وزير الثقافة د. صلاح جرار راهن على قدرات كادر الوزارة من الاختصاصيين والمؤهلين، ووجود الأجهزة الفنية، موضحاً أن ما تحتاجه الفضائية هو رسوم تشغيل البث، دون أن يتطرق للكلفة التشغيلية. كما لم يتم التطرق لكل التعاون مع التلفزيون الأردني الذي اقترح مثقفون أن يُلتفت إليه.
وحذر مدير تنفيذي لقناة محلية من «عدم مقدرة الفضائية على المواكبة» وعلى توفير الدعم لمنتجها بإعلانات تجارية أو غير ذلك، متوقعاً أن تلقى «مصير القنوات الأخرى التي انسحبت من سوق الميديا».
وزير الثقافة تحدث بـ «ثقة المؤمن بالفكرة»، وهي «مهمة»، لكن ردود فعل المثقفين تتأرجح بين الترحاب والتخوف. فيما أبدى د.جرار «تطمينات»، متوقعاً أن يكون للفضائية مردود يغطي إيرادات التشغيل.
في السياق لم يتطرق أحد للحديث عن الخطاب الثقافي، و»جدار الثقافة» الذي يمكن أن تشكله «الفضائية» ودورها التنويري في مواجهة الظلامية والعنف، وهي أمور لا يمكن قياسها بالنقود فقط، بل بالعناوين الوطنية وقومية الثقافة.

المحرر
د.جرار قال: إن القناة الثقافية ستضع المتلقي وخصوصاً المواطن الأردني في المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي، بالإضافة إلى ما يمكن أن تتيح من مجال للمثقفين والكتاب والأدباء ان يقدموا إبداعاتهم للمشاهدين، وإيصال المناسبات والأمسيات والندوات والمؤتمرات إلى البيوت ولكل الأسرة .
وأشار د. جرار إلى نشاطات وفعاليات القناة ستعنى بالدرجة الأولى بالمؤتمرات والندوات والمهرجانات والمقابلات والقراءات الشعرية وعروض المسرح والأفلام، بالإضافة الى تغطية ما يتصل بالجوانب السياحية والتربوية بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وسياحة التربية والتعليم، والتعليم العالي ووزارة شؤون المرأة.
د. جرار بين بأن القناة الثقافية ستكون قناة فضائية مستقلة تابعة لوزارة الثقافة، يتوفر لها كادر خاص، مستدركاً، هناك عددا كبيرا من المثقفين الأردنيين والعاملين في المسرح والمركز الثقافي الملكي، جميعهم يستطيع إدارة القناة لأنهم مؤهلين للإنتاج الإعلامي والإخراج، سواء من وزارة الثقافة ومؤسساتها أو من الهيئات الثقافية التي يبلغ عددها 450 هيئة ثقافية يمكن الاستفادة منها.
عن كلفة التشغيل في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه وزارة الثقافة، أكد د. جرار أن هناك تجهيزات للبث الفضائي في المركز الثقافي الملكي، وكل ما تبقى هو رسوم تشغيل البث وما ننفقه للمنتجين أو لأصحاب البرامج، ونحن في طبيعة الحال ننفق على البرامج الثقافية وهي البرامج نفسها التي ستعرض على القناة الفضائية، ثم نحن نتوقع أن يكون للفضائية مردود سوف يغطي إيرادات التشغيل.

الربضي: منافسة كبيرة
المدير التنفيذي في قناة «رؤيا» الفضائية بشار الربضي أعرب عن اعتقاده أن إنشاء أي مؤسسة إعلامية مرئية أو غير مرئية هو شيء مرحب به، ومؤشر جيد لأنه يدل على وجود مناخ فكري إعلامي ومهني ذو مستوى وحرية تكفل تقديم هذا المنتج ليكون بمستوى عال من الموضوعية والمهنية، مستدركاً، ما أخشاه وخاصة في ظل الكم الهائل من الفضائيات إلى أي مدى تستطيع أن تستمر؟»
وقال: قبل الهدف من إنشاء هذه القناة وعدم انسياقنا إلى التفاخر و»التباهي» بإنشاء محطة، يجب التركيز على «الهدف والرسالة» التي تريد أن تقدمها للمشاهد خاصة في ظل المنافسة الكبيرة في فضائنا الإعلامي وامام القنوات الخاصة.
تساءل الربضي، إذا كانت القناة المتخصصة رسمية تستطيع أن تقدم منتجاً إعلامياًَ حضارياً ينافس ويؤثر في اذواق الناس كافة وفكرهم وعاداتهم وتقاليدهم، على مبدأ ما هو موجود ضمن هذه القنوات واقصد القنوات الخاصة الموجودة التي فرضت نفسها بخفة ورشاقة وسرعة ومستوى فني عال، وبالمقابل ربما تستطيع أن تستمر وتزاحم وتنافس غير ذلك يمكن ان يكون مصيرها كغيرها من القنوات التي جربت حظها ولم تستطع السير في هذا المجال.
واكد الربضي على وجوب توفير الدعم والميزانية لتقديم «منتج جيد»، لأنه دائما هناك احتياجات فنية، وإذا لم يواكب تدعم منتجها بإعلانات تجارية، فإنها «ستجد مصير القنوات الأخرى».

