|
عرار:
المفرق – عمر أبو الهيجاء نظم بيت الشعر بالمفرق مساء الأول من أمس، أمسية شعرية للشاعرين: لؤي أحمد وحسام شديفات، وأدارها الدكتور حمزة بصبوص، بحضور مدير بالبيت السيد فيصل السرحان، ووسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين بدوره مقدم الأمسية الدكتور بصبوص وجه بطاقة محبة للشارقة ولسلطانها الذي يرعى الأدب والفكر في كل انحاء البلاد العربية، مؤكداً أن بيت الشعر في المفرق أضحى منارة ثقافية هامة في وطننا الحبيب. حيث تناوب الشاعران على منصة الشعر، فكانت القراءة للشاعر لؤي أحمد صاحب ديوان "ناقف الحنظل" قرأ مجموعة من ن قصائده التي اعتمل في الفكر واللغة العالية، معرجا إلى فضاءات الهم الإنساني فأخذنا إلى واحدة من قصائده المحكمة المعنى والبناء. ومن قصيدة (شيخُ الطريقة) التي يقول فيها : بـحرٌ وإيـقاعٌ وقـافِـيةٌ أَنيـقَـةْ/ هيَ فتـنـةُ الـمهـجـورِ مـن لغـتـي العَــتيــقـةْ/بــيضاءُ في عينـي القَصيدةُ إنْ تَــكُنْ فــيـــها النَّـوافِـذُ لا تُــطلُّ على حَديـقَـةْ/الشِّعرُ: أنْ يَطوي الـمَكانَ مـعَ الــزَّمـانِ فَــمٌ سَيخْـتـزلُ العَــــوالــمَ في دَقــــيـقَــةْ/الشِّعرُ: أنْ تَــهَبَ الـمُـــؤَوِّلَ معنـيـيـنِ تـنامُ بـيـنهما الكـنايـةُ مُـسـتَـفـيـقَـةْ/الشِّعرُ: ثـالـثـةُ العُــيـونِ بـها تَـرى مـا لا تَـرى الـعَـيْــنـانِ في الصــور الدقـيــقَـةْ/الشِّعرُ: فَـــنُّ الـمحوِ والإيـحاءِ إنْ وَجـدَ الســؤالُ الضَّحلُ أجـوبةً عَمـيـقـةْ/ما البحرُ؟: شـيخٌ مُـولَـعٌ بالسَّـردِ يَـروي قِـصَّةَ البـحَّـارِ للسُّفـنِ الـغَريقَـةْ /ما الليلُ؟: عاشـقُ نـجــمةٍ صيفيةٍ في البـئـرِ تَغسلُ وَجهَهَا لتَبلَّ رِيـقَهْ/ما البئرُ؟: خازنةُ الحَصى، عبثُ الطفولةِ بالصَّدى في جَرَّةِ الريحِ السَّحيقَةْ/ما الريــحُ؟: سـيَّدةٌ تُطـيِّــرُ شَالَهـا كي يَـسقُطَ الصيَّادُ بالنّارِ الصَديقَــةْ/ما النَّارُ؟: حَربُ الإخوةِ الأعداءِ قبلَ الأرضِ بعدَ الحبِّ مِنْ بَدءِ الخَليقَـةْ/ما الحبُّ؟: حِضنُ الشَّــوكِ يَـحرُسُ وَردةً ما شَـمَّها يـومًا ولا ذَاقَــتْ رَحيـقَـهْ/ما الوردُ؟: سرٌّ فائحٌ من دفتـرِ الـذكرى طوتْهُ البـنتُ كي تُخفي بَـريقَـهْ/ما الذكرياتُ؟: غـدٌ يَــشُدُّ لحُزننَا اليـوميِّ أمساً ضـلَّ حاضـرُنَا طريقَهْ/ما الأمسُ؟: شرقٌ سجنهُ تاريخُهُ في الـمُتحفِ النَوَويِّ يَـنصبُ مِـنْجَنيقَهْ/ما الشرقُ؟