«واشتعل القلب شعرا».. ديوان جديد للشاعر سعيد يعقوب
عرار:
ياسر العبادي صدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع، في عمان، ديوان شعر جديد للشاعر الأردني سعيد يعقوب، بعنوان «واشْتَعَلَ القَلْبُ شِعْرًا» الديوان يقع في مئة وستين صفحة، من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه خمسا وعشرين قصيدة، امتازت بالطول النسبي، ودارت مضامينها حول الوجدان والغزل، وعلاقة الشاعر بالمرأة، وتصوير المشاعر والعواطف، التي يحملها الشاعر لها، وقد خرج الشاعر عن التناول التقليدي للمرأة في بعض القصائد، باعتبارها رمزا للوطن، وخرج من الخاص للعام، فمزج بين المرأة والوطن، متخذا من الوطن رمزا للمرأة، والمرأة رمزا للوطن، في بعض وجوه التأويل، للقصائد كاسرا أفق التوقع للمتلقي، في كثير من الأحيان. ومن عناوين القصائد، نقرأ: عربية القسمات، قالتْ أحبُّكَ، زيارة، في جذوع النخل، مجامر ذكرياتي، أنتِ الحقيقة، اعتراف، مجَّدُت حبَّكَ، حلم حياتي ... الديوان الذي كتب مقدمته الأستاذ الدكتور، فضل النمس عميد كلية الآداب في جامعة الأزهر، فرع غزة، جاء فيها: «وهذا هو فعلًا الشاعر سعيد يعقوب، تراه مرتجلًا الشعرَ إنسانيةً ووطنيةً وعروبةً حتى لَيَكونَ قريبًا من قلوب عامّة العرب، وممتشقًا في الشِّعْرِ سيف الحكمة والعقل، حتى لتراه يُخاطبُ حكماءَ العرب، وحالمًا في قصائده يداعبُ وجدانَ المحبينَ؛ فللهِ درُّه ما أغزَرهُ شاعرًا، وما أنبلَه إنسانًا» ثم يواصل الأستاذ الدكتور فضل النمس قائلا في مقدمته: «ورأيتُ الشاعر السعيد يصدح في شعره أيضًا بالغزلِ عروبةً، وإباء؛ فلا تسلْ عن العروبة والوطن في شعره فكأنّه «غزّة تنتصر»! ولا يخفى أنّ هذا عنوان ديوانٍ آخرَ للشّاعر، وحتّى في ديوانه هذاـ واشتعل القلبُ شعرًا ـ وجلُّه في الغزلِ يعود فيتغزلُ بالعروبة التي تجري في دمه، ويفيض بها قلبه، فالمحبوبة في قصيدته «عربيّة القسَماتِ»، والشّاعر في هذه القصيدة يثور به الحنين لأصالة العروبة، وأخلاقها؛ فيهيم بها حبًّا، وغزلًا عكسَ ما يبدو للوهلة الأولى من أنّ القصيدةَ غزلٌ مباشرٌ؛ فإذا حبُّ العروبةِ يتبدَّى واضحًا يفيض من الأسى لمَنْ تآمروا على العروبة؛ فحاولوا تغيير قسماتِ وجهِها بتكويرِ نيلها، وانكدارِ فراتها، وما في هذا من تناصّ دينيّ يستلهم آيات القرآن الكريم، فالتكوير للنيلِ كأنَّه اضمحلّ جريانه في مكانه التاريخيّ، وانكدار الفراتِ في واقعِه كما النجوم انكدرت تساقطت من مواضعها، أو تغيَّرت في السورة نفسِها «التكوير»، يواصل الشاعر سعيد يعقوب مسيرته الشعرية، من خلال إصداره لمزيد من الدواوين الشعرية، التي اختار للتعبير عن هواجسه فيها نمط الشعر العموديّ، الذي يواكب العصر، المخصَّب بالصور الفنية، سواء على صعيد التشكيل والبناء الفنيّ، أو المواضيع والمضامين التي يعالجها بشعره، التي تتمدَّد لتتناول أغراض الشعر كافة. وجاء الغلاف الخلفي للديوان حاملا عددا من الشهادات الإبداعية لعدد من النقاد من بينهم أ. د. صلاح جرار، أ. د. إبراهيم السعافين، أ. د. رشيد هوشات(الجزائر)، أ. د. آدي ولد آدب (موريتانيا)، أ. د. إبراهيم طلحة (اليمن) ولعلَّ أبرز ما يلفت النظر في تجربة الشاعر يعقوب، هو وفرة الدراسات والأبحاث المحكمة التي تتناول شعره من قبل النقاد الأكاديميين، وكذلك ما وضع حول شعره من كثرة رسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى المؤلَّفات التي وضعت لأدباء ونقاد حول الشاعر وشعره، وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر سعيد يعقوب ولد في مدينة مادبا عام 1967، حصل على بكالوريوس اللغة العربية، من الجامعة الأردنية، بتقدير امتياز، وعمل في سلك التربية والتعليم، مدة ثلاثين عاما في الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية، ودخلت أشعاره في المناهج الدراسية في الأردن وفلسطين.
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 03-11-2023 09:01 مساء
الزوار: 210 التعليقات: 0