|
عرار: في الحلقة الـ2 من المرحلة الـ2 لـ "أمير الشعراء" :شاعران من السعودية وسلطنة عُمان للمرحلة قبل الأخيرة..لجنة التحكيم تؤهل محمد أبوشرارة إلى قائمة النهائيات، والجمهور يؤهل الصقري إليها بـ64 درجة.....عبدالكريم معتوق ضيف الحلقة.. والشعراء يجارونه في حب الإمارات وزايد ابو ظبي - موسى الشيخاني وابراهيم السواعير- عرار:بعد تأهل المتسابقة ليندا إبراهيم الحلقة الماضية ببطاقة تأهيل لجنة التحكيم، إثر حصولها على 45 درجة، كان لزاماً على متسابقي الحلقة الثانية من المرحلة الثانية أن يثبتوا جدارتهم في حلبة الشعر، علَ أحدهم يفوز بذات بطاقة ليندا لينتقل إلى المرحلة النهائية. هذا ما كان على خمسة متسابقين جدد أن يقوموا به ليلة أمس – الأربعاء - في برنامج "أمير الشعراء" الذي يُبث على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي – الإمارات في تمام العاشرة مساءً، حيث اجتمع على خشبة مسرح شاطئ الراحة كل من الشيخ ولد بلّعمش/ موريتانيا، عبدالله آيت الصدّيق/ المغرب، محمد أبو شرارة/ السعودية، مناهل العساف/ الأردن، هزبر محمود/ العراق. لكن قبل أن يبدؤوا إلقاء الشعر؛ كان على المتسابقين الأربعة المنتظرين من الحلقة الماضية، وهم: ناصر الدين باكرية/ الجزائر، هشام الصقري/ سلطنة عمان، أحمد الأخرس/ الأردن، سعد الهادي/ موريتانيا؛ معرفة نتائج تصويت الجمهور ، تلك الحلقة التي حضرها أحمد بخيت أحد شعراء "أمير الشعراء" في موسمه الثاني، وألقى خلالها قصيدة "المعتمون" التي كان على المتسابقين مجاراتها موضوعاً ووزناً وقافية. وقبل عرض النتيجة تم تقديم تقرير مصوّر في اتحاد كتاب الإمارات حول ما قدمه الشعراء، وجاءت آراء المستَطلَعين فارقة، ذلك أنها قائمة على المعرفة بالشعر العربي ومدارسه ومراحله التاريخية وفحوله، فكانت جميعها متخصصة، واعية، استطاعت رصد ما أراده الشعراء من خلال نصوصهم التي قدموها خلال الحلقة الماضي. بعد انتهاء التقرير أعلن الفنان باسم ياخور عن المتأهل بتصويت الجمهور، فكان هشام الصقري الذي فاز بـ64 درجة صاحب الحظوة بالوصول إلى النهائيات، فيما خرج من المنافسة كل من سعد الهادي بحصوله على 61 درجة، والأخرس 53 درجة، وأخيراً باكرية 42 درجة. ووفق هذه المرحلة على كل متسابق أن يقدم خلال الحلقة قصيدتين، الأولى رئيسة مكونة من 7 إلى 10 أبيات، على أن تكون موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، والقصيدة الثانية يجاري فيها المتسابق قصيدة الشاعر الضيف موضوعاً وقافية ووزناً من خلال 5 أبيات فقط، وبناء على ما يقدمه خلال الأمسية تمنحه اللجنة (د. علي بن تميم، د. صلاح فضل، د. عبدالملك مرتاض) درجاتها، وفي كل حلقة يتأهل شاعر واحد ببطاقة