قبيلات: منبر للثقافة الأردنية
قال رئيس رابطة الكتاب السابق، القاص سعود قبيلات: إن الظروف المالية صعبة في وزارة الثقافة، لكن الأمل كبير بأنه بالإمكانات المحددة الموجودة يتم توظيف هذه الفضائية لخدمة الثقافة الأردنية بشكل صحيح، عن طريق تسليط الضوء على المنجزات الثقافية، والأعمال الإبداعية للكتاب والمفكرين والمثقفين والفنانين الأردنيين، وهذا يتطلب وضع دراسة دقيقة كاملة لتجارب الفضائيات الثقافية العربية والأجنبية، والوضع الثقافي في البلاد، وكيفية الاستفادة من التجارب الناحجة، وتجنب الأخطاء التي قد تكون صادفتها فضائيات مشابهة، ومطلوب أن لا تكون هذه الفضائية نخبوية أي معزولة عن هموم القطاع الأوسع من الناس واهتماماته، بل تسعى وبكل جدية للدمج بين اهتمامات بسطاء الناس على اختلافهم. والفضائية في حال نجاحها ستكون منبراً مهماً للثقافة الأردنية، وستخلق أجواء حيوية جديدة للثقافة الأردنية، شرط البحث والدراسة لإعداد جيد.

خريس: تنسيق
مع التلفزيون الأردني
الروائية سميحة خريس قالت: من المبكر جداً الحديث عن أهمية هذه الفضائية وجدواها لأنه لا نعرف ما الذي ستقدمه، وأتصور أن هذا المشروع مكلف في ظل تقليص الميزانية المالية لوزارة الثقافة، لأنها تحتاج لميزانية كبيرة، وهذا عبء جديد على الوزارة وهو طموح جيد، ولو كانت الفكرة من داخل التلفزيون الأردني أن يكون هنالك حصة في البرامج التلفزيونية قد تختصر الكثير من التكاليف، ولكن نأمل أن يكون هنالك طريقة لدعمها مادياً، والحكم على جدواها ما يزال مبكراً.

العدوان: مشروع ريادي
القاص مفلح العدوان: أعتقد أن إطلاق هذه المحطة تأخر سنوات كثيرة عما كان يجب أن يتم لأهمية دور الإعلام الثقافي في خدمة الثقافة، وأظن أنه وجود فضائية في ظل الظروف الإقتصادية التي تعانيها الوزارة، يتم تجاوزها وإنجاز هذا المشروع الريادي المهم والأهم من هذا كله هو جانب التسويق الإداري الجيد، لأنجاح هذه المحطة لا بد من وجود كفاءات كثيرة على المستوى الثقافي والفني يمكن استثمارها لإنجاح هذه الفضائية.
نحن لدينا مشكلة في الأردن وهي تسويق المبدع المثقف الأردني وتقديمه بشكل لائق، وإيجاد منابر إعلامية ثقافية مهمة تستطيع أن تقدم خدمة للمبدع نفسه أولاً وتقديم خدمة للمجتمع في داخل الأردن وخارج الأردن.

النجار: رؤية حضارية.. ولكن
الناقد سليم النجار قال: إن هناك فرقاً شاسعاً بين الحلم والواقع، فالحلم له قوانينه الخاصة التي تبقى في خانة الإمنيات والأماني، خاصة في ظل ظروفنا الإقتصادية الراهنة، أما الواقع فهو مرتبط بظروف موضوعية ومعطيات عقلانية، هذا هو المشهد العام لحياة الناس، والثقافة والعمل الثقافي، لل يمكن فصلهما عن هذا المشهد، فأي حديث عن عمل ثقافي كبير، كعمل فضائية ثقافية هو عمل كبير ورؤية حضارية لا شك فيه، ولكن هنا علينا التوقف كثيراً، فعمل الفضائية مرتبط بإمكانيات إقتصادية كبيرة، عند الحديث عن «الكلفة» والميزانية»، نذكر حتى كتابة هذه السطور إن مكافآت كتاب «أفكار» لم تصرف بعد.
ثم السؤال الأهم، ما الجديد الذي ستقدمه هذه الفضائية في حال إطلاقها؟ هل تستطيع الفضائية الثقافية المزمع إطلاقها أن تتميز بخبرها الثقافي وبإسلوبها وأن تتميز بمضمون ثقافي جريء في ظل الأوضاع الراهنة العربية، والتي تعرف بـ «الربيع الثقافي»؟