|
عرار: القاهرة - عرار - أ ش أ: ما هو مستقبل الثقافة في مصر، مع صعود التيار الإسلامي؟.. هل هناك مخاطر معينة على الإبداع المصري، في المجالات المختلفة، مع صعود التيار السلفي الذي يرى المتحدث باسمه أن أدب نجيب محفوظ "يحض علي الرذيله وينشر الدعارة والمخدرات" والمطالبة بتغطية كل التماثيل بالشمع لطمس ملامحها؟.. وما مستقبل الثقافة في مصر مع صعود تيار يعتبر "الحضارة الفرعونية" حضارة "عفنة" (وقد يطالب- في مرحلة لاحقة- بهدم الأهرامات)؟ أهي مقدمة أولى لاستعادة منطق "التكفير" في تسعينيات القرن الماضي الذي أدى إلى مقتل المفكر فرج فودة والاعتداء بالسكين على نجيب محفوظ؟.. أم أنها أعراض زائلة لنشوة مكاسب الانتخابات البرلمانية، في حلقتها الأولى؟ وما هو موقف المثقفين المصريين من هذه الهجمة المباغتة على بعض ثوابت الثقافة المصرية؟ وهل انتهى المثقفون المصريون من قمع نظام مبارك- بعد أن دفعوا أثمانا باهظة- ليقعوا بعد الثورة تحت طائلة القمع باسم الدين والسلف الصالح؟ .. وهل يمكن باسم الديموقراطية التي منحتها الثورة للتيارات الإسلامية- أن تقوم نفس التيارات بإلغاء "الآخر"، والتحقير من منجزات الوعي المصري؟.. وضعية تفرض طرح سؤال: إلى أين؟ وإلى متى؟ وكيف يرى المثقفون المصريون المتلقون لهذه الهجمة الظلامية- الموقف الراهن، والمستقبل؟.. فما الذي يراه الدكتور زين عبد الهادي مدير دار الكتب القومية والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والمهندس محمد عبد المنعم الصاوي مؤسس ساقية عبد المنعم الصاوي والفنان أشرف عبد الغفور نقيب السينمائيين، والروائيون بهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد ومكاوي سعيد، والشاعر محمد فريد أبو سعدة، والمفكرون أحمد الخميسي وتوفيق اكليمندوس وسمير مرقس والفنانون التشكيليون عز الدين نجيب وجميل شفيق والفنانان عمرو واكد وتهاني راشد . إبراهيم أصلان: المكتسبات التي حققتها الثقافة المصرية ثابتة أمام أي قمع أكد الروائي إبراهيم أصلان أن صعود التيارات الإسلامية هو صعود طبيعي ، خاصة أنها في مواجهة أحزاب صغيرة العمر ، لافتا إلى أن النتائج الأولية لانتخابات المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لا تعكس بالضرورة القوى الحقيقية للإسلاميين في الشارع لأن آراء العديد من الناس لم تبنى على أسس محددة، وتم استغلال البسطاء منهم للتصويت. وتوقع أن تخرج بعض هذه التيارات المتشددة ببعض التصريحات التي ستجعلنا أضحوكة بين الأمم، خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي والفني والتشكيلي، مثلما حدث من رفضهم لأعمال نجيب محفوظ وتغطيتهم لعدد من التماثيل والمطالبة بهدم كل ما يتعلق ويرتبط بالحضارة المصرية، مشيرا إلى أنه ورغم ضبابية المشهد فإن المكتسبات التي حققتها الثقافة المصرية على مدى سنوات طويلة والثبات أمام كافة أشكال القمع والتغييب كانت راسخة من خلال أجيال دافعت عن حرية الإبداع