اللجنة، فيما على زملائه الأربعة الانتظار حتى موعد الحلقة التالية للإعلان عن اسم فائز واحد بتصويت الجمهور. بلّعمش و"تراتيل من دم الأحـلام" أول متسابقي الأمسية كان الشيخ ولد بلّعمش/ موريتانيا، وهو الذي قدم قصيدة "تراتيل من دم الأحـلام" التي قال فيها: لِتَفترشَ الأحلام منْ لُغَتِي حَقْلا أحاولُ أن ترْقى الحروفُ إلى أَعلى وأخلُقُ منْ طينِ المواجعِ طائرا لأنفخَ فيه الروح قافية تتلى صحبتُ جموع الهاربين من الأسى لعلَّ غماما يحمل الماء والظلا أفتش عن أرضٍ بها يأمن الورى ومنْ أينَ لي شبرٌ يكونُ بلا قتْلى؟! لماذا ورِثنا القتل من عهد آدمٍ وما فتِئ التاريخ يمتدح النصلا؟! كفرتُ بكل الزاحفين إلى الذرى إذا كانَ جِسر النصر أنْ يَجرحوا طفلا لكيْ يسْعد الإنسانُ مازلت عاشقاً يُطرِّزُ أثواب البنفسج و الدِّفْلى أنا كرَوانٌ للحزانى غناؤُه وبسمة مصلوبٍ لجدّته الثّكلى ولي في رحاب القلب صومعة الرّؤى وأوتيتُ مُلْكاً في المحبّة لا يَبْلى سأغرِفُ للباكين منْ زمزم الرِّضا وإن متُّ ظمْآنًا فَوِرْدهُمُ أوْلَى د. علي بن تميم أكد أن بلّعمش انطلق من رؤية مثالية، وصور ذاته بصورة مثالية، كما تبدّى في البيت الأخير من نصه أبو فراس الحمداني، ويبدو في النص كذلك تعانقاً مع زريق البغدادي الذي قال في بيت شهير له (رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ)، وقصيدة بلّعمش دعوة للسلام كما جاء في البيت (لِتَفترشَ الأحلام منْ لُغَتِي حَقْلا/ أحاولُ أن ترْقى الحروفُ إلى أَعلى)، وختم بوصف القصيدة أنها جميلة. د. عبدالملك مرتاض أشار إلى أن بلّعمش تناول القتل والقتال والسلام في نص واحد، ويعتقد أن الشاعر وُفّق في نسج اللغة الانزياحية، وطرز بلغته الشعرية أزهار البنفسج، وأنشد شعراً جميلاً لغة ونصاً ومضموناً. من جهته قال د. صلاح فضل: رؤيتك مثالية وجميلة، لكن ألا تلاحظ أن هناك تناقضاً بين العنوان والدم والسلام؟ فلماذا تسفك دم الأحلام؟ عليك أن تراعي في استعاراتك عدم تلويث كلماتك بالدم كي تظل بريئاً مثالياً، وأضاف: جميل أن تكفر بكل الزاحفين (كفرتُ بكل الزاحفين إلى الذرى/ إذا كانَ جِسر النصر أنْ يَجرحوا طفلا)، وبالعالم الذي يبيدوا شعوباً بأكملها، كما تحتاج صورك بعض الاتساق والتناسق، كما في البيت (أنا كرَوانٌ للحزانى غناؤُه/ وبسمة مصلوبٍ لجدّته الثّكلى)، وفي المقابل حذار أن تقتل أحداً لتحافظ على هذا العرش، وهو ما أشرت إليه في البيت (سأغرِفُ للباكين منْ زمزم الرِّضا/ وإن متُّ ظمْآنًا فَوِرْدهُمُ أوْلَى). ولقاء هذا النص حصل بلّعمش على 65 من تصويت الموقع الإلكتروني، و18% من تصويت الجمهور، أما اللجنة فلم تمنحه سوى 37 درجة. الصدّيق "صورة من تيه الذاكرة" عبدالله الصدّيق