الأولى عام 1395 هـ مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة العربية السعودية، للتباحث في شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها، وكان النقاش يدور حول سبل إحياء سوق عكاظ، وبعد تداول هذه الفكرة اقترح الأديب عزيز ضياء فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن السعودية الكبيرة، وقد بارك سموه هذه الفكرة، وأيدها الحاضرون، وبعد الاجتماع بأيام صدرت الموافقة على إنشاء أندية أدبية في كل من : مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والطائف وجازان ، ويعد النادي صوت مثقفي منطقة نجران.
ثم توالت الأندية الأدبية في الافتتاح ، فبالإضافة إلى الأندية السته المفتتحه عام 1395 هـ، تم افتتاح أندية أدبية في كل من : تبوك ومنطقة الحدود الشمالية والجوف وحائل و القصيم والمنطقة الشرقية و الإحساء والباحة وأبها و نجران ، وفي عام 1426 هـ انتقلت المؤسسات الثقافية الأدبية ومنها الأندية الأدبية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودي إلى وزارة الثقافة والإعلام السعودية ، وبلغ عدد الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية ست عشر نادي أدبي 
إن القفزات الأخيرة ومصافحة الإعلام الجديد بكل صوره من الفيسبوك وتويتر  حيث ساهمت بتجاذب الحديث بين كل طبقات المجتمع ، اتسعت أفق المتلقي بكافة المستويات الثقافية فكان نصيب الأسد من حظوة الواقع الآني الكاتب والأديب ، لتتفتق له الصفحات العنكبوتية عما يجهله ، وميدان أيضا لتواصل بينه وبين بيئته الاجتماعية بعد ان كان مغموراً ، وليتصافح الجمهور مع مبدعيه ويظل السؤال الذي يحضر الساحة وقتها
أين كنا وكانوا ..؟ ومن المسئول عن التغييب لهكذا عقول ..؟ ماوظيفة الجهات الإعلامية بكل وسائلها ..؟ الكم المهول من الأقلام التي تسومقت الشناخيب بالشبكة العنكبوتية وأحدثت ضجة عقول وحروف ...

لذلك طرقنا باب الاندية الأدبية السعودية .. ما دورها في تقديم المثقف والمفكر والأديب من بني الوطن ... البعض اعاد الطرق على زاجلنا ، بالتلبية ومنهم القدير خليل الفزيع مدير النادي الادبي بالدمام ...

- الأندية السعودية بين النهوض والركود لماذا ؟
*ليست الأندية فقط هي التي بين النهوض والركود، بل كل شيء في حياتنا هو بين النهوض والركودن والعبر في أيهما أكثر النهوض أم الركود، بالنسبة للأندية والمقصود هنا الأدبية، فإنها تمر بحالات مختلفة، فليس جميعها على حالة واحدةن ثم إن النادب الواحد قد يتعرض للنهوض او الركود لأسباب مختلفة وظروف غير ثابتة، لكن بالمجمل هذه الأندية تنقصها الإمكانيات المادية رغم أنها تتوفر على كفاءات عالية قادرة على أن تسير العمل على أفضل وجه في هذه الأندية.

- هناك من يقول : من الصعب تحقيق منجز ثقافي من خلال المؤسسات الثقافية والأدبية في ظل التوترات الذي تشهدها الأندية الادبية. ما أسبابها؟ وما القانون الذي يؤطر العلاقات والتفاعل لها؟
*الأندية الأدبية ليست هي كل المؤسسات الثقافية الموجودة في بلادنا، وضعفها لا يعني ضعف غيرها من المؤسسات الثقافية، ومع ذلك فإن من هذه الأندية ما استطاع أن يثبت وجوده على الساحة الأدبية بشكل فاعل وملفت، وما يسميه الؤال بالتوترات في الأندية الدبية هو نوع من الحراك الذي لا يعني دائما الكوص، بل قد يكون دافعا لتحسين الأداء في ميدان المنافسة بيه هذه الأندية، ولعل أهم أسباب هذه التوترات هو حداثة العهد بالانتخابات، وبالتالي فإن معظم هذه التوترات كانت رد فعل لنتائج النتخابات التي كان المثقفون يطالبون بها، ولما جاءت لم يقبلوا بنتائجها.

- ماردك على جهل المثقفين والمثقفات بشروط العضوية والانتساب للأندية الأدبية ..
* هذا الجهل ليس له ما يبرره، ثم من يقول أن هناك مثقفا يجهل هذه الأنظمة المتمثلة في لائحة العمل في الأندية الأدبية التي سبق أن نشرتها الصحف، وفيه كل التفاصيل عن شروط العضوية في الجمعيةة العمومية والانتخابات وغيرها من شروط تنظيم العمل في الأندية الأدبية، وهي ليست سرية بل وهي موجودة على كثير من المواقع الإلكترونية، ومتوفرة لمن يريد الاطلاع عليها.

- من وجهة نظرك الشروط المدونة للعضوية ماذا تحتاج بهكذا عصر وقفزات بالثورة المعلوماتية المعرفية حيث وجد البديل؟
*لائحة الأندية الدبية بمجملها تحتاج إلى إعادة نظر لتصحيح بعض بنودها على ضوء التجربة التي مرت بها هذه الأندية، أما شروط العضوية فقد تركت هذه اللائحة الأمر لمجلس الإدارة، لذلك اختلفت شروط العضوية من ناد لآخر، كل ناد حسب ظروف منطقته، ومن فيها من المثقفين.