واحترام عقل الإنسان ووجداناه صنعت قوى لا يستهان بها. ويرى أصلان أن المواطن المصري شأنه شأن أي مواطن في العالم لا يمكن اختزاله في قصة أو رواية ، مشيرا إلى أن الأدب المصري إذا كان عبر عن بعض الناس من محدودي القدرات الفكرية والبسطاء والمهمشين، فهو عبر عن ذلك الموروث الثري الذي تتمتع به الشخصية المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات واستخدام الذكاء الفطري في حل العديد من مشكلات حياته اليومية، حتى أن نجيب محفوظ تناول غنى التجربة المصرية التي لا ينافسه فيها أحد، وتحدث أيضا عن غنى قدرته على استيعاب الآخرين والتعايش معهم ، فالشخصية المصرية ثرية ولا يستطيع أحد أن يفرض عليها أي ثوابت لا ترغب فيها. إبراهيم عبد المجيد: المخاوف على مستقبل الثقافة في مصر.. مشروعة يرى الكاتب إبراهيم عبد المجيد أن المخاوف التي تشغل عقل شريحة كبيرة من المثقفين جراء تنامي صعود التيار الإسلامي وعلاقته بالمخاطر التى ربما تواجه مستقبل الثقافة المصرية تعد مخاوف مشروعة ، مؤكدا أن الرهان على شباب الثورة الذين لن يصمتوا ضد أي محاولات لفرض أي وجهات نظر غريبة على المجتمع المصري. وقال عبد المجيد إن الثورات في كافة الشعوب تنجح في الإطاحة برؤوس الأنظمة ولكن تبقى دائما مخلفاتهم التى صنعوها طوال سنوات حكمهم المستبد مؤكدا أنه من الطبيعي أن تظهر هذه التيارات المتشددة والتي صنعت نتيجة الفقر والجهل والمرض الذي تجرعه الشعب المصري طوال سنوات عديدة من القهر والظلم المنظم ، وأنه يتعين على النظام الجديد أن يتخلص بمنتهى الجدية من تلك العوامل القديمة التى أدت إلى الأوضاع التى نحيا فيها الآن، والعمل على تحقيق الأهداف التى انطلقت من أجلها ثورة 25 يناير المجيدة. وأكد أنه على الكتاب والمثقفين أن يطرحوا هذا الأمر ويصرون عليه من خلال كتابتهم وإبداعاتهم ، وأن الشعب المصري قادر على الفرز فهو شعب وسطي في كافة اتجاهاته وهو يقف ضد التشدد والمغالاة في كافة الأمور ، لافتا إلى أنه لا يتهم طبقة المثقفين بالتقصير فى مواجهة تصاعد التيار الدينى المتشدد ؛ وأوضح أن هذه التيارات تستغل منابر المساجد المنتشرة فى كافة ربوع مصر، بينما يوزع الكاتب 3 آلاف نسخة من إبداعه على أقصى تقدير. وتابع قائلا " إن الشعب المصري لن يقبل أن يتحدث أحد أعضاء مجلس الشعب القادم المنتمين إلى تلك التيارات المتشددة عن الحجاب قبل أن يتحدث عن ضرورة المساواة التي غابت عن هذا الشعب لعقود طويلة أو قبل الحديث عن مشروعات التنمية التى لابد أن تصل إلى كل منزل فى مصر خاصة فى الأقاليم والقرى التى لم تصل لها يد التنمية منذ زمن". وشدد عبد المجيد على ضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها فى مواجهة هذا المد المتطرف الغريب عن مجتمعنا خاصة المؤسسات التابعة لوزارة التربية والتعليم ، والأزهر الشريف.... وتوقع أن تشهد الساحة الأدبية خلال الفترة المقبلة العديد من الأعمال الإبداعية التى تنادى بحرية