ثاني شعراء الأمسية، والحاصل على 2% من تصويت جمهور الموقع الإلكتروني، و13% من جمهور المسرح، و38 من لجنة التحكيم، وذلك عن نصه "صورة من تيه الذاكرة" الذي قال فيه: هَا قِصَّةُ التِّيهِ فِي ألْوَاحِ ذَاكِرَتِي في الغَارِ وَحْدِيَ أنْهِيهَا وأبْتَدِئُ مَا ثمَّ إلّا شُرُوقٌ صِرْتُ أنسُجُهُ مِنّي وَهَذا المَدَى يَخْبُو ويَنْطَفِئُ أنَا بِصَبْري أجُرُّ الوَقْتَ فِي غَضَبٍ إليَّ علَّ سِنينِي فِيهِ تخْتَبِئُ لمَّا دَخَلْتُ عَلَى الدُّنْيا لأوقِظَهَا مِنْ غَفْوةِ اليَأْسِ كَانَ الضَّوْءُ يَهْتَرِئ يَا يَوْمَ أقْرَأُ إنْجِيلَ الحَيَاةِ سُدىً للنَّاسِ والنَّاسُ منْ حَوْلي قدِ انْكَفَؤوا أغَرْبِلُ الرِّيحَ فِي شُبَّاكِ نَافِذَتِي وَتَلْقُطُ الدِّفْءَ أنْفَاسِي وَتَنْفَثِئُ عُمْرِي شُرُودُ الطُّيُورِ الرَّاحِلاتِ إِلى المَنْفَى وأغْنِيَتِي بالصَّمْتِ تَمْتَلِئ عَرَائِسُ البَوْحِ خَجْلَى حِينَ ألْمِسُهَا يكادُ يُقْحِمُنِي فِي جَوْفِهَا الظَّمَأ لمْ يخطِئ الصّمْتُ أنْ يَصْطَادَ هَمْهَمَتِي كنتُ المُوَقّعَ بِاسْمِي أينَمَا أطَأُ لامَسْتُ حَدَّ جُنُونِي صِرْتُ أعْرِفُنِي وَقْعَ الكَلامِ مَضَى مِنْ خَلْفِهِ الصَّدَأُ د. علي بن تميم قال للشاعر: استخدمت قافية مربكة، لكنك استطعت استخدامها بشكل جيد وجميل، وأحياناً أشعر أن القصيدة غير متجانسة، إنما فيها إيضاءات أو ومضات سريعة، وأرى أن الأبيات الأولى فيها نبرات فخر، ثم لاحقاً بدأت بالهبوط، أما العنوان فقد ذكرني بالمتنبي، والنص بمجمله جميل. د. عبدالملك مرتاض بدأ من العنوان، ورأى كأنه عنوان مقالة، وبالتالي نصح الصدّيق من ضرورة اختيار عنوان يكون جزءاً من شعرية القصيدة التي كما - رآها د. مرتاض – تحمل قيمة عظيمة، وأن فيها نفحة من النبوة، وإن كان لا يتفق مع المضمون، وربما يعود ذلك إلى تربيت الصدّيق القرآنية، ووصف الصدّيق بأنه شاعر موهوب، وممتع الإيقاع. د. صلاح فضل قال: تصف الحالة بقوة تصويرية عارمة غريبة وقوية كما في البيت (أنَا بِصَبْري أجُرُّ الوَقْتَ فِي غَضَبٍ/ إليَّ علَّ سِنينِي فِيهِ تخْتَبِئُ)، وقد قدمت صور قوية بديعة، غير أنك تصل إلى ذروة تجليك في البيت (لامَسْتُ حَدَّ جُنُونِي صِرْتُ أعْرِفُنِي/ وَقْعَ الكَلامِ مَضَى مِنْ خَلْفِهِ الصَّدَأُ)، وختم بقوله: هذا هذا هو الشعر، تنتقد فيه الحياة وتنقم عليها، وعموماً أنت شاعر. أبو شرارة "اعترافٌ بينَ يدَيْ أَبي تَمَّام" محمد أبو شرارة ثالث شعراء الأمسية، وثاني الحاصلين على بطاقة تأهيل من لجنة التحكيم التي منحته على نصه 47 درجة، في حين صوّت له جمهور الموقع الإلكتروني للبرنامج بـ11%، وجمهور المسرح بـ15%. بدأ أبو شرارة قبل إلقاء النص بسرد كلمات