المكتبة الوطنية .. توقيع رواية «بين أريكة ونافذة» للروائية حنين أبو ريشة
عرار:
نضال برقان أُقيم في المكتبة الوطنية مؤخرًا حفل إشهار وتوقيع رواية «بين أريكة ونافذة» للروائية حنين أبو ريشة، في باكورة أعمالها الروائية، والتي استغرقت منها كتابتها قرابة العقد من الزمان، فبنت شخصياتها على مهل ونمت معها، كما تنمو أشجار حديقة منزلية، ولذا فهي استطاعت أن تبني علاقة وطيدة مع أبطالها، وهي التي تقول: «أكتب منذ كنت طفلة، حيث الخيال كان محركي والقراءة، فالكتابة هي العالم الذي أكون فيه حرة بلا قيود، وأعيش من خلاله حيوات مليئة بالحرية والتجربة الإنسانية الفريدة، من خلال تقمصي لشخصيات بأفكار ومشاعر مغايرة لي.» وقد قدّم القراءة النقدية الأولى في الرواية الناقد فوزي الخطبا حيث قال: «تتموضع الرواية حول عوالم سارة الشخصية المحورية في هذه الرواية، وهي سيدة في الأربعين من العمر، قررت اعتزال الناس والمجتمع منذ أكثر من عشرين سنة بعد أن عاشت تجارب قاسية وصعبة ومؤلمة في حياتها تركت في نفسها أبلغ الأثر وأعمق الجرح، حيث تذوقت جفاف الأيام والسنين وخيانة الأصدقاء وأقرب المقربين إلى القلب والروح، كانت نهايتها خيبات وانكسارات مؤلمة، وذات صباح تمسك جريدتها فتقرأ خبر وفاة لشخص قد مات في صفحات دفاترها منذ زمن، فاسم المتوفى تعرف عن حياته أدق التفاصيل، مما يطلق سراح الذكريات البعيدة التي تزيد الخناق والحصار عليها من كل النوافذ، بعد حضورها العزاء والتقائها بأشخاص قد طوت صفحاتهم أشباح كثيرة، قد اجتمعت من جديد في العزاء، ومن ضمنهم ياسر الصديق المقرب للمتوفى الذي أصرّ بكل قوة طالبًا لقاءها، فتلتقي به بعد جهد وجهيد في اليوم التالي لأمر في غاية الأهمية في مقهى لها فيه ذكريات مع المتوفى، ليعطيها هذا الصديق المشترك دفترًا صغيرًا فيه يكمن كلّ ما كانت تهرب منه طوال السنين الماضية، فتتلاحق الأحداث والوقائع ومجريات الأمور مسرعة؛ ما يدخلها في دوامة من الصراع ممازجة ما بين الحاضر والماضي، ليجبر بطلة الرواية أن تعيد النظر بكلّ مسار حياتها ليتبدل إلى مجريات جديدة في محطات من حياتها واتخاذ القرارات والمفاجآت. كما قدّم القراءة النقدية الثانية الناقد الأستاذ علي القيسي بقوله: «رواية بين أريكة ونافذة رواية أدبية كبيرة في عدد صفحاتها 377 تتحدث عمّا يشغل الناس والمجتمع، وخصوصًا النساء، الحب في هذه الرواية هو بيت القصيد، هو محور هذه الرواية التي كتبت فصولها الثلاثين الكاتبة المبدعة حنين أبو ريشة، فالواقعية ماثلة في السرد الروائي الجميل، هناك قصة طويلة في الموضوع، وتم تحويلها إلى رواية وفصول، ثمة معاناة كبيرة، تعانيها بطلة الرواية سارة التي هي الساردة أو السارد العليم، فهي تتحرك وتحرك معها الشخوص من خلال سرد سلس ولغة روائية مقنعة ومناسبة». يذكر أنّ هذا الحفل أداره الكاتب أحمد أبو حليوة، الذي حاور المؤلفة وفتح باب النقاش والمداخلات مع بعض الحضور، مُغيّرًا بذلك ومجدّدًا النمط التقليدي في حفلات الإشهار والتوقيع.