الفرد ومواجهة الاستبداد و التطرف والتشدد كإفراز طبيعى للحالة التى عليها المجتمع الآن. بهاء طاهر: مصر غير قابلة على الإطلاق للتحول لدولة دينية قال الروائي بهاء طاهر إن صعود التيارات الإسلامية ليس مفاجئا، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تعمل منذ سنوات طويلة للوصول لتلك اللحظة ، فهم لديهم تواجد كبير في الشارع والنقابات والاتحادات الطلابية ، ويتعين عليهم أن يطمئنوا الجمهور من خلال توجيه رسائل مصالحة واطمئنان للجموع التي لم تصوت لهم. وأكد طاهر أن ما قاله أحد ممثلي التيارات الدينية التي وصفها بالمتشددة حول أدب نجيب محفوظ ووصفه بأوصاف لا يليق أبدا أن تذكر يثير العديد من المخاوف لدى طبقة عريضة من المصريين وليس المثقفين وحدهم ، كذلك وصفه للحضارة المصرية القديمة بأنها "حضارة عفنة" يعد أمرا غير مقبول ، فضلا عن دعواتهم للقضاء على التماثيل وتغطيتها وهدم بعدها ؛ فكلها أمور تدعوا للإزعاج. وأضاف أن من يتبنى ويدعوا لهذه الأفكار المتشددة والمتطرفة يريد بكل تأكيد أن يقضى على كل أوجه الحضارة المصرية القديمة والحديثة ، مشددا على أن هذا التوجه مرفوض تماما ، وأنه يتعين على كل من يحب مصر التصدي لهذه الدعوات والأفكار من خلال المناقشة والحوار وليس عن طريق العنف ، خاصة المثقفين لأنهم بمثابة ضمير الأمة ، والأمة التي لا تستعين بمثقفيها أمة بلا ضمير ينبهها ويستوقفها إذا ما أخطأت ، ويراجعها إذا ما وقعت في المحظور. ويرى طاهر أن مصر غير قابلة إطلاقا لأن تتحول إلى دولة دينية ، فالشعب المصرى شعب معتدل، وأشار إلى أنه ينبغي على تلك التيارات ألا يعتبروا أنفسهم القوة الوحيدة ، ويجب ألا يخونوا غيرهم ، ويقللوا من شأن أحد، ويكفروا كل من يخالفهم ، وليس معنى أنني فكريا ضدهم أن أكون على المستوى الإنساني ضدهم ، وعليهم التعامل بنفس المنطق مع الجميع ، وبعضهم يروجون أن العلمانيين كفار، والعلمانية ليست كفرا كما يصورون . وأضاف : العلمانية لا تناقض التدين في شيء، أنا مسلم علماني بمعنى أنني أرى أن الدين له احترامه ومجاله ، والحياة المدنية لها مجالها ولا يجب الخلط بين الدين وتسيير شؤون الحياة العملية ، وهذا يتفق مع الإسلام الذي ألغى أي سلطة كهنوتية لأي جهة ، واعتبر العلاقة بين الفرد وربه علاقة مباشرة دون أي وسطاء. السيد محمد علي: الإسلاميون ليسوا ضد المسرح.. ويجب منحهم الفرصة اعتبر رئيس البيت الفني للمسرح السيد محمد علي أن المخاوف من صعود الإسلاميين على الحالة الثقافية في مصر وفي قلبها المسرح "غير مبررة"، وقال إن الإخوان المسلمين لديهم مسرح يقدم عروضا مميزة وجيدة جدا، وهم بصفة عامة ليسوا ضد المسرح الهادف ..أضاف: "كيف نحكم على الإسلاميين بدون أن نرى تجربتهم، يجب منحهم الفرصة قبل الحكم عليهم"، موضحا أن الجيل الحالي من جماعة الإخوان مستنير إلى حد بعيد ويختلف كثيرا عن الأجيال السابقة ويجب منحه الفرصة. مكاوي سعيد : مستقبل الثقافة سيزداد قوة قال الكاتب مكاوى سعيد إن مستقبل الثقافة المصرية سيزداد قوة في ظل صعود التيارات الإسلامية لأنه سيصبح أكثر احكاما وأكثر مقاومة وتفنيدا للآراء الظلامية...