار التالي:
منير سعيد مصري الجنسية

ماذا يمكن أن نسمي هذا الفن؟
ج- هذا الفن هو رقص معاصر، موسيقاه مستنبطة من الأسطورة أو أي حالة أخرى، الموسيقى ثقافة متكاملة مثلها مثل اللغة التي تخرج من الفم ولكنها تعبر عن دواخل ومكنونات الإنسان.كما أن الرقص ثقافة متكاملة وهنا الموسيقى والفت يؤديان ذات الدور  من أجل إيصال الفكرة أو من أجل المتعة.
الرقص كذلك الأمر بالنسبة لي مثل التمثيل ولكننا هنا لانستخدم أفواهنا بل نعبر بالحركات عما نريد التعبير عنه، ولا نقدم الفكرة جاهزة للمتلقي بل عليه أن يكتشفها أو يقرأها من زاويته الخاصة فهي عملية أخذ وعطاء تعبيري
وما حدث هنا في الشارع هو جزء مهم من الثقافة المصرية، هو فن الرقص  الحديث وهو نمط حديث أو شكل جديد للرقص لم يتجاوز عمره الأحد عشر عاما وباعتباره فنا نبيلا وراقيا كان علينا تقديمه على الملأ لكي يتعرَّف عليه الناس بصورة مباشرة.

2ـ هل استطاع هذا الفن التعبير عن مانسميه الآن ربيع الثورات؟
ج ـ الفن بصورة عامة نوع من أنواع المقاومة.
وهو ثورة على كل شيء في الحياة، الثورة تغيير وأنا كفنان لاأستطيع أن أقدم الآن شيء عن الثورة لأن الثورة لم تنته بعد.

3ـ اللوحة الراقصة التي قدمتها الآن هل تدور حول فكرة معينة؟
ج ـ اللوحة عنوانها"رقصة قصيرة"
مثلتها من البداية إلى النهاية بحركات  تتناغم مع الموسيقا المترافقة،التفاصيل والنهاية مفتوحة للمتلقي.

4ـ هل تتنبأ بمستقبل واعد لفن الرقص الحديث؟
ج ـ لست ممن يرون اللون الوردي فقط في الحياة ، لكل شيء سلبيات وإيجابيات نحن لانتكهن بالمستقبل ، لذا كل ماأرغب في قوله هو أن فن  الرقص الحديث هو فن مغاير للمألوف.

5ـ هل تعبرون كلكم عن تفس الفكرة؟
ج ـ لكل فرد من أفراد الفرقة وجهة نظر وفكرة وثقافة يعبر عنها بطريقته الخاصة.

6ـ ماذا عن الجمهور هل تلاحظ قبولا منهم لما تقدِّمونه؟
ج ـ نعم كما ترين الشارع مزدحم.
بذلك أغلق منير أمامي كل رغبة في سؤال آخر ، ربَّما أيضا لأنه بدا مشغولا جدا، فقد كان للتو قد انتهى من تقديم عرضه للوحة( قصة قصيرة)
بعدها التفتَّ إلى فتاة فائقة الجمال كانت قبل سعيد قد قدَّمت عرضها بمشاركة آخرين، ولكنها لفتت انتباهي لشيء ما لاأدري ماهو  إنَّها:

نادين إميل مصرية الجنسية ـ مقيمة في مصر

1ـ هل هذا الفن هو نوع من أنواع الفنون العامة أم الخاصة، بمعنى لماذا سميَّ بالرقص المعاصر؟
ج ـ لأنَّه  يكسر قيود الباليه، ويكسر مفاهيم الحركة، هناك أسس للحركة، أي يجب أن تكون الحركة والتصاميم مبنية على عمل داخلي جسماني.

2ـ ماقَّدمتموه نادين هل يدور حول فكرة معينة ؟
ج ـ اللوحة التي اشتركت بتقديمها مع ثلاثة من أفراد الفرقة، تسمى"كيان" نحن نشتغل على الاتصال واللااتصال، تكون حركاتنا كلها متساوية، وفي لحظة تختلف حركة أحدنا وهنا يؤثرعلى الصورة الجمالية وهذا معناه أنَّنا متصلين وأنَّ الكل في نهاية المطاف متوحِّد لا يمكن الانفصال عن الآخر.

3ـ الموسيقى المترافقة هل تعد خصيصا للرقص المعاصر أم ماذا؟
ج ـ الموسيقا المترافقة خاصة، يقوم بإعدادها في معظم الأحيان موسيقيون تابعون للفرقة، ولهم دراية بالفن المعاصر، قد تتخلل الموسيقا صوت المطر أو صوت حشرة وهذا يشكل إيقاع لتجانس النفس والحركة بدون آلات وترية.

4ـ هل نال هذا الفن حظه من القبول ؟
ج ـ من خلال الحضور وتقديم العرض في الشارع أو في المسارح نجد أن الحضور يتهافت ربَّما لأنَّها حركة جديدة أو سلوك جديد.

5ـ برأيك ما مستقبل الرقص المعاصر؟
ج ـ هذا الفن سينتشر من خلال المهرجانات والشارع والدعاية المحترمة.
ثم سألتني نادين:
إذا ما صادفت هذا العمل مرة أخرى ستتوقفين للمشاهدة؟
وكان ذلك ردَّاً على سؤالي لها.
على الرغم من الإجابات المختصرة والقصيرة، استطعت الإلمام قليلا بماهية هذا الفن الجميل الذي أثار إعجابي.
بقي أن أقول إنَّ كل شيء يبدأ صغيراً ولايلبث أن يتحول إلى حالة أو ظاهرة أو جزء مهم في الحياة، إذا أُخذت أهميته بالحسبان.