قام منتدى الجياد للثقافة والتنمية أمسية نثرية وشعرية بعنوان "سيدة الأرض"، وذلك في بيت الثقافة والفنون، في عمّان مساء، يوم الخميس الماضي، برعاية الأديبة رجاء عبد الهادي، وبتنظيم من الأديب سامر المعاني، وقد أدارها الأديب أحمد أبو حليوة الذي بدأ الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء غزة، ومن ثم قرأ قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الشهيرة التي جاء فيها: "عَلَى هَذِهِ الأرْض، مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاة...".

ليبدأ بعد ذلك بتقديم السيدات المبدعات، حيث استهل المشاركات بالكاتبة أمل الخواجا التي قال فيها: إنّها ولدت هناك في نابلس حيث جبل النار والثوار والأحرار، وانتقلت بعد الزواج للعيش في الكويت، ومن ثم عادت إلى الأردن مُطوّفة في كلّ هذه البلدان وكأنّها ظلال للروح، ساردة حكايا الغياب، مُؤكّدة حضورها في هذه الأمسية من خلال ما قرأت من نصوص.

ومن ثمّ جاءت مشاركة الكاتبة والناشطة الثقافية فاتن أبو شرخ، كتاب "تراتيل روح مورقة" وكتاب "صلصال أبيض" والتي أطلقت نسماتها الأردنية الثقافية في مرحلة من عمرها، لتكمل المشوار بعد ذلك من خلال فريق شذى الروح، فتبدع في تنظيم الأمسيات الأدبية والمهرجانات الثقافية، وقد قرأت بعضًا من نصوصها الوطنية.

لتليهما بعد ذلك الكاتبة جينا صالح التي ولدت في ألمانيا وعاشت في عروس الشمال إربد، وجاءت من هناك لتؤكد لنا أنّها "وجه الفرح"، هذا التوصيف الذي رافق عنوان كتابها إلى جانب اسمها، وكان أيضًا عنوان برنامجها الإذاعي في إربد، المدينة التي أحبتها ونظرت إلى منتدى الجياد المنطلق منها بكلّ جموح وصهيل إلى أنّه ملجأ واعد للثقافة المعتدلة والهادفة، وقد قدّمت نصوصًا أدبية جميلة.

قبيل الختام كان الحضور مع الكاتبة عنان محروس، التي تجتمع فيها فسيفسائية بلاد الشام، فهي الابنة لوالد سوري وأم لبنانية وتزوجت من أردني، وما غابت عن خفق قلبها فلسطين، والتي كتبت في مجال القصة فكانت المجموعة "أغدًا ألقاك" وفي مجال الرواية فكانت رواية "أنا مريم" و"خُلق إنسانًا" وفي مجال النثر فكان كتاب "ترجّل" وفي مجال المسرح فكانت مسرحية "الجوكر"، وهي التي اكتفت بتقديم نص واحد وطني معبّر.

الختام جاء بنكهة مصرية حين قدّمت الشاعرة عبير العطار ذات الأصول السورية والمولودة في الكويت بعض قصائدها الوطنية المحلّقة، وهي التي راهنت على مرآتها، وأخذت سلفي مع روحها، وقالت حين وجدته وحده في الصورة يكفي، بعد أن جعلت الخيال يتنفس كتاباتها.