وأكد مكاوى أنه لا يخشى من إحكام قبضة الإسلاميين المتشددين على كافة أوجه الإبداع لأن هذا لن يحدث مطلقا فإبداعهم تقليدي مدرسي لن يصمد أمام الآداب الحديثة ولن يجذب القراء بل سيصرفهم عن قراءة الإبداع او متابعته لذا بعد أشهر قليلة سيجدون أنفسهم خارج المجال تماما مشددا على أن كل مقولاتهم عن عدم صلاحية الأدب الحديث لن تجدي نفعا. وأضاف أنه لا يعتقد أن التيار الإسلامي سيراقب الأنشطة الفنية والثقافية المختلفة ، منوها إلى أنه لو فعلوها فسيفشلون وتابع قائلا "المبدع الحقيقي قادر على توصيل أفكاره إلى متلقيه وكما لم تنجح الأنظمة الدكتاتورية فى تكميم الأفواه وحجب الإبداع الجيد فإن تلك التيارات المتشددة ستلقى نفس المصير. ويرى سعيد أنه على الكتاب والمثقفين أن يتعاونوا ويتحدوا فى مواجهة هذه القوى الغاشمة العائدة من كهوف الماضي ، وأنه قبل الوقوف فى وجهها يجب محاورتها أولا ثم مجابهتها إذا لزم الامر ، لافتا إلى أن هذه الأمور الحادثة الآن بمثابة تحد قوي ونتاجها سيكون فرزا جيدا لمعدن الكتاب والمبدعين. السيد محمد علي: الإسلاميون ليسوا ضد المسرح.. ويجب منحهم الفرصة اعتبر رئيس البيت الفني للمسرح السيد محمد علي أن المخاوف من صعود الإسلاميين على الحالة الثقافية في مصر وفي قلبها المسرح "غير مبررة"، وقال إن الإخوان المسلمين لديهم مسرح يقدم عروضا مميزة وجيدة جدا، وهم بصفة عامة ليسوا ضد المسرح الهادف ..وأضاف: "كيف نحكم على الإسلاميين بدون أن نرى تجربتهم، يجب منحهم الفرصة قبل الحكم عليهم"، موضحا أن الجيل الحالي من جماعة الإخوان مستنير إلى حد بعيد ويختلف كثيرا عن الأجيال السابقة ويجب منحه الفرصة. وأرجع السيد محمد علي هذه المخاوف إلى "الصورة المشوهة التي رسمها نظام الرئيس السابق حسني مبارك عن الإسلاميين". وقال: "النظام السابق ووسائل الإعلام التابعة له شوهوا صورة الإخوان، وصورهم على أنهم متشددون ومتزمتون" ..وأوضح أنه تحدث مع كثير من السلفيين عن رأيهم في المسرح ووجدهم مقدرين لقيمته، ويؤمنون بأن المسرح يجب أن يقدم قيمة فنية وهو ما نتفق جميعا عليه، وكونهم ضد مسرح العري والإسفاف فهذا لا ينتقص منهم. وقال السيد محمد علي إنه يجب أن نعطي الإسلاميين فرصة لتطبيق رؤيتهم قبل أن نحاسبهم، ولا نزرع الصدمات والفزاعات منذ البداية، وإن أخطأوا فميدان التحرير موجود..وأضاف أنه يرفض المصادرة على حق الإسلاميين في تطبيق تجربتهم خصوصا وأن الشعب وعى حقوقه وأي حاكم سيستبد به سيقتلعه ميدان التحرير . محمد الصاوي: على المثقفين التوصل معهم لصيغة تفاهم مشتركة قال محمد عبد المنعم الصاوي مؤسس ساقية عبد المنعم الصاوي إن المخاوف من صعود التيار الإسلامي لا تؤرق فقط المجتمع الثقافي، بل تسبب قلقا لمختلف الفئات والمهن.