صدر حديثا كتاب «العجلوني وآفاق المعرفة والانتماء»، متضمنا دراسات وحوارات وشهادات ومراثي في حق الأديب الراحل إبراهيم العجلوني، وهو من إعداد وتقديم سمير اليوسف وصالح البوريني.

يحتوي الكتاب على أربعة أبواب: الشهادات والدراسات والحوارات والمراثي؛ وقد كانت أقلامُ كتابه الكرام تسابقُ مشاعرَهم، وتغالبُ مشاغلَهم، وتستجيبُ لخطَراتهم، ويقطرُ مدادُها على صفحات أذهانهم؛ قبل أن ينطبعَ على أوراق دفاترهم، أو يُنشرَ على صفحات مواقعهم. وقد كانوا جميعا مبادرين إلى تمهيد أرضه، وإرساء قواعده، ووضع لبناته، ورفع بنائه، وإنارة شُرُفاته، منذ أن أُلْقِيَتْ إليهم فكرتُه، وتـناهى إليهم نبأُ البدء بإعداده.

ذلك لأن هذا الكتابَ هو هديتُهم إلى روح فقيدهم إبراهيم العجلوني، وصديقهم الذي فجعوا بموته، وفجأهم نبأ وفاته. نعم، لأن هذا الكتاب هو قطعة من ذواتهم، ونبضٌ من أفئدتهم، وفيضٌ من مشاعرهم، ودفقٌ من قرائحهم، وقبسٌ من أنظارهم، وسيلٌ من أفكارهم، فهو عليهم عزيز، وإليهم أثير، وبحبهم جدير، كجدارة المرحوم العجلوني، بالود والإخاء، والحب والوفاء، وصادق الدعاء.

الكتاب بمثابة مصباح أشعلتْه أقلامُ نخبة من أصدقاء الفقيد من داخل الأردن ومن خارجه، ووجّهت شعاعه إلى آفاق عطاء الفيلسوف العجلوني، ومساحات انتمائه الصادق، وإرثه المعرفي الزاخر، لتـنير السبيل إلى عُبابه، وتعين على النفاذ إلى لُبابه؛ فقد أثرى ـ رحمه الله ـ المكتبة العربية والإسلامية ببضعةٍ وأربعين مؤلفا، كلها جدير بالدراسة والتمحيص، والتأمل والتدبر، والقراءة المستأنية الجادة، ولا غَرْو في ذلك، فقد كان رحمه الله ذا ثقافة موسوعية عالية، ورؤية شمولية، ومشروعا نهضويا كبيرا.