مؤتمرون يتأملون في «الأردنية» «قضايا الشعر العربي الحديث»
عرار:
ياسر العبادي أقام «بيت» الشعر/ المفرق، وبالتعاون مع الجامعة الأردنية، ملتقى نقد الشعر لدورته الثالثة، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، في مركز اللغات في الجامعة، تحت عنوان «قضايا الشعر العربي الحديث». مدير بيت الشعر/ المفرق فيصل السرحان ألقى كلمة قال فيها إن اهتمام بيت الشعر/ المفرق بنقد الشعر إنما هو هدف تكاملي متعلق بغاية البيت التي تدور حول الارتقاء بالشعر العربي في الوطن الحبيب انطلاقا من رسالة البيت التي تتمحور حول النهوض باللغة العربية الفصيحة وإعادة الألق لها باعتبارها الركن الأساس لهويتنا العربية الحضارية الإنسانية التي تستحق أن تستعيد مكانتها الريادية بين الأمم، ومن هنا فإننا نزجي تحية شكر وتقدير لصاحب مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي مكّننا من القيام بهذه الجهود الثقافية الفارقة التي حققت الكثير على المستوى الشعري حلال تسعة أعوام. الدكتور اسماعيل السعودي مدير مركز اللغات قال في كلمته إن الشعر سيد الجهات وأصل البدايات وأجمل النهايات، يُنسي العنصري عنصريته والمتطرف تطرفه والمفجوع وجعه، وإن الشعر حوّل الشعب العربي إلى شعب محكوم به. نائب رئيس الجامعة الدكتور زياد الحوامدة ألقى كلمة أكد من خلالها على أهمية التشاركية بين الجامعة وبيت الشعر بالمفرق من خلال طرح قضايا الشعر الحديث وبمشاركة من النقاد الأردنيين ومعاينتهم الشعر وقضاياه. بعد حفل الافتتاح بدأت فعاليات اليوم الأول والتي تضمنت جلستين نقديتين، حيث أدارت الجلسة الأولى د. إيمان عبد الهادي وجاءت تحت عنوان «تماثلات الغموض في الشعر العربي الحديث»، وتحدث فيها: الدكتور أمين عودة وعاين بورقته «شعر عصي على السكوت والسقوط « فيما تحدث د. مصلح النجار حول «السياقات الثقافية للغموض في الشعر العربي الحديث»، أما الناقد عامر أبو محارب عاين في ورقته: «الجمانة والبحري: التلقي النقدي للغموض في الشعر العربي الحديث». الجلسة الثانية ترأسها د. عبد الحليم الهروط وعنوانها «الغنائية في الشعر العربي الحديث» وتحدث فيها: د. محمد عبيد الله حول «جدلية الغنائية والدرامية في نماذج من الشعر الفلسطيني». د. سهى مشرقي قدمت ورقة بعنوان: «حلم العودة في شعر محمود درويش» وكما قدم د. نارت قاخون ورقة تحدث من خلالها عن «شجاعة الاستعارة: حنين الاستعارة وتطلعها من منظور الاستعارة الإدراكية في نماذج دالة من الشعر الحديث». وجاءت الجلسة الأولى من اليوم الثاني للملتقى بعنوان «تمثلات الاغتراب في الشعر العربي الحديث»، بإدارة د. عبد الحليم الهروط، ومشاركة د. علاء الدين زيك القريوتي بورقة «الاغتراب أحفورة ثقافية: قراءة في النشأة والاصطالح والمدلول»، ود. يوسف ربابعة بورقة «ألفاظ الاغتراب في شعر عبد الله البردوني، دراسة معجمية دلالية»، ود. فداء العايدي بورقة «الاغتراب: حروق الحنين إلى الوسادة الأولى». كما ناقشت الجلسة الثانية التي أدارها د. علاء الدين غرايبة، موضوع «الحنين والتطلع» الذي قدم فيه د. نارت قاخون ورقًة حول «شجاعة الاستعارة: حنين الاستعارة وتطلعها من منظور الاستعارة الإدراكية في نماذج دالة من الشعر الحديث»، ود. مراد البياري بورقة «ألفاظ الحنين في «المشكال» لإيمان عبد الهادي (نزٌف حتى الموت)»، ومحمود عقيل الزعبي بورقة «بين الاستشراف والنوستلاجيا (راية ترفرف شعرا). وجاء في تقديم الملتقى بعنوان «معالم الطريق» ما نُّصه: «هذا مدخل ودود ولود إلى الشعر لناحية قضاياه، وتأمل طويل في أعطافه ومزاياه، يحمل هّم التأويل ويستنطق المؤثرات التي صاغت النّص في الأطر والمضامين. ونافل أن نشير إلى أّن النضال العجيب المتمادي قد وّلد هزات تطورية تمخضت عنها القضايا التي انتصر بعضها، ودخل بعضها في الجدل الناعم. يقذف هذا الملتقى في نقد الشعر بذور دراسات عصريه تنويرية لمفهوم (القضية الشعرية) بالنظر إلى انحيازاتها الذاتية، وكأّن الشعر راٍء إلى نفسه، وبإزاء مراياه، تتعدد الرؤى بتعدد القضايا. أردنا من خلال- مرآة الشعر- رصد الصورة؛ بما تسمح به آليات التجلي، والنفاذ العميق في جدلية مركزه وهامشه، وما زال البحث في القضايا مسوًغا، وما زال السجال قابلا للاعتناق. وحول الملتقى قال مدير بيت الشعر فيصل السرحان إن هذه الدورة تعّد من أهم دورات الملتقى، وتعكس حاجة الوسط الثقافي إلى قراءة رؤى الأكاديميين وأصحاب الاختصاص حول موضوع الملتقى في قضايا الشعر العربي الحديث، نظًرا لما تشّكله مواضيع أوراقه النقدية من الشباب، في تمّثل التجارب إضافة معرفية موجهة بشكل أساس إلى الشعراء أنفسهم، وخاصًة الشعرية الإبداعية وفهم عناوين الأوراق المقدمة في قضايا الغموض في الشعر العربي الحديث، والغنائية والاغتراب، والحنين والتطلع، وهي قضايا نجدها حاضرًة لدى شعرائنا على منصات الهيئات الثقافي، وفي منتديات الشعر اليومية في هذا النشاط الملاحظ للمشهد الثقافي الأردني بشكل عام.