وأضاف الصاوي أن هذا التيار إذا كان يمثل بالفعل الشعب المصري فيجب أن نتعامل معه بشكل واقعي، وعلينا تبديد هذه المخاوف بالعمل على الوصول معهم من خلال الحوار لوثيقة تفاهم مشتركة ، مع أهمية العمل على طرح رؤية طويلة الأجل. وأكد أنه ليس متشائما من الوضع الحالي، مشددا على ضرورة العمل على توضيح كافة الأمور المتعلقة بالدين وألا تترك في يد فرقة بعينها تفسره حسب ما تراه ولفت إلى أن ساقية الصاوي ومن خلال أنشطتها المتعددة حريصة على القيام بدورها والاهتمام بالأطفال والشباب وزيادة مساحة التوعية ومعالجة كافة المشكلات المجتمعية من خلال أنشطتها الثقافية والفنية المتعددة موضحا أن الساقية قدمت من قبل العديد من المعالجات للمشكلة الطائفية ، فضلا عن استقبالها لكافة رموز الفكر من كافة التيارات الاجتماعية والحزبية لطرح أفكارهم وبرامجهم خلال الفترة الماضية. ونوه الصاوي إلى أنه على وشك تسمية العام القادم بعام "الإنصات"، نظرا لاحتياج المجتمع في هذه الفترة الحاسمة إلى أن نستمع لبعضنا البعض، مؤكدا أن أهم ما ينقص مجتمعنا هو "الإنصات"....وأكد الصاوي أن دور الساقية التنويري لن يتوقف أبدا، لأننا لم نعد في زمن "الفرض"، أو"الفرد"، لأن المجتمع المصري يتميز بالتنوع وغير متشدد ولن يقبل الوصاية من أحد مهما كان. سمير مرقس : الكل اشترك في عدم الحديث عن نموذج تنموي أكد الكاتب والمفكر سمير مرقص أنه من غير المعقول أن تتحدث تيارات سياسية عن الإبداع والتشكيك فى هوية مصر المركبة واختزالها إلى عنصر واحد، وكذلك اختصار الشأن العام فيما هو أخلاقى على حساب السياسى والمدنى والاقتصادى، لأن ذلك تهديد صريح لدولة المواطنة...وأضاف أنه بات حديث المستقبل ينصب موضوعيا من قبل التيارات المحافظة على ما هو أخلاقى وما يتبعه من إعادة النظر فى الموقف من المرأة وغير المسلمين بالمعنى الدينى والسياسى، مشيرا إلى أن الإشكالية الكبرى هنا أن هذا يتم بمعزل عن ما أنجزته الخبرة المصرية من فقه متقدم وسقف اجتهادى عالى أنتجه المصريون. وتابع: فى نفس الوقت نجد الليبراليون ولأسباب كثيرة لا يقتربون من الملف الاقتصادى وبنية مصر الاقتصادية، وهو ما جعل المعركة الانتخابية فى المجمل تصبح معركة ثقافية على الرغم من أن الواقع المجتمعى أكثر تعقيدا من هذه الثنائية الاستقطابية البسيطة...وأكد أن الجميع اشترك فى عدم الحديث عن النموذج التنموى لمصر، ومستقبل المجتمع المدنى وحرية حركته التى يجب أن تكون مكفولة بأشكالها التنظيمية المتنوعة، والتجديد الذى يجب أن يلحق بشتى المؤسسات لتكون حداثية قولا وفعلا لتلحق بالعصر خصوصا مع الانهيار التام الذى تشهده مصر فى كثير من القطاعات...وأشار فى ختام حديثه إلى "الأغلبية" لا تعنى "الغلبة"، وأن الوطن يبنى بالشراكة بين الأغلبية والأقلية السياسية لا بالغلبة. عز الدين نجيب: الدستور الثقافي ضرورة في هذه المرحلة توقع الفنان التشكيلي ومؤسس جمعية أصالة للفنون التراثية والمعاصرة عز الدين نجيب تراجع العمل الثقافي وخصوصا الإبداعي منه في حال حكم الإسلاميون مصر ...