وأضاف جرار: أن هذا المؤتمر يأتي تعبيرا عن حرص الأردن على نجاح هذا المشروع وبلوغه أهدافه القومية والثقافية النبيلة، مشيرا إلى أهمية تشكيل الهيئة العليا لمشروع الذخيرة العربية في الجزائر الشقيقة قبل خمس سنوات، حيث بادر الأردن إلى تشكيل لجنة وطنية للاضطلاع بدورها، في هذا المشروع، والمتمثل في جمع ما أصدرته المطابع الأردنية قديما وحديثا وتحميله في موقع الكتروني ذي مواصفات خاصة تمكن الباحثين والدارسين في الأردن وخارجه،
وأكد جرار أن مجموع المؤلفات التي تمت حيازتها حتى الآن قد بلغ نحو «1500»، عنوان تمثل مختلف مجالات الفكر والإنتاج العلمي من تاريخ وشعر ورواية وسير ذاتية ومذكرات ولغة وعلوم دينية وسواها, كما اختطت اللجنة الوطنية الأردنية تعليمات وسياسات واضحة تضمن للمؤلفين حقوقهم، معتبرا مشروع الذخيرة الذي حظي برعاية الجامعة العربية هو مشروع قومي حيوي بالغ الأهمية، وهو خطوة مهمة على طريق تحقيق التضامن العربي.
من جانبه أكد د. عبد الرحمن الحاج صالح: إن موضوع هذا الاجتماع هو مشروع كبير الأهمية ألا وهو الذخيرة العربية أو الانترنت العربي، فقد كانت الفكرة الأولى التي تمخض عنها هذا المشروع فكرة سدّ الفراغ المهول بالنسبة للدراسات اللغوية العربية وإيجاد مدونة نصية للتراث العربي وللإنتاج الفكري العربي الحديث لكي يستطيع الباحثون المتخصصون في اللغة العربية وغيرها من أدب وتاريخ وغير ذلك إيجاد وسائل معرفة متخصصة تسد حاجتهم البحثية والعلمية.
مدير عام المكتبة الوطنية، محمد يونس العبادي أكد في كلمة له على ريادية المشروع، وأهميته العربية كواحد من أهم عوامل الوحدة الثقافية والتنويرية، وواحد من أهم المشروعات التي تضطلع بها وزارة الثقافة لأنه يهدف إلى بناء ذاكرة وطنية الكترونية تختزن كل ما أنتجه العقل الأردني من كتب ومجلات ومقالات ودراسات في سائر مجالات الثقافة والفكر والعلم والمعرفة، مع تصميم آلية ميسرة سريعة للبحث والاسترجاع.
وأضاف العبادي: لقد أوجدنا نافذة حقيقية يطل من خلالها الباحث على كل صنوف المعرفة: تاريخاً وجغرافية واجتماعاً وسيراً ومذكرات ورحلات وأدباً وتربيةً وتراجم أعلام وكلّ جوانب الحياة في المملكة. ويتوقع أن تشتمل هذه الذاكرة، بالإضافة إلى ما ألّفه الأردنيون، كلّ ما ألّفه غيرهم عن الأردن وما ترجم من كتبٍ أجنبية عنه، وما ترجمه المترجمون الأردنيون إلى العربية مهما كان موضوعه.
ونحن الآن نسعى من خلال اللجنة الوطنية المشكلة لهذه الغاية ودون كلل لإجراء مسحٍ شامل للنتاج الفكري والثقافي والعلمي القديم والحديث للمملكة وتصنيفه وفهرسته وتوثيقه وتوفيره للباحثين من خلال قاعدة بيانات نصية شاملة وتوفير مرجع أساسي للباحثين في اللغة والأدب والتراث والعلوم وسائر مجالات التأليف القديمة والحديثة المتعلّقة بالمملكة وتمكين الدارسين والباحثين والمهتمّين من الأردنيين والعرب والأجانب من دراسة المنجز الفكري العربي في الأردن عبر أزمنته المختلفة وفي سائر ميادينه . ونسعى أيضا إلى رصد كل ما صدر عن المطابع الأردنية والمؤسسات العلمية والثقافية الأردنية والمؤلفين الأردنيين إلى يومنا هذا مع فرصة الاستمرار في رصده وإضافة كل ما يستجد منه في أرشيف وطني شامل ومتجدد وتوفير قاعدة بيانات شاملة تمكن الباحثين من تنفيذ مشروعات علمية تنبثق من المشروع مثل مشروع المعجم اللغوي العربي التاريخي، ومعاجم المصطلحات والموسوعات المختلفة وتحقيق التعاون المعرفي والعلمي والفني بين الدول العربية الأعضاء في الهيئة العليا للمشروع.
ودار نقاش موسع من قبل المشاركين في المؤتمر من الدول العربية حول أهمية المشروع، داعين إلى أن يكون هذا المشروع مشروع حكومات تتبناه وتدعمه، وليس مشروع أفراد أو مؤسسات.
وكان جرار افتتح فعاليات مؤتمر الذخيرة العربية الذي سينهي أعماله اليوم، وتضمن جدول أعماله المصادقة على النظام الأساسي للذخيرة العربية والتدخل لدى الحكومات العربية، وتوحيد منهجية الترقيم، وعرض الإجراءات المتضمنة إعداد مناقصة دولية للحصول على برمجيات ومحركات بحث وعدد من الأجهزة, وغيرها من المواضيع المتخصصة.
وشارك في أعمال المؤتمر: المدير العام للهيئة العليا للذخيرة العربية د.عبد الرحمن الحاج صالح من»الجزائر»، ود. شريف مريبعي ممثل الجزائر لدى الهيئة العليا للذخيرة العربية، ومدير عام المجمع الثقافي في أبو ظبي، ود. أحمد علي الإمام أمين عام مجمع الفقه الإسلامي في جمهورية السودان، ود. محمد بن ابراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية، ود. منصور الغامدي مدير معهد بحوث الحاسب والالكترونيات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية، ود. أحمد محمد الضبيب رئيس سابق لجامعة الملك عبد العزيز وعضو سابق في مجلس الشوري، ود. حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية المصري ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية، ود. محمد عبد العزيز من «مصر», ومن الأردن رئيس اللجنة الوطنية الأردنية لمشروع الذخيرة العربية محمد يونس العبادي وأعضاء اللجنة.