وضمان وصول الثقافة والمعرفة إلى جميع محافظات الوطن

معان - قاسم الخطيب

افتتح نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان فعاليات أيام شومان الثقافية التي انطلقت في محافظة معان اليوم، والتي نظمتها مؤسسه عبد الحميد شومان بالتعاون مع المؤسسات الثقافية في المحافظة، بحضور محافظ معان الدكتور فيصل المساعيد ورئيس جامعه الحسين بن طلال الدكتور عاطف الخرابشه ومدير شرطه المحافظة العميد عوض اللبابده ورئيس مجلس محافظه معان محمود مسيب النعيمات وعدد من شيوخ ووجهاء المحافظة وفعاليات شعبيه وشبابيه.

وقال كريشان: إن أيام شومان الثقافية في معان تهدف بالقيام بدورها في المسار التنويري وتطوير الوعي المجتمعي من خلال أنشطة فكرية ومعرفية وثقافية متعددة ومتنوعة.

وأضاف كريشان: أن انطلاق فعاليات الأيام الثقافية في معان يأتي في إطار التوسع لهذه المؤسسة التي تسعى لتحقيق العدالة الثقافية وضمان وصول الثقافة والمعرفة إلى جميع محافظات الوطن.

وأكد كريشان أن الحراك الثقافي الذي يشهده الأردن يأتي نتيجة اهتمام ودعم القيادة الهاشمية، لكل القطاعات الثقافية وفنونها المختلفة، وحرصها على نشر القيم النبيلة التي تعززها هذه الفنون في جميع نواحي الحياة والانفتاح على الآخر، والاحتفاء بالمنجز الثقافي، وذلك سعيا للتميز في جميع المجالات بما يعود على أفراد المجتمع الأردني بالرقي، والتقدم.

وقال كريشان: نفتخر نحن في معان أن يكون لهذه المؤسسة العريقة حضورا فيها، والتي أسسها الاقتصادي الكبير المرحوم عبد الحميد شومان والذي خرج من رحم المعاناة فقد بدأ عبد الحميد شومان حياته شابا صغيرا في مقالع الحجارة بعد أن هجر الدراسة في كتاتيب قريته. بيت حنينا. من نواحي القدس.. وكان عبد الحميد شومان أميا لكنه أصبح تلميذا مجتهدا في مدرسة الحياة فقد أنضجته تجاربه وأسفاره في معتركها، واكسبه نضاله في وجه الصعاب هامة عالية.

ولفت كريشان إلى أن عبد الحميد شومان هو مؤسس البنك العربي وصاحب الشهرة التي سمع عنها الناس الكثير ورووا عن كفاحه وذكائه حتى غدا أسطورة عربية وكان قد بنى ثروته في الولايات المتحدة الأمريكية بعد عناء وتعب متنقلا بين ولاياتها حتى استطاع بالإرادة والعزم والتصميم أن يبني هذه المؤسسة المصرفية العريقة «البنك العربي».

وقدم كريشان الشكر لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة وللقائمين عليها والتي تعتبر ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافي، وهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، والأدب والفنون والابتكار.

وكان نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان، الدكتور ممدوح العبادي قد افتتح الفرع السادس لمكتبات شومان في مبنى بلديه معان الكبرى، وبحضور الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية ورئيس البلدية الدكتور ياسين صلاح وممثلو وسائل الإعلام ومدير ثقافة معان الدكتور يوسف الشمري وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي في المحافظة وممثلون عن مؤسسات الحكم المحلي، إلى جانب فريق العمل في مؤسسة عبد الحميد شومان.

ورحب العبادي في كلمته خلال الافتتاح، بالحضور الكبير لافتتاح فرع مكتبة عبد الحميد شومان السادس في مدينة معان، مشيرا إلى أن هذا الحلم الكبير لأهالي المدينة والمؤسسة قد تحقق اليوم بجهود الجميع وبالتعاون مع بلديه معان.

كما رحب العبادي بضيف الشرف المؤرخ والمفكر العربي سيار الجميل، القادم من كندا خصيصا للمشاركة في هذا الحدث، وهو الذي يعتبر واحد من أبرز المفكرين في عالمنا العربي.

وقال العبادي: إن هذا الحدث يشكل محطة هامة في مسيرتنا لتعزيز الثقافة والعلم في مختلف مناطق الأردن، خصوصاً في محافظات الجنوب التي تزخر بالتاريخ والإبداع.

