|
عرار:
نضال برقان قال الناقد محمد المشايخ إن «الأديب الذي لا يلتزم بهموم أمته وشعبه وبأرق الجماهير ليس أديبا»، مؤكدا أن الكتابة الآن، في ظل العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في فلسطين وغزّة، «جزء من أدب المعركة، وأدب الحرب، وأدب المقاومة». جاء ذلك خلال اللقاء الإبداعي الذي دعا إليه ديـوان الهريــس الثقـافـي، يوم الاثنـيـن الماضي، والذي استضاف فيه الناقد المشايخ في حوارية حول دور الثقافة والمثقفين في ظلال العدوان الصهيوني على غزة، كما تضمن اللقاء قراءات إبداعية حلقت في فضاء (طوفان الأقصى)، وذلك في مقر الديوان، في منطقة الهاشمي الشمالي في عمان. وذهب الناقد المشايخ إلى أن الحرب التي يشنها الاحتلال الصّهيونيّ على غزة قد شكّلت نقطة تحوّل في مشهديّة الثّقافة والإبداع العربيّ، فهي «حرب غير مسبوقة، واستخدم فيها العدو كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، ولأنها مجزرة دمّرت 60%من المباني السكنية، والعامة ولا سيما المستشفيات والمدارس، وأدت لاستشهاد آلاف، وجرح وأسر آلاف الآلاف ما بين غزة والضفة، فهي نقطة تحوّل أدهشت العالم كله، بمن فيهم الأميين الذين لا يجيدون القراءة، فما بالك بالمثقفين الذين يمتلكون حساسية خاصة، سرعان ما يعبرون عنها عبر مختلف الأجناس الأدبية التي يبدعونها... نعم الثقافة والإبداع العربي الآن في مرحلة جديدة يغادر فيها كل ما ألفناه من كتابات تقليدية، ليحدث انتقالا جديا نحو الأدب الثوري». اللقاء الإبداعي نفسه، والذي أداره الإعلامي والشاعر نضال برقان، تضمن تاليا قراءات إبداعية حلقت في فضاء «طوفان الأقصى»، وكانت البداية مع الشاعر حسن منصور، والذي قرأ قصيدة بعنوان «نشيد الشهداء»، وفيها يقول: «نسير ولسنا نخاف المنونْ/ وليس يخاف الردى المؤمنونْ/ هو الموت مرحلة في الخلود/ وكيف يخافون من يبعثون؟/ ففي كلّ نفس يقين وطيدْ/ وقلب حديد وبأس شديدْ/ ونحن الأباة ونحن الأسودْ/ نصون الذمام ونفدي العرينْ...». المشاركة التالية كانت للشاعر محمود إبراهيم، الذي قرأ قصيدتين، واحدة حملت عنوان «واقدساه»، وفيها يقول: «أرى الإذاعات تعلو اليوم بالخطب/ فيكتوي من لظاها فارس العرب/ دعوا الكلام وقوموا كي نحررها/ فالقدس ضجت من الغوغاء والكذب/ القدس غابت عن الأنظار وآ أسفي/ لكنها عن قلوب الخلق لم تغب/ يا أمتي.. أمة الإسلام حسبكم/ إن الذي قادكم خير نبي/ فاستنهضوا همما باتت معطلة/ واستحضروا ما مضى من سالف الحقب...». من جانبه قرأ الشاعر منذر اللالا مجموعة من نصوص (الهايكو)، بعنوان «قصائد إلى غزة»، وفيها يقول: «أطفال شهداء/ خريف أشجار غزة/ أوراق خضراء!». «أكبر من دبابة/ على كتف الفدائي/ ظل البندقة!». «غيوم بيضاء/ ساحات المشافي/ أكفان الأطفال!». «هدنة/ طفلة../ تلتقط دميتها!». «رشق قنابل/ مضيء بدون كهرباء/ ليل المهاجرين!». وقرأت الأديبة حياة دراغمة مجموعة من النصوص، ومنها: «على الأطلال تقف/ محروقة اللمى/ توقظ الحصى/ بصمتها البطولي/ تعد الحسرات/ بقلبها المناضل/ لو أومأت لطفل: أنا هنا/ لقام يحرث الأرض بأصبعه/ الوقت كالغبار/ الأيام يكشفها النهار/ لا يقف صارعا للضوء/ يبيت الليل يهز الزمن/ الوقت قد يأت بالسلام/ فقط إذا شاء الوطن». الأديب جمال حرب، قرأ ثلاث قصائد، هي: «زئير فلسطيني» و»نشرة الأخبار» و»قدسنا»، وفي الأخيرة قال: «لقلمي الآن زفير../ كيف سيكتب عن قدسنا التي/ تلبس الآن ثوبا من دخان/ بعدما كانت ترتدي كل لحظة/ ثوبا من حرير/ لقلمي الآن شهيق/ وقلمي الآن غريق/ كيف سيكتب عن قدسنا التي/ نشم في كل لحظة/ من نوافذها رائحة الحريق/ بعدما كنا في كل صباح/ وفي كل مساء/ نشم من بواباتها/ وشرفاتها/ رائحة الرحيق/ لقلمي الآن مدادا من دموع/ يذرفها مع كل حرف/ على فردوس المعابد/ قدسنا التي كانت/ تضيء أمسياتنا/ وأغنياتنا/ وأحلامنا/ بأجمل الشموع...». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 07-12-2023 08:29 مساء
الزوار: 538 التعليقات: 0
|