ديوان همسات ثائرة للمبدعة نعيمة خليفي حاضر في معرض الشارقة للكتاب
عرار:
عرار: قراءة بقلم الروائية والشاعرة المغربية سعدية اسلايلي. العتبات المخادعة وهمس التضاد.
1ـ العنوان: أو التضاد اللغوي. يضعنا العنوان في موقع قلق من حيث التعارض بين عناصره (الهمس مقابل الثورة) و من خلال ألوانه (الأسود مقابل الأحمر)
2ـ الغلاف: أو التضاد اللالغوي. اـ همس الصورة: ـ الأنثى الحافية القدمين حيث يبدو التمرد كعودة للطبيعة كانسلاخ عن المصطنع والمكتسب من قيم مخادعة منتهكة للفطرة المجبولة على الحرية والاندماج في عناصر الكون. ـ خيال الظل وهو تعبير عن تردد بين الوجود و النفي، بين الحقيقة و الخيال، بين الإثبات و الإلغاء، بين الكيان الفعلي والافتراضي.... ـ النباتات بألوانها طبيعية التي تشكل خلفية نقية، إلهية، للحرية المرغوبة. ـ الدارات المائية كناية عن المنطق الطبيعي للحياة، فالحرية المرغوبة تشكل تناغم مع الفطرة، مع الأصل. ـ الظلال كتمهيد لنوع من الانفصال، الترفع، الارتقاء وهو بمثابة تحذير من القراءة الساذجة، البسيطة و في ذلك نوع من الاصطفاء، تحديدا لنوع خاص من القراءة و ينطوي على استفزاز لشكيمة عالية وإقصاء ضمني لثلة من القراء هم في عداد المقصيين بالقاعدة . قد توحي هذه العتبات بالإشارات أو الفرضيات التالية: ا ـ مضمون متمرد. ب ـ انخراط صريح، عار من التردد. ت ـ انحياز و التزام بالحرية و الأصالة. ث ـ جرأة و حزم في تناول القضايا.
المتن المتمنع ولعبة المقبلات. تعدد المداخل أو ما قبل المتن. 1ـ الإهداء. جاء على لسان الشاعرة نفسها :‘‘ إلى كل من شد على أزري و شجعني على ولوج عالم الكتابة ...تردد الخطوة الأولى...إلى أصدقائي من المغرب، لبنان، فلسطين، تونس، مصر، العراق، وسوريا...‘‘. أليس في ذلك احتماء في ظل عشيرة القلم وتهيب من الظهور على الملء والكشف عن تلابيب النص بدون خجل؟؟ إن الخطوة الأولى عندما تجيء في سن يفوق الأربعين لا بد أن تحمل بصمات الأسر وأن تتأثر بسنين الصمت ذلك ما يفسر هذا التردد ولكن ‘‘رب تأخير أفضل من عدم...‘‘
2ـ المقدمة: بقلم محمد جاسم صحفي من العراق وهي تحت عنوان‘‘ شاعرة الوجع ‘‘ حيث يصرح ‘‘ لكنها جدية، متهيبة، وجلة، جعلت من الشاعرة تقعد عن رحلة سندباد الأسطورة وتكتفي بدور شهرزاد الراوية فقط...‘‘ ربما ! ولكن ألم يكن موقف شهرزاد الأسطورة على قدر من الجرأة والذكاء؟ 3ـ همسات ثائرة : انتفاضة الأنثى بقلم علاء كعيد أديب من مراكش حيث يركز على عناصر الثورة والانتفاض وعلى معالم الأنوثة في صرخة واعدة. 4ـ قراءة في قصيدة الرقصة الأخيرة بقلم الأستاذ صلاح مورو من تونس. يبقى السؤال ملحا: ما الحاجة إلى كل هذه العتبات؟ لماذا لم يكشف النص عن نفسه عاريا بلا برقع ولا حجاب؟ أليس في الحياة ما يكفي من الستائر دون الصوت النسائي؟
تحليل تيمي « analyse thématique » يتكون المتن من عدة أبواب تتقاسمه كالتالي: التيمة المضمون عدد الصفحات % المقبلات الإهداء، مقدمة، قراءة، قراءة... 20 16,80 همسات رومانسية 42 35,29 صهيل الروح 20 16,80 قضيتي 10 8,40 نزيف الأوطان 16 13,44 همسات نثرية 11 9,24 المجموع 119 100
نلاحظ غلبة لفئة الرومانسيات وهي غلبة يبررها بالدرجة الأولى النوع الأدبي الذي حددته المبدعة في صنف الشعر و من ثمة تكون الصدارة للذات، للروح، للرومانسية المسروقة بين لحظات الإقصاء العاطفي و الصمت. إنها أولا و قبل كل شيء لحظة بوح مقدسة لذات طال صمتها
1ـ همسات رومانسية تتراوح قصائد هذا الملف المفعم بالطاقة الدفينة للحلم الرقيق و الصراخ الملتهب , تارة بين التوجع اللذيذ ز الإفصاح المطهر و ثارة أخرى يبدو هذا الحيز بمثابة فضاء خاص للرقص. ليس أمام المرآة في خلوة إنما على الملء، الرقص بالكلمات و لكنها كلمات تتجاوز ما يقوله الحوار المألوف، كلمات تحمل بصمات الأنثى في نبراتها و بحتها المميزة.
2ـ صهيل الروح. تبدو في هذا الفضاء شاعرة صاحبة صوت يغرد و ذات موقف يشاكس و يعاند، و ذات رؤيا تراوغ التوجه المعهود للسرب، لكن الوجع يستمر و تستمر معه انتفاضات الرغبة في الحياة، فهي تنتقل من الهمس إلى الصهيل موجوعة الكرامة .
3ـ قضيتي يكتمل التأثيث في صرخات أربع، تميط الأنثى اللثام عن لهجة عصرية، محرضة، ترسم لبنات جنسها طريقا جديدا مغايرا. فهي تنصت لأبسط نبض في صدر أنثى لتعلمها التنفس على وتيرتها الخاصة و المشي على طريقتها الخاصة، و هنا أيضا يمتزج الوجع بالإصرار و استعذاب الألم ، ردا للسهولة و الابتذال و طلبا لسبل شائكة تحمل ما ينبغي من الدهشة و السؤال.
4 ـ نزيف الأوطان
للألم في منطق الشاعرة انتماء و خريطة و معالم و تضاريس، حيث ينصهر الهم الذاتي و هم الأنثى و هموم أكبر و أنبل و ينم ذلك عن وعي بعمق المعاناة و وضعها في إطارها الصحيح، كما يأخذ الانتماء شكل الدارات المائية، في تموج طبيعي من المركز: الأنا .إلى الوسط: النوع (الأنثى)، إلى الأشمل والأرقى: (الوطن)، ثم الأسمى و الأهم:(الإنسانية)، إنسانية تراها معذبة.تدهسها نفس المنغصات و تلوكها الآلة الهمجية للعصر.
5ـ همسات نثرية كأنه ملحق بما لم يقل أو انتفاضة ما بعد الوقوف لجسد يقف لأول مرة، كأنها لا تريد الكف عن الرقص حتى بعد نهاية الجولة.