كانت قد جاءت يوماً على لسان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (ليس النفط العربي أغلى من الدم العربي)، ومن بعده أنشد نصه "اعترافٌ بينَ يدَيْ أَبي تَمَّام": نُبُوْءَتِي لُغَتِي العُليَا .. وَحَنجرتِي جرحٌ على وجعِ النَّهْوَنْدِ ينتحبُ يَنتَابُني وَجَعُ المَعنَى فيعرجُ بي حرفي براقيَ حتى تُكشفَ الحُجُب تهمي سحائبُ أوزاني فيشطرُني نصفين هذا المدى المعشوشبُ الرَّحِبُ عَصَرْتُ كرمَةَ أَشعاريْ وجِئتُ بها يحْكِيْ الشُّموسَ على حَافَاتِها الحَبَبُ حبيبُ ها أَنجُمُ العرَّافِ قد أَفَلتْ وجفَّ في غُصنِه الزَّيتونُ والعِنَبُ هذا الفراتُ وقد أنكرتُ تمرَته والنيلُ يُعطِي ولكنْ بِئسَ ما يَهبُ والشَّامُ يافِتنةَ النِّسرينِ ما بَرِحتْ بكفِّ أَبنائِها تَعرَى وتُغتصبُ ولِيْ مَفَاتِيحُ قَارونٍ أَنوءُ بِها لكنَّهَا ويَديْ شلّاءُ تُسْتَلبُ يا نوحُ هل ذاتُ ألواحٍ فتحمِلَنَا لا عاصمَ اليومَ والطوفانُ يَقترِبُ د. علي بن تميم رأى أن العنوان ومؤشرات أخرى جاءت لاستعمال قناع أبو تمام، وإن كانت القصيدة معارضة للبردوني التي قال فيها: (ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب/ وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب)، وبالتالي حضر أبو تمام وكأنه ضيف وليس جزءاً من النص، وما يؤخذ على النص التشاؤم، فالشاعر أغلق الأمل، في حين أن شعر أبو تمام مليء بالحياة. د. عبدالملك مرتاض قال: تجنح إلى رسم صور قاتمة، كما في البيت الأخير (يا نوحُ هل ذاتُ ألواحٍ فتحمِلَنَا/ لا عاصمَ اليومَ والطوفانُ يَقترِبُ)، لكن أجمل الأبيات (عَصَرْتُ كرمَةَ أَشعاريْ وجِئتُ بها/ يحْكِيْ الشُّموسَ على حَافَاتِها الحَبَبُ)، أما العنوان فهو جميل على الرغم من أنه ليس شعرياً. د. صلاح فضل أشار إلى أن الشاعر عندما يمثل بين يدي أبو تمام فكأنه يقيم منصة عالية في سماء الإبداع، فيتماهى معه الشاعر، كما أن رؤيته للوطن العربي بين النيل والفرات كانت هي الوجع الحقيقي، وبينما يستنجد بألواح نوح، تتربص به ألواح موسى، ثم وصف المتسابق بأنه شاعر كبير. مناهل العساف و"دربُ الرؤى" كانت مناهل العساف حالمة رومانسية في قصيدتها التي جاء في مطلعها: بعْثرتَ قلبيَ في كفّيك، لمْلِمْني وإنْ توَجّستَ من أمْر الهوى لُمْني وتِيرَةُ الحبّ أنْ يلقاكَ مبتسِماً وَأن يُقيمَ على ليلِ البكا المضني يا منْ رسمتُ بدمعِ العينِ بسمَتَهُ وَغبتُ فيهِ إلى سحر الرؤى عنّي بهذه الأبيات بدأت العساف نصها "دربُ الرؤى" الذى صوّت لها عليه جمهور الموقع الإلكتروني بـ20%، وجمهور المسرح بـ39%، أما لجنة التحكيم فقد منحتها عليه 41 درجة، وقد ختمت العساف نصها بالأبيات: فاستوطن الحبّ كُلّي وانشرحتُ إلى أنّي رضيتُ عن التحقيقِ بالظّنِّ! أسيرُ درباً عفَتْ خلفي معالِمُهُ والشمسُ تهوي ببحرِ الأفْقِ في وهْنِ أهيمُ نحوكَ، نحوَ الشمسِ تسبِقُني فأتبَعُ الظلَّ ممتدّاً على البَيْنِ ظلٌّ إلى الشرقِ كالذكرى ألاحقُهُ وَلَسْتُ أعبأُ أينَ الدربُ أم أيني سادَ الظلامُ وغابتْ شمسُ مِنْ تعِبوا وَليسَ في الحبّ أنّ العينَ بالعَينِ د. علي بن تميم، وبعد سماع ما ألقت مناهل قال: هذا هو الشعر وإلا فلا، فكما يقال البساطة ببساطة ليست بسيطة، وهذا النص بسيط لكن في غاية العمق والرومانسية، إذ تعيش الشاعرة متعة العذاب، وتمزج بين المعجمين الرومانسي الصوفي، كما وازنت بين ظهور الذات الأنثوية واختفائها، بين البوح والكتمان، وحين قالت (فاستوطن الحبّ كُلّي وانشرحتُ إلى/ أنّي رضيتُ عن التحقيقِ بالظّنِّ) أرى أن عبارة هربت من القانون إلى القصيدة تمثلت في (التحقيق)، والقصيدة بمجملها جميلة. د. عبدالملك مرتاض قال: وكأن القصيدة مناسبةٌ لحال، وحسب وجهة نظره أن القصيدة التي قدمتها العساف في الحلقة الماضية جميلة، فما قدمته ليلة أمس لم تنسِ د. عبدالملك النص السابق، وأضاف: لك طائفة من الصور الجميلة الرقيقة، وخصوصاً (وَلَسْتُ أعبأُ أينَ الدربُ أم أيني) التي أعجبتني كثيراً، وإن كان النحويون قد منعوا استخدام (أيني) إلا أن الشعر أجازها، أما مستوى الشعرية فهو رفيع، لغته سلسلة، بناؤه متماسك، وإيقاعه متوازن. (غارقة في هذا البحر الرائق الرومانسي الصوفي، وتجيد انشراحاته ورؤاه، وقد استوطنتها هواجسها) هذا ما قاله د. صلاح فضل، مضيفاً: لا تغيب عنكِ مصلحات الأين والبين، وبالنسبة لي أجمل ما في القطعة التي قدمتها تلك التي في البيت الأخير (سادَ الظلامُ وغابتْ شمسُ مِنْ تعِبوا/ وَليسَ في الحبّ أنّ العينَ بالعَينِ)، وإذا كان قدر الإنسان عبور المحن، فإنني أرى أنك كلما تعرضتِ للتجربة القاسية فإن شعرك سيتنوع ويزداد غنى. هزبر و"سَطْـرٌ عَلىٰ صَفْحَةِ ٱلأَرَقٌ" آخر شعراء الأمسية كان هزير محمود الذي أضاء القاعة بنصه "سَطْـرٌ عَلىٰ صَفْحَةِ ٱلأَرَقٌ"، وعليه أعطاه جمهور الموقع 2%، وجمهور المسرح 15%، فيما حصل على 42 من درجات اللجنة، وقد قال هزبر في نصه: بُعْدَاً بِجَفْنَيَّ (نُوْحٌ) وَٱبْنُهُ رُسِمَـا وَفَاضَ حُزْنِيْ الىٰ أَنْ حَالَ بَـيْـنَهُمَـا وَجَاءَنِـيْ الصُّبْحُ يَبْـغِيْهَا مُنَـازَلَةً وَجِئْتُ أَعْزَلَ لَمْ أَحْمِلْ مَعِيْ حُلُمَـا هُمَا إِنَاءَانِ ذَا قَلْبِيْ وَذِيْ كَبِدِيْ وَكُلَّمَا زَارَنِيْ عِشْقٌ بَذَلْتُهُمَا وَقِيْلَ عَنِّيْ بِأَنَّ النَّوْمَ غَادَرَنِيْ كَأَيِّ عَيْنَيْنِ مِنْ مِلْحٍ تُرَابُهُمَا إِنْ كُنْتُ عَيْنَيْنِ مِنْ مِلْحٍ تُرَابُهُمَا فَكَيْفَ بِيْ نَظَـرٌ لِـلْرَّاحِلِيْنَ نَمَـا؟ وَخُضْتُ مَعْرَكَتِيْ كَـفَّايَ وَاحِدَةٌ تُحْصِيْ الجِرَاح وَأُخْرَىٰ تَحْرُسُ القَلَمَا وَكُنْتُ أَنْفُضُ عَنْ وَجْهِيْ مَلامِحَهُ إذْ أَحْفِرُ العَظْمَ حَتَّىٰ أَدْفِنَ الوَرَمَـا فَقُلْتُ: يَاصُبْحُ! إِنَّ الشَّمْسَ عَادِلَةٌ كَمَا عَلِمْتُ وَجَفْنِيْ لَيْسَ مُتَّهَمَا رِفْقَاً بِبَعْضِ رُسُوْمِ الأَمْسِ إِنَّ لَهَا حِلْفَـاً مَعَ القَلْب عَقَّدْنَا بِهِ القَسَمَا وَأَنْتَ آذَيْتَ أَطْفَالَ الطُّيُوْفِ عَلَىٰ عَيْنِيْ وَمِنْهَـا الَّـذيْ لِلآنَ مَـا فُطِـمَـا إِنْ جَاوَزَ النَّصْرُ حَدَّ الاكْتِـفَاءِ دَمَا ظَهْرُ السَّمَاءِ ٱنْحَنَىٰ إِنْ حُمِّلتْ عَلَمَا د. علي بن تميم وصف نص هزبر بأنه جميل ورائع، حيث جعل الشخصي جزءاً من القارئ، فيبدأ بالتعالق بين نوح وابنه، لكن الحكايات تصور حالات الشاعر الضعيف الذي يواجه الصباح، ويظل مليئاً بالحزن متجلياً، وكذلك الأرق الذي لا يقل عن أرق المتنبي. د. عبدالملك مرتاض أضاف: إن عنوان النص بالغ الجمال، منسوجاً من لغة شغرية، وعلى الرغم من جمالية الشعر إلا أن هزبر لم يستطع الحفاظ على مستوى واحد في النص، وفي المقابل جاء بشعرية طافحة جميلة مع أنه صرع البيتين الأول والأخير . د. صلاح فضل قال لهزبر: أنت شاعر كثير، وفي النص أثرت قصة نوح وابنه ثم غادرتها، وأرى أنك لو تريثت لكان هناك امتداد جميل، وفي النص تراث شعري جميل، لكنك عارم في تمثيل الصور الشعرية، وفي بناء جملتك الشعرية، وختم بالقول: استمر وابتعد عن أية لحظة ضعف يمكن أن تكون في شعرك. الارتجال في حب الإمارات مع انتهاء الجزء الأول من الحلقة قرأ باسم ياخور عدداً من تغريدات تويتر حول الشعراء ولجنة التحكيم. ومن ثم قدم د. صلاح فضل ضيف الحلقة، وهو أول أمراء برنامج "أمير الشعراء" عبدالكريم معتوق، الذي ألقى ليلة أمس قصيدته "في وحدة الدار"، ومن ثم قام الشعراء بمجاراتها، وقال معتوق في قصيدته: راياتك الحب يا أرضي إذا احتكموا ومنه فوق الذرى حطت لنا قدم لا داحس اليوم لا غبراء في لغتي إني أتيت بحب الدار اعتصم يا موطن الجود في زوادتي فرح من أين أبدأ أو قل كيف أختتم هذي الإمارات شمس في توحدها لا يسمع النور من في عينه صمم إن الإمارات غابات يسورها أمن وخير سلام طيبة كرم فلا يظنن من في فأسه خبث إن جاء محتطباً أن سوف يغتنم الدار فيها من الإعجاز ما عجزت كف المحبين أن تحصي الهنا لكم لما توحد شعب في قبائله من فكر زايد جاءت خلفه الأمم فيها من العفو ما أهدى العدا خجلاً حفاوة الجار أو قل إنها الذمم لكنما الله يدري أن غضبته تقعي إليها جباه مسها السقم هذي الإمارات في أحشائها اتحدت أرضاً وشعباً وتاريخاً ومن حكموا وعلى نسق وموضوع