وكذلك في الكتابة للمسرح، واخيرا بفضل منصبه أمينا عاما لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري... بالاضافة إلى علاقته المخلصة والصادقة مع الادباء والمثقفين في الكويت ومختلف الدول العربية، نظرا لما يتمتع به من اخلاق عالية، وانسانية تصل إلى حد الشفافية.
وفي سياق ما تقدمه من انشطة وفعاليات اسبوعية، استضافت رابطة الادباء السريع في سلسلة محاضراتها التي تحمل عنوان «ذكريات اديب» وذلك مساء الاربعاء الماضي، كي يبوح السريع في هذه المحاضرة - التي ادارها الباحث طلال الرميضي - بالكثير من ذكرياته الادبية والثقافية والمسرحية، وحتى الحياتية في اسلوب اتسم بالسلاسة واللطف، كي لا يثقل على الحضور - كما قال - ومن ثم حصد السريع تفاعلا واضحا، ونقاشات ثرية اعقبت المحاضرة.
في البداية كشف عبدالعزيز السريع بأنه قد منح الادب والمسرح والثقافة جُلَّ وقته وجهده، كما انه فخور بعمله مع كوكبة متميزة من الفنانين امثال صقر الرشود وحياة الفهد، وسعاد عبدالله ومنصور المنصور، كما انه خلال رحلته الادبية والفنية تعرف على وجوه الثقافة والادب في الكويت والبلاد العربية، مثل الشاعر احمد العدواني، والرائد عبدالعزيز حسين، الذي له تجربة طيبة معه خلال عمله في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وانه كان بعيدا عن الشكليات والبيروقراطية، كما كان سريعا في اتخاذ القرار وحاضر الذهن في القضايا الاساسية.
ثم تطرق السريع إلى تأسيس فرقة الخليج العربي، وانه خلال هذه الفرقة تعرف على محبوب العبدالله وصقر الرشود، وعبدالله خلف ومنصور المنصور وحياة الفهد، وغيرهم، مشيرا إلى توقف الدعم عن الفرقة بعد سفر حمد الرجيب إلى مصر كسفير لبلاده.
وكشف السريع انه عمل في عام 1957 في تعداد السكان «عداد» وتعرف من خلال هذا العمل على الكثير من الناس، فقد كان التعداد يشمل المواطنين والوافدين، وكان عمله في نطاق منطقة السالمية، مشيرا إلى ان هذا العمل ساعده لاحقا في فهم الفروقات بين هذه الثقافات.
وتحدث السريع عن مؤسس المسرح في الكويت زكي طليمات، ومتابعته للعروض التي كان يقدمها المسرح القومي في مصر، وعروض المسرح الشعبي، ومشاهدته لاول عمل لصقر الرشود، وهي اول مسرحية مكتوبة للمسرح الشعبي، بعدما كانت المسرحيات تقدم بشكل مرتجل، موضحا ان هناك علاقة اسرية كانت تربطه بصقر الرشود، وان هذه العلاقة قويت بعد تأسيس المسرح الوطني، وانه عندما توقف هذا المسرح التحق هو وصقر الرشود ومحبوب العبدالله بمسرح الخليج، وانه في عام 1966 بعد نجاح فرقة مسرح الخليج حدثت صراعات ادت إلى فصله من الفرقة، فكانت رابطة الادباء هي المكان البديل الذي التقى فيه بالادباء والمثقفين، وبالتالي تعرف عل مجموعة من الاصدقاء منهم الدكتور سليمان الشطي والشاعر الراحل خالد سعود الزيد والدكتور خليفة الوقيان، والشاعر علي السبتي وغيرهم الكثير.
كما تعرف على مجموعة من الصحافيين الوافدين، وبالتالي فقد نشر في عام 1964 اول قصة قصيرة له في الهدف عنوانها «الذبابات الثلاث» ثم استمر في النشر، إلى جانب الكتابة للمسرح، كما شارك صقر الرشود في بعض الاعمال المسرحية، فقد كان الرشود يتولى الاخراج والسريع الانتاج.
كما تحدث عن تجربته في مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» والتي قام بتبنيها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كونها مسرحية ضخمة لا يمكن لفرقة مسرح الخليج انجازها، وان هذه المسرحية عُرضت في دمشق وحصدت نجاحا متميزا، لدرجة ان الكثير من اعمدة المسرح العربي اشادوا بها، وقال احد الصحافيين في مقال: «مسرحية كويتية تنقذ مهرجان دمشق من السقوط».
واشار السريع إلى ما انجزه خلال عمله في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثل عمله على مشروع قائمة تضم المطبوعات العربية الصادرة في الكويت، ولكن هذه الفكرة توقفت بعد 3 حوليات منها، وذلك عقب تركه للمجلس الوطني، كما انه شارك مع الزملاء في مواضيع الاسابيع الثقافية الكويتية.
ثم انتقل السريع إلى مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، وعمله كأمين عام لها، موضحا انه فخور بترأسه لتحرير معجم البابطين، كما شارك في اصدار اكثر من 200 كتاب بمعدل عشرة كتب كل سنة.
وتواصلت ذاكرة السريع كي تسرد بعض الشخصيات التي تعرف عليها خلال عمله الثقافي والابداعي والفني، مثل الشاعر احمد السقاف والاديب الرائد عبدالعزيز حسين، والدكتور سليمان الشطي، وحمد الرجيب، ويعقوب الغنيم وفهد الدوير، والشاعر عبدالرزاق البصيري، والدكتور خليفة الوقيان، والشاعر خالد سعود الزيد، ويعقوب السبيعي، والدكتور خالد عبداللطيف رمضان، والروائية ليلى العثمان، والاديبة ليلى محمد صالح، وغيرهم.
كما كشف السريع ان اول تجربة في المسابقات الادبية الرسمية العامة للتأليف طرحت في الكويت عام 1964، ولقد فاز نص له بالجائزة التي كانت قيمتها وقتها كبيرة «400 دينار كويتي» وكان زكي طليمات هو المشرف على المسابقة.
كما اوضح السريع ان النصوص المسرحية الكويتية تحتاج إلى اعادة طباعة، اسوة بالنصوص العربية الاخرى، وانه من خلال رابطة الادباء ودعم من مركز البحوث والدراسات العربية تمكن من نشر عشرة نصوص.