قراءات قصصية تحلق في الوجدان وتتأمل واقع مدينة عمان
عرار:
نضال برقان أقام منتدى الرواد الكبار أول من أمس، أمسية قصصية، شارك فيها القاصون: محمد عارف مشة، ومحمد جميل خضر، وناريمان أبو إسماعيل، أدارها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص. حضر الأمسية جمهور من المهتمين بالشأن الثقافي، مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت في كلمتها التي ألقتها نيابة عنها الدكتورة دلال عنبتاوي: نستضيف في هذه الأمسية القصصية الإبداعية الكوكبة من المبدعين للاستماع إلى قصصهم وقد عزف كل واحد منهم على وتره الإبداعي الخاص، مبينة أن منتدى الرواد يفتح أبوابه دائما أمام الإبداعات المختلفة ليكون منبراَ للأصوات، ورافداً للمشهد الثقافي في الأردن ليكون حاملاً رسالة نبيلة تجاه المجتمع والمبدعين والمثقفين وقد كان للقصة مكانتها المميزة في المنتدى، إذ إنه عمل دوماً على إقامة عدد من الملتقيات للقصة بمختلف أنواعها واستضاف العديد من القاصين في مختلف الأعمار.
قرأ المشاركون في الأمسية مجموعة من قصصهم التي تحكي الوجدان، حيث قرأ القاص وصحفي محمد جميل خضر محمد جميل خضر، الذي صدر له في العديد من المؤلفات في المجال الأدبي والنثري، قصة بعنوان «حكاياتُ الصولجان»، ونص بعنوان «أَيْكَةُ الدُّغْلِ الأَخِير»، يقول في مقاطع منه «لَمْ نَرْتَقِ لِلْبَحْثْ/لَمْ نَنْجَلِ لِلْبَعْثْ/نَسِينا دَفْتَرَ التَّاريخِ وَالْأَقْلامْ/شَقِينا في دُغْلِ الَّلطائِفْ/لا الأَيْكُ اِنْتَدَبْنا/لا في فَراشةِ التَّلوينِ ذُبْنا/تائِهَيْنِ كُنَّا../تائِهَيْنِ صِرْنَا../تائِهَانِ إِنّا../تائِهٌ مِنَّا اليَقِينْ». ثم قرأ قصة بعنوان «حكاياتُ الصولجان»، وفي يتحدث عن نشأت ذلك الصولجان فيقول: «من أيِّ الخشب مصنوعٌ أيها الصَّوْلجان؟ - من خشب الحكايات القديمة، المحفورة فوق ورق الشجر المسروق من غابة الوجود. - من أي الشجر أنت؟ - «شجري أعلى»؛ يُنْبِتُ العروش، وشجر الناس يُنْبِتُ ورقَ القات والحشيش ولقيمات الكفاف. - ما نوع الماء الذي يسري في عروقك؟ - أشربُ ماءَ الياقوت، ويشربُ الناسُ مَنْقوعَ التابوت. - متى تموت؟». فيما قرأ القاص عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، ومقرر لجنة القصة والرواية في رابطة الكتاب الأردنيين، القاص والروائي محمد عارف مشة، ثلاث قصص من مخطوط «شارع سقف السيل»، وهي قصص من واقع مدينة عمان، وسيق السيل، إلى جانب قصة يستنطق في أحدهم الحيوانات مثل الديك والبغل، في قصة «مسعود والبغل»، وهي تتحدث عن «وقف الديك بين دجاجات القن ونفش ريشه مختالان فقد باضت كل واحدة بضتين سار باتجاه باب القن، خرج الديك، وصل حوش الدجاجات، كي يمنح كل دجاجه بيضة فأكثر، فهربت صفية إلى المطبخ خوفا من الديك...». كما قرأ قصة بعنوان «شارع سقف السيل»، تقول القصة على بعد خطوتين كان يقف هناك، طويل الجسم، مفتول العضلات، له وجه قاس وعينان تتربصان بالمارة، تجاوزته وسرت مبتعدا عنه ومشيرا بيدي لعل حافلة تقف، لكن أحدا من السائقين لم يفعل»، فيما القصة الثالثة بعنوان «بتوقيت عمان»، وتقول القصة «وجهي المعلق كان حزينا. اقتربت منه بكرسي المتحرك، مازحته، قلت له طرفة ازداد عبوسه، أشاح وجهه عني.. سألت وجهي إن كان غاضبا مني، اغض عينيه وكظم غيظه، في داخلي. تجاهلته. تراجعت للوراء. لمحت طيف ابتسامة على شفتيه». فيما قرأت ناريمان أبو إسماعيل مجموعة من القصص منها قصة «صَنم»، التي تقول «لا أحد يعلم كم مضى من الزمن على هذا التمثال، منذ أن تحجَّرَ-وسط حديقةِ الحيّ -متخذًا شكل صبيٍّ حتى الآن. ولا أحد يعلم كذلك، ماذا حدث لأصحابه، الذين كانوا برفقته تلك الظهيرة. تقولُ الروايةُ: أن هذا التمثالَ مسكونٌ بروحِ صبيٍّ، يُدعى ثابت. أتى برفقةِ أصحابه ذات ظهيرةٍ لحديقةِ الحيِّ؛ لممارسة لعبتهم الشيِّقة (صَنم)، إحدى ألعابهم الشعبيّة المعروفة آنذاك». والقصة الثانية بعنوان «الحَجْلة»، وهي تتحدث عن طفلة صغيرة كانت تنتظر الربيع تقول القصة «كنتُ صغيرةً، أنتظرُ قدومَ الربيعِ بلهفةٍ؛ لأتحرَّرَ من القيدِ الذي فرضَهُ الشتاءُ؛ ليبقيني حبيسةَ جدرانِ المنزل. فما أن يبدأَ الربيعُ، حتى تسمحَ لي أمي باللعب في الهواءِ الطلْق. فكنتُ في تلك الأيامِ أتعجَّلُ انتهاءَ الدوامِ المدرسيّ... أنتظر قرع جرس الحصة الأخيرة بفارغ الصبر».