وأضاف: إن افتتاح هذا الفرع، يأتي تزامنا مع إقامة أيام مؤسسة عبد الحميد شومان في معان، وهو برنامج ضخم يستهدف الكبار والصغار. ويشمل معرض الكتاب وأنشطة متنوعة تصل إلى أكثر من ستين فعالية تقام على مدار أربعة أيام، وتهدف إلى إثراء المعرفة وتشجيع القراءة والتعلم. هذه الفعاليات ستكون منتشرة في عدة مناطق في محافظة معان، مما يتيح للجميع المشاركة والاستفادة من هذا الزخم الثقافي.

وأكد العبادي أن الهدف من إنشاء فروع للمكتبة هو تشجيع الشباب لتنمية معارفهم والاستفادة من المواد الثقافية المتاحة بالمكتبة

مكملا حديثه قائلا: إننا في مؤسسة عبد الحميد شومان نؤمن بأهمية توفير المعرفة والثقافة لجميع أبناء الوطن، وليس فقط في العاصمة عمان، ويتجلى التزامنا هذا في سعينا المستمر لإفادة جميع مناطق الأردن، من خلال إنشاء مكتبات ومراكز ثقافية تُعنى بتطوير وتنمية المجتمعات المحلية.

موضحا العبادي أن مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، تمتلك خطة طموحة لنشر المعرفة، ودعم البحث العلمي، وتحفيز الإبداع الأدبي والفني، وإخراج زخم البرامج والأنشطة الثقافية من العاصمة عمان نحو المحافظات، بما يمكن تسميته تعميم مكتسبات التنمية الثقافية بعدالة على الجغرافيا الأردنية بكاملها. وإن افتتاح هذا الفرع الجديد هو تجسيد لهذا الطموح، ولالتزامنا الراسخ بخدمة مجتمعنا وإتاحة الفرصة للجميع للوصول إلى مصادر العلم والثقافة.

وقال العبادي: نفتخر بأن مكتبتنا الجديدة في معان تضم ما يزيد عن 6 آلاف كتاب في مختلف المجالات، إضافة إلى قواعد البيانات والكتب الإلكترونية مما يتيح للقُراء والباحثين والمثقفين الاستفادة من مجموعة متنوعة وغنية من المصادر. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لأهالي معان الاستفادة جميع فروع مكتبات عبد الحميد شومان، فأي كتاب متوفر لدينا سوف يكون في وسع أي شخص طلبه، ونحن بدورنا سنقوم بتوفيره من فروعنا إلى هنا.

كما أكد العبادي في كلمته أن المؤسسة ستسعى في المستقبل القريب إلى تطوير مكتبة للأطفال، لتكون بيئة محفزة للأجيال الناشئة على حب القراءة واستكشاف العالم من حولهم، فالتركيز على النشء هو سياسة ثابتة في عمل المؤسسة، فهذا النشء هو من سيكون قادرا على التأثير والتغيير في المستقبل، وهو من سيتولى مهمة نقل الأردن إلى مصاف الدولة المتقدمة

وشكر العبادي كل من ساهم في تحقيق هذا الحلم بافتتاح فرع المكتبة الجديد كما شكر الشركاء الذين ساعدوا في تصميم البرنامج وتنفيذه، والمجتمع المحلي الذي كان مضيافا ومتعاونا إلى أبعد الحدود، وخالص شكره لكل من آمن برسالة المؤسسة ودعمها في مسيرتها، متمنيا العبادي أن تكون مكتبة عبد الحميد شومان في معان منارة علم ومعرفة، وأن تسهم في بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

ومن جانبه قال رئيس بلديه معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح، «إن التعاون بين البلدية ومؤسسة عبد الحميد شومان يعتبر نموذجا مثاليا بأبعاده التنموية مجتمعياً وثقافياً ومعرفياً، وعنوانا حقيقيا للتشاركية الناجحة بين القطاعين العام والخاص».

وأكد صلاح أن مؤسسة عبد الحميد شومان تمتلك الخبرة والتجربة المميزة في إنشاء المكتبات التي تستهدف مختلف الأجيال في المجتمعات المحلية. وتضمن حفل الافتتاح العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية الهادفة للكبار والأطفال، كذلك عرض فيلم توثيقي حول مراحل عمل وإنشاء مكتبة عبد الحميد شومان/ معان.

ويشار إلى أن مكتبة عبد الحميد شومان العامة تأسست عام 1986، كأول مكتبة عامة محوسبة ومجهزة بشكلٍ مثالي في الأردن، وهي اليوم قبلة لطلبة العلم والباحثين، تتوافر فيها مصادر المعرفة التقليدية والمتقدمة ومساحة للجمهور العام لتطوير المهارات والتعلم المستمر، وملتقى للتواصل وتبادل المعرفة بما يسهم في تنمية الفكر ورفعة المجتمع.