ارضاً من اهلي وشردهم في بقاع الارض وعلينا ان نعيد تنظيمهم في جهاز ضخم يعيدهم بعد زمن الى ارضهم مرفوعي الرأس .
جاء ذلك خلال الامسية التي اقيمت في المكتبة الوطنية وضمن نشاطها الاسبوعي لتوقيع واشهار كتاب المسيحية العربية والقدس ، والصادر عن دار جلجامش في بريطانيا، وتحدث فيها مؤلف الكتاب د.رؤوف ابو جابر، ود. باربارة بورتر، وادارت الحوار د. فدوى نصيرات.
وتحت عنوان: الوجود المسيحي في بلادنا تحدث د.غرايبة مشيرا الى ان الاسلام جاء بعد مجيء المسيحية باكثر من خمسة قرون ونشأت النصرانية هنا على ارضنا وقامت في بلد عربي اول كنيسة وطنية واول رهبانية وما زال اسمها يذكر عبر العربية، مؤكداً بما جاء في الكتاب بأن المسيحيين ليسوا اقلية، وقد تعايش اتباع الدينين على ارض القدس بشكل ودي وانساني.
واكد الغرايبة على ان الوجود المسيحي في بلادنا لم يكن رخيص الثمن بل دفع المسيحيون ثمنا غاليا لصبرهم وتمسكهم بالارض فقد تعرضوا لمحرقة الاخدود قبيل مولد النبي محمد (ص)، وشعر النصارى العرب في بلادنا والمهجر بالخطر الصهيوني قبل ان ينتبه اليه المسلمون.
ثم تحدثت د. باربارة بورتر عن الكتاب، وعن اهمية الوجود المسيحي العربي في مدينة القدس، واشادت بالكتاب الذي يبرز هذا الوجود المتجذر في المدينة والتعايش المسيحي الاسلامي في المنطقة والذي مضى عليه الاف السنين فمثلت القدس مدينة للتسامح والتعايش للاديان.
د. رؤوف ابو جابر اكد من جانبه على ان القدس ظلت ومنذ العهدة العمرية عام 638 م مدينة عربية اسلامية مسيحية لها مكانة خاصة في قلب كل عربي نظراً لقدسيتها ومكانتها الدينية وقد استمر الوجود المسيحي فيها بعد تسليم البطريرك صفرونيوس مفاتيح المدينة الى الخليفة العادل عمر بن الخطاب مواكباً للوجود الاسلامي بحيث اصبحت المدينة المقدسة عنواناً للتعددية والوسطية والعيش المشترك بين اتباع الاديان الموحدة.
واوضح ابو جابر أن كتابه يشتمل بعد الحديث عن الاوضاع العامة في القدس في بداية القرن التاسع عشر وفترة الحكم المصري وعودة الحكم العثماني بعد خروج المصريين من بلاد الشام على دراسة عن الكنائس المسيحية سواء كانت الشرقية القديمة والغربية الوافدة واشتداد المنافسة بينها وقيام النهضة الشعبية الجديدة في اواخر القرن التاسع عشر في الحقول الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية بحيث ان المدينة اصبحت من مدن بلاد الشام الرائدة بالنسبة لهذه المزايا حتى اذا جاءت الحرب العظمى الاولى 1914-1918 تعرضت القدس لمعاناة خاصة، ولكن المعاناة الحقيقية وقعت بعد الاحتلال الانجليزي للمدينة عام 1917 ، وترتيبات الاحتلال المخادعة لتنفيذ وعد بلفور .
واضاف ابو جابر ان التاريخ سيذكر أن فترة الحكم الاردني للقسم العربي من مدينة القدس بين 1948-1967 كانت فترة انفتاح وادارة ناجحة بحيث اصبحت المدينة عنواناً للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين .
واكد ابو جابر على ان المسلمين والمسيحيين من ابناء هذا البلد قد انطلقوا نحو هدف معين هو التفكير في مصير وطنهم وأمتهم وهم يسيرون في هذا المضمار على نهج واحد وانهم متقاربون كل القرب من حيث الاخلاق والطباع ومن حيث المبادئ الاساسية والاجتماعية ايضاً وقد قاوموا الانتداب البريطاني والوطن القومي اليهودي دون ان يتمكن المستعمرون من تفريق صفوفهم.
وقالت د. فدوى نصيرات: اواخر القرن التاسع عشر شعر العرب في القدس وفلسطين بالخطر الداهم الذي يتهدد عيشهم وحياتهم فبدأوا يتلمسون سبل المقاومة المجدية وقد شاهدنا الالفة الوثيقة التي جمعت بين ابناء القدس بشكل خاص وفلسطين بشكل عام عندما بدأوا يؤسسون الجمعيات الاسلامية المسيحية للدفاع عن المصالح العربية .