- الصحافة الورقية وتفاعلها مع الأندية الأدبية .. كيف تراها؟
*الصحافة الورقية في تعاطيها مع الأندية لا يمكن ان تصنع شيئا من لا شيء، وهي تعكس واقع هذه الأندية ن وتتعامل معها كمصدر من مصادرها الإخبارية في المجال الثقافي.، وأرى أن من مسئولية الصحافة ألا تكتفي بالمسألة الأخبارية في تعاملها مع الأندية ن بل عليها أن توجد شراكة ثقافية ـ إعلامية مع هذه الأندية، ليستفيد كل طرف من خدمات الطرف الثاني، وهي شراكة تكاملية تخدمر الطرفين في الوقت نفسه.

وحلقت أجنحتنا لمصافحة النادي الأدبي بالإحساء ممثلاً بالقدير والأديب عبد الجليل الحافظ ... أحد رجالاتها ...
القدير : عبدالجليل الحافظ
- مادورها في تقديم المثقف والمفكر والأديب للوطن ..؟
الأندية الأدبية لها دور كبير في تقديم المثقف ليس فقط لأبناء منطقته بل ولكافة أرجاء البلاد، لكن هذا الأمر يعتمد أيضًا على المثقف ذاته فالمثقف لا ينبغي أن يتوقف عن العمل في إبراز ذاته وإثبات حضوره ويطلب من الأندية الأدبية أو الآخرين أن يظهروه ويرفعونه على الأكتاف، الأندية الأدبية تقدم الدعوات لكافة المثقفين لإقامة الندوات والأمسيات وكذلك في توجيه الدعوات لحضور الملتقيات الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام وذلك في حدود طاقاتها وقدراتها كما أنها تقوم بدور آخر وهي تقديم النتاج الأدبي الذي يستحق للمثقفين على صورة كتاب مقروء، كما أنها تقوم بعمل الدورات التدريبية في مجالات أدبية منوعة وكذلك الورش النقدية والفكرية. وهذه كلها تبرز وتقدم المثقف المشارك في هذه المناشط.
ولكن للأسف الشديد كثير من المثقفين يعزفون عن الحضور للأندية الأدبية ثم يبدؤون في الحديث عن الأندية بأنها لم تقم بدورها وكأن أعضاء مجلس الإدارة يملكون عصي سحرية تفعل الأعاجيب، الأندية الأدبية لن يكتمل دورها إلا بحضور كافة المثقفين والأدباء ووضع سواعدهم وأيديهم لأجل بناء الثقافة ونشر الفكر
- الأندية الأدبية لها أربعة عقود .. ما الخطوات التي استحدثت لها ؟
وزارة الثقافة تعول على الأندية الأدبية الشيء الكثير وخصوصًا بعد الخطوة الجريئة التي قامت بها وهي أن تكون مجالس الإدارة للأندية الأدبية منتخبة من قبل المثقفين، لكن يبقى للمؤسسات الحكومية طابعها البيروقراطي الذي يثقل من آلية العمل فيها.

- البعض يشكو من بعض الإجحاف من الشروط لعضوية النوادي الأدبية ومنها خصيصاً المستوى التعليمي ؟
( من المحدودية إلى  اللا محدودية )
الشروط التي وضعتها الوزارة لأجل عضوية الجمعية العمومية من وجهة نظري الشخصية هي شروط مجحفة لكثير من الأدباء وخصوصًا من ناحية الشهادة فالشهادة لا تصنع أديبًا أو مفكرًا فنحن نرى كثير من حملة الشهادات ليس له من شهادته إلا اسمها. ولهذا كنت من الداعين للوزارة أن تقوم بصياغة هذا البند من جديد وجعله في صورة تخرج كل من ليس له علاقة بالأدب يتبنى كافة الأدباء.

- متى نجد النوادي الأدبية تمارس دوراً فعالاً في الأندية بالجامعات والمدارس لاستقطاب الناشئة للإبداع ...
في الحقيقة وأنا أتحدث عن نادي الإحساء الأدبي هنا أننا قدمنا طلبات شراكة مع كثير من المؤسسات الحكومية لأجل تفعيل دور النادي الأدبي في كافة مناحي الحياة ولكننا نجابه بالتأخير والبيروقراطية الإدارية في الدوائر الحكومية.

- في احد المواقع وجدت عتباً على الأندية الأدبية عن عدم وجود نتاج في القصة القرآنية والقصة من الحديث النبوي والقصة الواقعية ... هل بالفعل يقع العتب على النوادي الأدبية ..؟
العتب هنا لا يقع على الأندية الأدبية بل يقع على المؤلفين والمبدعين الذين لم يقدموا للأندية نتاجًا لائقًا ومقبولاً في هذا المجال...
بالنهاية نتوج كلا القديرين بالشكر من وكالة عرار للأدباء والمثقفين بالوطن العربي ...
ونظل نرقب التقدم للأندية الأدبية لتفعيل الدور بالقدر الذي يرغب منها ..

* نائب مدير تحرير عرار لشؤون السعودية