|
عرار:
عمان عقدت لجنة النقد الأدبي في رابطة الكتّاب الأردنيين بالتعاون مع لجنة القصّة والرّواية ندوة تكريمية للأديب الراحل القاصّ محمّد عارف مشه، في مقرّ الرّابطة الكائن في جبل اللويبدة، مساء يوم السبت الماضي. افتتح الندوة الشاعر موسى حوامدة الذي قدّم سيرة الفقيد مشه، وسلّط الضّوء على أهمّ منجزاته الأدبية وأشاد بأسلوبه وبمضامين سرده، وعدد مجموعاته القصصية فكانت كما يلي: «شبابيك»، «عصافير المساء تأتي سرّاً»، «حبّك قدري»، «همسة في زمن الضجيج»، «الولد الذي غاب»، «مولاي السلطان قطز»، «بائعة الكبريت»، ومخطوط رواية حمل اسم «عمارة رقم 13» وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة (كتارا) للروايات غير المنشورة لعام 2023. وأشار الحوامدة إلى نقطة مهمّة في تجربة الراحل مشه، وهي دقّة اختياره لعناوين مجموعاته القصصية التي تعبِّر عن وعي لأهمية العنوان للمجموعة القصصية، الذي هو مفتاح النصّ القصصي، في الوقت ذاته الجامع للقصص التي تحتوي في المجموعة. انتقل الحديث بعد ذلك إلى الدكتور مخلد بركات الذي عرّج على شخصية محمّد مشه وعلى أسلوبه السردي الذي قفز فيه على مألوف القصّ وتقاليده، فكان صاحب جملة قصصية مكثّفة تخلو من الاستعراض اللّغوي. كما أكّد أنّ قصص مشه تماهت مع المدرسة الروسية والواقعية النقدية فقدّم قصصا تنتقد المجتمع بأسلوب مبطّن وغير مباشر. أشار د. بركات أيضا إلى أنّ الراحل مشه لم يأخذ حقّه كما يجب من حيث تسليط الضوء عليه والاحتفاء بمنجزاته الأدبية. قدّم بعد ذلك القاصّ هاني الهندي ورقة نقدية عن الطريقة التي رصد بها الراحل مشه المخيّم الفلسطيني، فأوضح أهمية التعليم بالنسبة لأبناء المخيّم، فهو سبيل الخلاص من واقع المخيّم المؤلم، وصور التكافل والتضامن الاجتماعي في المخيم رغم ضيق الحال. كما أفرد العديد من القصص التي صوّر فيها توزيع المؤن والذّلّ الذي تعرّض اللاجئون له أثناء التوزيع. كما عالج مشه في قصصه ثيمتَيْ الفقر والجوع وفتكهما بأبناء المخيّمات. وأخيرا كان الاغتراب والرحيل من ضمن المواضيع التي طرحها مشه في قصصه القصيرة. وأضاف الهندي قائلا: إنّ تجربة مشه القصصية متميِّزة وتعاطت مع اللحظة الفارقة في حياة شخصياته القصصية. في الوقت ذاته أشار إلى أنّ قارئ قصص المشة يلحظ منذ السّطر الأوّل انه يقرأ قصّة قصيرة، وهذه قدرة تميّز بها الرّاحل محمّد مشه. انتقل الحديث بعد ذلك إلى الكاتب أسيد الحوتري الذي سلّط الضوء على تقنية «ما وراء القصّ» السردية التي اعتمدها الراحل مشه في مجموعته القصصية الأخيرة «شارع سقف السيل» موضحا بأّنها أحد خصائص السّرد الـ(ما بعد حداثي)، وتوظَّف هذه التقنية لأغراض عدّة منها: طرح التساؤلات عن الواقع والخيال، ممارسة الكاتب للنقد الأدبي في نصّه السردي، تقديم نصّ تفاعلي يشارك القارئ في إكماله ويكون هو جزءاً منه. وتجلّت هذه النقاط الثلاث في قصص المرحوم مشة: «بنطلون أحمد»، «الخاص ممنوع»، «العقدة والمنشار»، و»السكين لم تقتله». هذا وقد ألقت الآنسة ياسمين محمد مشه، ابنة الفقيد، كلمة أسرة الراحل، وكانت كلمة مكثّفة مشحونة بالعاطفة، وكأنّها قصّة قصيرة جّدا من القصص التي كان يكتبها المرحوم. شكرت الآنسة ياسمين فيها رابطة الكتاب ولجنة النقد على هذا التكريم، وأبدت مقدار حبِّها وتعلِّقها بوالدها الذي تنبّأ بوفاته عبرة قصّة قصيرة جدّا ذات طابع رمزي. وأكّدت أنّه رغم رحيل والدها إلّا أنّه ما زال حيّا في نصوصه الأدبية. وفي الختام تقدّم الشّاعر موسى حوامدة بالشّكر للنّاقد سليم النّجّار مقرِّر لجنة النقد الأدبي ولأعضاء الهيئة الإدارية الذين حضروا الفعالية وإلى كلّ من شارك في هذه النّدوة. هذا وقدّم نائب رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين الدكتور رياض ياسين درعاً تذكارية لأسرة الفقيد مشه بمشاركة عدد من أعضاء الهيئة الإدارية للرّابطة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 16-08-2024 09:44 مساء
الزوار: 191 التعليقات: 0
|