رسم ملامح وأهداف
منظومة الاتصال
ويشير علاي، إلى أن الجائزة خلال مسيرتها واكبت متغيرين أساسيين يندرج تحتهما الكثير من المتغيرات الفرعية، يتمثل الأول بالمجال التقني والتنظيمي لفرق الاتصال الحكومي ومؤسساته، أما الثاني فيتعلق بالقضايا الراهنة وما يثار حولها من نقاش عالمي، وكيفية تعامل الاتصال الحكومي معها بشكل إيجابي يحقق مصالح المجتمعات.
ويوضح علاي، أن الجائزة في سنواتها الأولى عكست مرحلةً كان فيها الاتصال الحكومي الحديث في طور التشكيل في المنطقة العربية بشكل عام، ويقول: "إن المهمة الأولى للجائزة آنذاك بدأت بترسيخ مفهوم الاتصال الحكومي الفعال الذي يستند إلى استشعار توجهات الجماهير ومعرفة تطلعاتها وطموحاتها، وتأكيد أهميته في تحقيق الاستقرار وحشد الجهود من أجل المضي قدماً في مسيرة التنمية الشاملة".
ويضيف علاي: "أما المهمة الثانية والتي ترتبط أكثر بالساحة الخارجية، فتمثلت في التعريف بدور الاتصال في بناء صورة الأمم وتقديم ثقافتها للشعوب الأخرى وتعزيز الروابط بين المجتمعات وتسهيل التعاملات المشتركة في المجالات كافة، بينما تمثلت المهمة الثالثة في الاستفادة من التطورات النوعية التي شهدتها ساحة الاتصال، فقبل عشرات السنين لم يكن تبادل المعلومات بهذه السرعة والسهولة ولم تكن ساحة الرأي العام تضج بهذا الكم من التباينات التي تصنعها المصادر المختلفة، هنا كان لا بد من حث فرق الاتصال الحكومي على مواكبة التطورات والاستفادة منها وتحقيق السبق في امتلاك المعلومة وتقديمها للجمهور بكل شفافية بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة للجميع".
اتصال متكامل وقضايا كبرى
وعن الفئات الجديدة وأسباب إضافتها في الدورة الحالية 2023، يقول علاي: "نعيش اليوم مرحلة وصل فيها الاتصال إلى مستويات عالية من الكفاءة من حيث توظيف الأدوات والأفكار ومنصات التواصل المختلفة، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور المستهدف ومخاطبته بما يؤثر فيه إيجابياً، لهذا أضفنا فئة (أفضل منظومة اتصال متكاملة) هذه الفئة ستسلط الضوء على كيفية استثمار كل ما تتيحه علوم الاتصال وتقنياته في ممارسات أو حملات تخدم القضايا الكبرى والعامة".
أفضل ممارسة لدعم التنمية
ويتابع علاي، كان لقضايا التنمية والاستدامة نصيب مهم في الفئات المستحدثة، فجميعنا نعلم أن العالم يبذل جهوداً حثيثة لمعالجة هذه القضايا وتحقيق التقدم على صعيد الأهداف الإنمائية للعام 2030، وعلى الرغم من ذلك، ما نزال نحتاج للمزيد، وبما أن الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة مساهم أساسي في دعم البرامج الإنمائية العالمية، أضفنا العام الحالي، فئة "أفضل خطة اتصال لدعم برامج الأمن الغذائي"، وفئة "أفضل ممارسات اتصال للتعامل مع التحديات التنموية".
ويوضح علاي، أن "هاتين الفئتين الجديدتين تضافان إلى قائمة الفئات التي تدعم مسار التنمية والتي تضمنتها الجائزة خلال السنوات السابقة،" مبيناً أن "الجائزة أداة متكاملة، كل فئة فيها تدعم غيرها وتسهم في تحقيق أهدافها".
الاتصال استجابةً لتحديات الثقافة والهوية
أما على الصعيد الخاص بالثقافة والهوية العربية، فيبين علاي، أنه لا بد لأي مبادرة تنطلق من إمارة الشارقة، عاصمة الكتاب والثقافة، وراعية اللغة العربية، أن تكون مساهمة في دعم الثقافة والهوية، مشيراً إلى أن جائزة الشارقة للاتصال الحكومي استحدثت في دورتها الحالية فئة "أفضل حملة تستهدف الثقافة العربية"، وتنقسم الفئة إلى جائزتين هما، "أفضل حملات دعمت اللغة العربية" و"أفضل حملات رسخت القيم والهوية العربية"، مؤكداً أهمية هذه الفئة لضمان الحفاظ على تناقل المعلومات والمفاهيم والقيم المتناسبة مع أصالة الثقافات عبر مصادر موثوقة.
وعلى صعيد التزام جائزة الشارقة للاتصال الحكومي بدعم الشباب وطموحاته، وتهيئة المناخ لبناء جيل يتقن فن الاتصال والتواصل والتعبير عن هويته وذاته وثقافته أمام الآخر، يبين طارق علاي أن جائزة الشارقة للاتصال الحكومي استحدثت العام الحالي جائزة جديدة وهي "أفضل برامج اتصال لدعم المشاريع الناشئة والشباب" وتندرج تحت فئة، "أفضل اتصال يستهدف الشباب في الوطن العربي"، حيث تضم هذه الجائزة أيضاً فئتين من السنوات السابقة، هما "أفضل الحملات للتأثير الإيجابي في وعي وممارسات الشباب"، و"أفضل مبادرة شبابية في الاتصال الحكومي".