نضال برقان صدرت حديثا، الرواية الرابعة عشرة لصبحي فحماوي بعنوان «خنجر سليمان» عن دار الأهلية للنشر، وفي هذه الرواية نقرأ الإهداء: إلى نابليون بونابارت صاحب الجرائم الكبرى، والهزائم المتلاحقة في فلسطين ومصر وروسيا وأخيرًا واترلو ليموت معتقلًا في جزيرة سانت هيلانة. ونقرأ أن قادة المقاومة في غزة هم الذين شحنوا المناضل سليمان الحلبي للقيام بقتل القائد الفرنسي كليبر، وأنه تدرب في غزة، وحصل على خنجره القاتل كهدية من مقاومة غزة للقضاء على المحتل الفرنسي، حيث قال له المُدرِّب علي الصباغ: «إن البندقية لا تنفع في مثل هذه الحالة، ولكنك تستطيع أن تخفي الخنجر داخل قميصك.». وهكذا فعل... ونقرأ في الرواية عن رجال الدين بين المقاومة والمواءمة، وأن الصحفي المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي كان يميل للمنتصر، ولذلك قال الروائي فحماوي: ولا أخفي عليك أنني لم أُعجَبْ بما كتبه الجبرتي، ليس لأن هذا المؤرخ القادم من عائلة أرستقراطية أو إقطاعية ثرية مسيطرة، تتماهى مع المحتلين المستدمرين، ولا لأن لغته العربية مُكَسّرة، وغاصّة بالأخطاء اللغوية الفاضحة، وأقرب إلى العامية منها إلى الفصحى، ولا لأنه مجرد صحفي ينسخ ما يريده الإعلام السائد.. ولكن لأنه وصف مقاومة المصريين المتفانية في النضال ضد الاحتلال الفرنسي بطريقة خانعة، وكأنه يقول مع القائلين: (معاهم معاهم.. عليهم عليهم.!). فتارة تجده يصف الفرنسيين بأنهم يجلبون الحضارة لمصر باحتلالهم هذا، وتارة يكتب عن بشاعة الفرنسيين وعن ضربهم لمبنى الجامع الأزهر بالقنابل الثقيلة، ومن ثم دخولهم إلى صحن المسجد الأزهر، مركز الثورة، وهم يركبون خيولهم. وتارة يصف أهل مصر بأنهم «غير مصلحين» إذ يقول: «ومَا كَانَ رَبُّكَ مهلك القُرَى بِظُلمٍ وأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ.» إذ يرى أن أهل مصر غير مصلحين، أو أنهم مفسدون.. وهذا تجنٍّ على شعب مصر العظيم الذي قاوم وقاوم حتى حقق النصر على المحتلين.. وتارة يصف المناضل سليمان الحلبي بأبشع الأوصاف إذ يقول في كيفية إصدار المحتلين للحكم: «ولما فيها من الاعتبار وضبط الأحكام من هؤلاء الطائفة (الفرنسيس) الذين يُحَكِّمون العقل، ولا يخضعون لدين أو مِلّة، وكيف وقد تجارى على كبيرهم ويعسوبهم رجل آفاقي أهوج، وغدَرَهُ -هكذا كتبها- أفّاقي أي كذّاب، ضارب في الأرض، مختلّ الذِّمة، مُتكسِّبًا، متشرِّدًا، عائشًا بالتّحايل، ولا ينتسب إلى وطن.» وبعد ثمانية وأربعين كتابًا منشورة لصبحي فحماوي وعن أعماله، بين الرواية والقصة والأقصوصة والمسرحية والنقد؛ عقدت له جامعة شعيب الدكالي المغربية، المؤتمر الدولي الثالث للرواية العربية بعنوان (دورة الروائي صبحي فحماوي) نيسان2019. حاز على «جائزة الطيب صالح العالمية» عام 2014- لمسرحية بعنوان: «حاتم الطائي المومياء». حاز على جائزة أفضل رواية مقدسية عام 2023 من اتحاد كتاب فلسطين ومن زهرة المدائن. عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثقافي السنوي في جامعة جرش، الأردن. شارك في مؤتمر بعنوان (ملتقى الأدب الوجيز) الذي عقد في بيروت 2019. صدرت له حتى الآن أربع عشرة رواية. وله تسع مجموعات قصصية.
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 19-05-2023 12:06 صباحا
الزوار: 363 التعليقات: 0