|
عرار: عرار:إضافة متميزة شكلها معرض "مشاهد من الماضي" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لأعمال النحات والفنان الايرلندي باتريك فلافين، والذي افتتح الأسبوع الماضي بمركز القطارة والفنون بمدينة العين، ويستمر لغاية 14 مايو الجاري. إذ يشكل المعرض نافذة إبداع تطلع الزائرين من محترفي وهواة وعشاق الفن على تقنية جديدة تمزج بين مجالي النحت والرسم التشكيلي. وجاء المعرض بحد ذاته استكمالاً للوحة الجمالية للمكان الذي أقٌيم فيه قرب واحة القطارة بالعين، تلك الواحة التي تهجع بين أحضان الماضي المغرق في التراث والأصالة، وهذا ما جعل من المعرض و لوحاته تجسيداً حياً للماضي. وكشف الفنان باتريك من خلال لوحاته ومنحوتاته المجسمة والنافرة والتي تجمع بين النحت والتكنيك والرسم، عشقاً وتمازجاً غريباً مع التعابير الإنسانية لوجوه الناس الذين عاشوا ذلك الزمان.. وما تحمله تواقيع الحياة على ملامحهم من خطوط تلامس وجدان المشاهد بتدفق، رغم أنها لوحات جامدة. واستخدم الفنان فلافين في لوحاته تقنية قديمة باتت مهددة بالاندثار لقلة الفنانين المتعاملين بها، نظراً للعمليات التقنية المرهقة التي تمر بها، بدءاً من إعداد نموذج القطعة من الصلصال الزيتي وصنع القالب وصولاً إلى اللوحة النافرة والمجسمة، والإضافات واللمسات الفنية بالريشة والألوان عليها. وأكد الفنان باتريك أنّه على الرغم من أنه أنفق الشطر الأكبر من حياته متنقلاً بين عدد من البلدان العربية، إلا أن إقامته في الـ 15 سنة الأخيرة في دولة الإمارات كانت الأكثر تأثيراً في نفسه نظراً لما لمسه من تشبث أبناء الإمارات بعاداتهم وتقاليدهم وحرصهم على بقائها حية تتوارثها الأجيال بعدهم، وهذا حفزه على ابتكار تقنية فنية خاصة تعبر عن تطلعاته. وأعرب عن شغفه في الغوص عبر التضاريس الإنسانية لملامح الوجوه، وخاصة وجوه المسنين التي تحمل فطرة البداوة و تعابير الحياة بقسوتها و الإصرار على مواجهتها. وأكد أنّ تواجد المعرض في هذه الأجواء التراثية لمركز القطارة والفنون بالعين منحه الأجواء الملائمة من حيث التراث والأصالة. وأشاد بما لقيه المعرض من اهتمام من قبل العديد من الفنانين، والهواة وعشاق الفن، مما أكد نجاحه في ملامسة الحس الإنساني و الجمالي لأبناء هذه المنطقة. وأوضح أهمية الدور الذي يلعبه هذا المعرض في إحياء هذه التقنية الفنية الآيلة للاندثار نظراً لقلة من بات يعمل بها، وذلك على الرغم من الأهمية التي اكتسبتها عبر التاريخ ، ولا سيما في الحضارة الفرعونية.. وقال إنّ الإضافات التقنية والفنية التي أضافها لهذا الفن كفيلة أن تشجع الكثيرين على ارتيادها مما يعزز الدور الذي يقوم به مركز القطارة للفنون في نشر الوعي والثقافة الفنية لدى مختلف الشرائح في مدينة العين. واعتبر أن هذه المشاركة في المعرض هي الأجمل من بين العديد من المعارض التي قام بها في كلٍ من مدينة العين ودبي ومسقط. باترك فلافين نحات يقيم ويعمل في مدينة العين منذ سنوات، ولذلك تغلب على أعماله المواضيع العربية. ويستخدم الصلصال الزيتي بشكل أساسي في إنتاج منحوتات من الجص أو الراتنج. ويقدم المنحوتات بنوعيها النافر والمجسم. أقام معارض في العين ودبي ومسقط. عمل في عدة دول، ولم يمنح النحت كلّ تركيزه واهتمامه إلا بعد استقراره في الإمارات، وكان قبل ذلك قد أنتج الكثير من الرسومات، وساعدته خلفيته في الرسم في النحت بوضوح خصوصا في المنحوتات النافرة، والتي تجمع الرسم والنحت معا.. ويقول إن قدوته في الفن هم الفنانون رامبرانت ودانتيلو وغيبرتي وليوناردو ورودان. ويضم مركز القطارة للفنون الذي افتتحته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مارس 2011، قاعات تعليمية تدريبية مميزة، حيث يتوفر في المركز أستوديو متعدد الأغراض لإقامة الدروس الموسيقية والمشغولات الفنية، وأستوديو خاص للرسم والفن التشكيلي، وقاعة مجهزة للأعمال الفخارية، وغرفة رقمية خاصة بالتصوير الفوتوغرافي، وقاعات تعليم الكمبيوتر، وأستوديو واسع لفن الخط والفنون الإسلامية التقليدية، إلى جانب قاعة معارض ومقهى ومكتبة. وتعزز قاعة المعارض من جاذبية المركز لتسهيل إقامة الفعاليات والمعارض المختلفة التي تجعل مركز القطارة للفنون نقطة تواصل مباشر مع أهالي العين. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 03-05-2012 12:16 صباحا
الزوار: 1062 التعليقات: 0
|