ووزن وقافية تلك القصيدة كتب المتسابقون خمسة أبيات خلال ساعة من الزمن. فجاء على لسان الشيخ ولد بلّعمش نصاً جاء فيه: بظلي خيمتك البيضاء نعتصم من بعدما شتتنا الريح والظلم موحدين فأنت العشق الوطن أفي محبتنا عينيك نتهم ومما كتبه عبدالله الصديق في نصه: هذي الإمارات كل الأرض واقفة ليبدآ الحق منها ثم يختتم لما تسامى إلى العلياء زايد أيقنت أن إليها حجت الأمم فيما ارتجل محمد أبو شرارة نصاً جاء فيه: عنادل الحب في أرض السلام فم وكعبة الطهر لي ركن وملتزم من كف زايد صار المستحيل هنا حقيقة مقلتاها النجم والعلم مناهل العساف أيضاً كتبت نصاً، منه هذين البيتين: ساءلت قلبي وكان الحب يعتصم وكان يلمع في الأحداق معتصم هم الإمارات كف الزارعين وهم قيثارة الروح حين البحر يرتسم ومما جاء في نص هزبر محمود: بالحب قد بنيت فسابقت قمم تعلو وتعلو بها الأفكار والهمم وفكر زايد نبراس يشع بها نوراً لمن حُكموا فيها ومن حَكموا ضيف الحلقة رفض التعليق على فنيات القصائد الخمس المرتجلة لأن ذلك من مهام لجنة التحكيم، مفضلاً الإشارة إلى أن الارتجال تطغى عليه الصنعة، واللافت برأيه أن الجميع كتبوا بحب بالغٍ عن الإمارات. د. علي بن تميم قال عما قدمه الشعراء: لقد أبدعتم، بلّعمش كنت جميلاً فيما قدمته، عبدالله الصديق تألقت، أبو شرارة كنت رائعاً واستدعيت روح المتنبي، مناهل العساف تحدثتِ عن الوحدة وهو ما تفردتَ به، أما هزبر فقد أجدت. عبدالملك مرتاض رأى أن في شعر بلّعمش فحولة عارمة وعواطف، فيما ضمن عبدالله الصديق من حلال نصه شعوراً كبيراً، وقدم محمد أبوشرارة نصاً رقيقاً وكأنه نسيم وادي العقيق، أما مناهل فلغتها جاءت حركية رشيقة وكأنها نبض الربيع، في حين تجلت على لغة هزبر العاطفة الجائشة والقوة والجمال، وكأن المتنبي حاضر. د. صلاح فضل كانت له خاتمة الآراء، وبداية تحدث عما قدمه ضيف الحلقة، حيث فتح معتوق للشعراء باب تجربة قوية وجميلة وجر الشعراء إليها، أما كل واحد من شعراء أمسية ليلة أمس فقد قدم الارتجال بطريقته وبمعجمه وبروحه الخاصة، وجاء كل شاعر متميزاً بتجربته، وعلى الرغم من التشابه إلا أن التفرد ميز كل قصيدة، فأتقنوا جميعهم المجاراة. مع انتهاء الحلقة أعلن باسم ياخور عن أرقام الشعراء الأربعة للتصويت، وهم هزبر محمود(18)، عبدالله الصدّيق (9)، مناهل العساف (15)، الشيخ ولد بلّعمش (1)، كما أعلن عن شعراء الحلقة القادمة والأخيرة من المرحلة الثانية من مسابقة "أمير الشعراء"، وهم: خالد بودريف/ المغرب، عبدالمنعم الأمير/ العراق، علاء جانب/ مصر، منى الحاج/السودان، يحيى وهاس/ اليمن. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 13-06-2013 09:46 صباحا
الزوار: 2305 التعليقات: 0
|