: قـبرٌ مِـنْ رَمادِ الأنبيَاءِ وحَاكمٌ من نسل آلـهةٍ عــريــقـة/ما الموتُ؟: مَـعـنـىً لا يُـرامُ "فلمْ يَــــعُـدْ أَحـــدٌ مـــنَ الـمَوتى ليُـــخبرَنا الحقيقَةْ") إلى ذلك قرأ الشاعر حسام شديفات غير قصيدة، قصائد جنحت إلى الشأن الذاتي التي يصف فيها حالات الشاعر والمحيط به، وكذلك قرأ قصيدة الرسول صل الله عليه وسلم بلغة فيها النفس الصوفي. من قصيدة له بعنوان "قاصد النور" التي يقول فيها : (مِنْ حَيثُ لا دَربَ حَسبِي أنّني أصِلُ/وحيثُ لا ضوءَ إلا أنّني شُعَلُ/أَمُرُّ بالنَّومِ مَرَّ المُتعَبينَ وَبي/شَوقٌ إلى سِدرَةِ الرؤيا وَبي أَمَلُ/كَأنّنِي الآنَ مَوعُودٌ برؤيتِهِ/تَنامُ عَينيَ عَلَّ الوَقْتَ يُختَزَلُ/بِلا بُراقٍ ولَكنّي عَلى عَجَلٍ/لَعَلَّ يُسعِفُني في وَصلِهِ العَجَلُ/أَطِيرُ بالرُّوحِ فالأجسادُ مُربِكَةٌ/دَليليَ الحُبُّ أنّى شَاءَ أنتَقِلُ/أُقَبِّلُ الرَّملَ والصَّحرَاءُ رَاحِلَةٌ/لَعلّ آخرَ عَهْدِي هَذهِ القُبَلُ/أَراهُ، أَملأُ رُكنَ المُلتقَى صَخَباً/فلِلقُلُوبِ ضَجيجٌ حِينَ تَحتَفِلُ/وَنُورُهُ الطَّافحُ المَسكُوبُ في بَصَري/فَالعينُ بالنُّورِ لا بالكُحلِ تَكتَحِلُ/أَشكُو إليهِ، ويَدرِي، أرتَمِي تَعَباً/وكفُّهُ -البُردَةُ المَلسَاءُ- تَنسَدِلُ/وَغَيمَةٌ كُنهُهَا المِشكَاةُ، تَحمِلُنِي/كأنَّني مَطَرٌ في النُّورِ يَرتَحِلُ/تَكَشَّفَ الغَيمُ، أَدنُو، كِدتُ ألمِسُهُ/وكِدتُ أَسمَعُ كَفِّي وَهْيَ تَبتَهِلُ/هُنَاكَ فِي الأُفْقِ مِرآةٌ وَبي شَغَفٌ/للانْعِكاسِ وَقَلْبِي كُلُّهُ مُقَلُ/فَلِلقَنادِيلِ ألوانٌ مُعتّقةٌ/رَذاذُها عِطرُهُ الفوَّاحُ يَنتَقَلُ/ولِلعَناقِيدِ أذوَاقٌ مُنوَّعَةٌ/لم أدرِ مَا طَعمُها لكنَّني ثَمِلُ/ونَخلَةٌ لم تَمِل لِلرِّيحِ لَو كُسِرَت/تُمِيلُ جِذعَ الهَوى والرُّوحُ تَعتِدِلُ/عَيني عَلى النَّبعِ والآمَالُ سابحَةٌ/تَعُبُّ مِن مَائِهِ المَسكُوبِ، تَغتَسِلُ/فَلا يَفيضُ ولكِنْ لَا يَشِحُّ وَلَا/مَا بينَ بينَ فَلا عَلٌّ وَلَا نَهَلُ/وَخَلفيَ الغَّارُ والأحجَارُ أَسئِلةٌ/تَكسّرَت فَوقَ ذِهني.. كَيفَ أَحتَمِلُ؟). هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بعمل التغطية الإعلامية المتلفزة لهذه الأمسية. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 30-08-2023 06:48 مساء
الزوار: 822 التعليقات: 0
|