تكريماً لدور المؤلف لتحريره وترجمته لكتاب الشارقة في عيون الشعراء، حيث يأتي هذا التكريم ضمن سلسلة من لقاءات التكريم والإحتفاء  تنظمها الدائرة في سبيل التأكيد على العلاقة التواصلية والدعم المستمر للمؤلف وأهمية هذه العلاقة البنائية في تعزيز المنتج الثقافي والفكري وإثراء المكتبة العربية والعالمية من خلال الترجمات .
حضر اللقاء كل من الأستاذ عبد الفتاح صبري والأستاذه آمنة أحمد من قسم الدراسات والنشر والأستاذ أسامه مره والأستاذه عائشة العاجل من قسم الإعلام ، وقد أشاد الأستاذ عبد الله العويس رئيس الدائرة بدور الترجمة  الثقافي والفكري في إيصال المعنى وإبحار الكلمة عبر الثقافات والحضارت، ودور المترجمين من كتاب ومبدعين في هذا المجال الذي يؤصل العلاقة بين المثقف والمادة الإبداعية بمضامينها، وأهمية ذلك في الحفاظ على الأجناس الأدبية وتفاعل الآخر معها عالمياً، ويكرس التواصل منهجاً وديدناً للعلاقات الإنسانية والأدبية .
من جانبه شكر الدكتور غانم السامرائي سعادة الأستاذ عبد الله العويس والداائرة على الجهد المبذول في النشر والترويج للثقافة العربية ، إضافة لدورهها المؤسس لمشروع الشارقة الثقافي والريادي في المنطقة،  وأعتبر هذا اللقاء تكريما واحتفاءاً يفتخر به ذلك أنه  يجمع المؤلف بجهة الإصدار التي ترعى وتتبنى المبدع والمؤلف من أجل مزيد من العطاء والإثراء.
و تكرم الدائرة مؤلفي إصداراتها  التي  بلغ عددها  حتى منتصف العام الحالي 2013 إحدى وأربعين إصداراً كان من بينهم هذا الكتاب.
وأشار السامرائي إلى أن  معظم المهتمين والباحثين في مجال دراسات الترجمة يتفقون على أن الشعر غالباً تضيعه الترجمة، فارتباط الشعر بالثقافة التي عادة ما تجعله مشوباً بالتعقيد، لا يمكنه من تحقيق الهدف دون أن يكون هناك نوع من القصور. وبالتالي فإن جميع النقاد يتفقون على حقيقة أن الشعر يتعذر فصله عن اللغة التي كتب بها، سيما إلى اللغات المختلفة وأنـظمة العروض المختلفة والموسيقى الشعرية المتخلفة.
وعلى سبيل المثال فإن عملية ترجمة أو نقل «لغة متحولة» هي في حد ذاتها مشكلة معقدة.
لذا  فالحقيقة تظل أن أي ترجمة حرفية لمعالجة نص ما، غالباً ما تجعل المعنى المراد مبهماً وغامضاً.
وفي هذا الإطار يشير السامرائي إلى أنه  حاول أن يكون حريصاً وأميناً بقدر الإمكان في نقل النص العربي، متجنباً أي خروج على النص. إلا أنه سمح لنفسه  باستخدام المرادفات الإنجليزية للمصطلحات الخاصة بالثقافة والتعابير، أخذاً في الاعتبار أن ترجمة الشعر تقتضي الكثير من المعالجات لمعاني الألفاظ. وبالتالي عمد لبناء الجمل والكلمات المركبة، مضحّياً أحياناً بكلمة من هنا وأخرى من هناك.
إن دلالة وأهمية التجربة الشعرية التي تضمنها هذا الكتاب، تكمن في حيوية وبلاغة ما قيل عن الشارقة وإنجازاتها الضخمة، في ظل رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وراعي نهضتها.
ولعل القيم الأكثر روعة لتلك الإفادات، تنبع من حقيقة ما جادت به قرائح الشعراء العرب الذين أقاموا في الإمارة أو قدموا لزيارتها، وعبروا عن انطباعهم في سياقٍ كشف عن المنزلة الرفيعة للشعر وأهميته بما يتناسب ومنزلة الشارقة الثقافية إقليمياً ودولياً.

الجدير بالذكر أن الدكتور غانم السامرائي ولد في مدينة سامراء / العراق ، حيث تشكلت في تلك المدينة التاريخية أولى ملامحه الثقافية و تكونت آراؤه في التراث و الأدب . و بعد عامين من إنتقاله للعيش في العاصمة بغداد  بدأ دراسة اللغة الإنجليزية في الجامعة المستنصرية و تخرج منها عام 1976 . ثم واصل دراسته العليا في جامعة بغداد ليحصل في عام 1979 على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي فأصبح عضوا في الهيئة التدريسية لكلية الآداب . و من هناك بدأ مسيرته الأكاديمية الطويلة ، و ترافقت معها نشاطات ثقافية أخرى من بينها عمله في الصحافة حيث ترأس لمدة ثلاثة أعوام قسم الشؤون الدولية في جريدة بغداد أوبزيرفر الناطقة باللغة الإنجليزية.
بعد ذلك سافر الدكتور السامرائي إلى المملكة المتحدة لينال هناك درجة الدكتوراة في الأدب المقارن، صدر للدكتور غانم السامرائي مؤخرا كتاب (الشارقة ، رؤية شعرية) عن دائرة الثقافة و الإعلام في حكومة الشارقة و قبله كتاب  (إرث روبرت براوننغ في الشعر الأميريكي الحديث) ، كما صدر له في عام 2009 كتاب ( التأثير الغربي في الشعر العربي الحديث ) .  بالإضافة إلى ذلك فقد ترجم الدكتور السامرائي أربعة كتب و نشر العديد من البحوث تتركز خصوصا في ميادين الأدب المقارن في حقول الشعر و المسرحية و الرواية.

و إضافة إلى عمله في التدريس فهو أيضا مدير تحرير مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية و الاجتماعية و نائب رئيس ( جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية و آدابها في الجامعات العربية ) ، و هو كذلك نائب رئيس تحرير مجلة أدبية عالمية تصدر في الهند.