القصة والرواية شجرة واحدة بثلاثة فروع
وقال جمال فايز السعيد: "القصة والرواية من شجرة واحدة ولون أدبي واحد لها ثلاثة فروع وهي (القصة، والرواية، والقصة القصيرة)، والتحدي والمنافسة بين الرواية والقصة هي مثل المد والجزر، فعندما تأتي عوامل لصالح الرواية، فهذا ينعكس إيجاباً على الثقافة والقراء وكذلك هو الحال للقصة القصيرة".
وأشار أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي قدم خدمة للقصة القصيرة بفعل حجمها، أما انتشار الجوائز المتخصصة فخدم الرواية، موضحاً أن الأمر لا يتمثل بانتشار فن على حساب الآخر.
وتابع: "لكل لون من هذه الألوان جمهوره الخاص، وكل أدب له مزاياه وخصائصه التي تسهم في انتشاره بشكل أو بآخر. وأكبر تحد للقصة القصيرة طبيعة الجنس الأدبي ذاته، فالقصة القصيرة، عند النظر إلى خصائصها، فهي تعتمد على التكثيف والوحدة الفنية والمساحة الضيقة للتعبير".
إشراقات لافتة للمشهد القصصي العربي
بدوره، قال الدكتور إبراهيم: "لا شك أن المشهد القصصي العربي شهد في بدايات السبعينيات وحتى نهاية الألفية الثانية، إشراقات لافتة شملت مشرق الوطن الكبير ومغربه، وبرزت أسماء قصصية تبوأت المشهد الثقافي العربي".
وأضاف: "القصة القصيرة حاضرة وبقوة وبلغة الأرقام عدد ما صدر من مجموعات قصصية في قطر واحد، وهو اليمن، بين العامين 1957 و2022 وصل إلى 454 مجموعة قصصية، إضافة إلى 40 مجموعة قصصية قصيرة جداً، وفي البلد ذاته صدر 554 رواية، لذلك فلا يوجد فارق كبير بالرغم من أن الرواية أقدم".
وتابع: "القصة القصيرة ما تزال لا تتمتع بنفس جماهيرية الرواية، والسبب في ذلك أن القصة فن التكثيف والتقطير والحساسية العالية، فقد لا يستطيعها كل كاتب، وكذلك فإن القصة حتى في شكلها الكلاسيكي فن صعب لأنها تتعامل مع لحظة إنسانية واحدة منذ البداية حتى النهاية". موضحاً أن القصة القصيرة تمثل تحدياً للكاتب في إطار حدودها الضيقة ليصنع منها عوالمه وشخصياته بأبعاد الفيزياء المعاصرة محققاً الاندهاش والتأمل والجمالية معاً.
القصة القصيرة فن نسوي
من جهتها، أشارت سعاد العريمي إلى أن معظم مؤلفي القصة القصيرة في دولة الإمارات من النساء، والإشكالية في البداية على مستوى الإمارات كانت في مسألة التدوين، إذ لم يكن بشكل مناسب، وقالت: "إن القصة الإماراتية بدأت منذ فترة طويلة وكنا نسميها الحكاية".
وأضافت: "لكل زمن حيثيات معينة وعوامل تؤثر على النوع الأدبي، فعلى سبيل المثال، ما زاد انتشار الرواية هو الجوائز الضخمة التي تحدت الكاتب لإظهار أجمل ما لديه، وهنا خفتت القصة القصيرة شيئاً ما".