وقال نجيب إن نظرة الإسلاميين للفن والثقافة تتصادم مع رؤى أغلب المثقفين التي تقوم على حرية التعبير وإنهاء كل أشكال التدخل والرقابة والوصاية على الإبداع . وأوضح أن المثقفين يطوقون إلى فتح المنابر والنوافذ على كافة الاتجاهات دون قصرها على إيديولوجية أو اتجاه بعينه، مضيفا: "لا أظن أن هذا التوجه الذي ارتضته الجماعة الثقافية منذ عصر التنوير الأول في بداية القرن الماضي يناسب فكر الإخوان المسلمين أو السلفيين الذين لا يرحبون بالفن الذي يقوم على أساس التشخيص مثل النحت والتصوير وفنون السينما والمسرح والأعمال الأدبية". وتوقع أن يحرص الإسلاميون على تأكيد مفهومهم الايديولوجي القائم على نظرة من الماضي للثقافة، وبذلك سنعود إلى الوراء...ودعا نجيب كل المثقفين المؤمنين بالديمقراطية وحرية التعبير إلى الاتحاد في جبهة واحدة، مشيرا في هذا الصدد إلى "مشروع حركة الدستور الثقافي" الذي تم حشد تأييد كبير له . وقال: "هذا الدستور جاء الوقت المناسب لتفعيله والدفع به لتكون روحه الأساسية متضمنة في دستور البلاد عند إقراراه"، مطالبا بأن كون عنصرا رئيسيا في "المبادئ الأساسية لدستور الدولة" ..وأضاف: "الظروف الحالية تستدعي الدعوة إلى مؤتمر عام للمثقفين للتوافق حول مشروع كامل للثقافة في المرحلة المقبلة سواء في وجود السلفيين أو عدم وجودهم حتى لا نكون دائما في موقف رد الفعل على ما يجد من أحداث" . سعد عبد الرحمن: أي تيار سيقف ضد حركة التاريخ مصيره الفشل قال الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إننا في مرحلة بناء الديمقراطية، وهي تبنى كأي شيء ولا تنزل من السماء، والإسلاميون في النهاية هم مواطنون مصريون جاءوا نتيجة الاحتكام لصندوق الاقتراع، وإذا فعلوا أي شيء فالشعب المصري العبقري سيعدل من اختياراته قطعا. وعن هجوم أحد القيادات السلفية على أدب نجيب محفوظ قال عبد الرحمن: أعتقد أن هذا الهجوم يعبر عن شخص من قام بهذا الفعل وليس تيارا بأكمله، وهو يعبر أيضا عن تدني الثقافة بأدب محفوظ... وأضاف أننا في وزارة الثقافة سنظل على رسالتنا ودورنا التنويري الذي ارتضيناه لأنفسنا وهذا الدور ينحاز لقيم رفيعة سامية، والمصريون لا يختلفون عليها كما لا يختلفون على ضرورة التقدم في جميع المجالات. وتابع: أي تيار سياسي سيقف في وجه حركة التاريخ فمصيره الفشل والشعب ذكي للغاية وسيستبعده طالما كان هناك فرصة للاختيارهذه هي الحقيقة ولذلك لست متخوفا من أي أحد يحاول أن يشدنا للخلف، مشيرا إلى أننا خرجنا لتونا من 30 عاما من القهر وشيء طبيعي أن تظهر الاختلافات في هذه المرحلة حيث هناك من يحمل إرث الماضي والضحية تستنسخ أحيانا ما كان يفعله الجزار بها ...وعبر عن تفاؤله بالمستقبل وقال إن القادم أفضل ورغم كل هذه الأحداث فبعد 25 يناير أفضل بكثير مما يسبق هذا التاريخ، لكن كل ما أتمناه ألا يزايد أحد على الشهداء ومصابي الثورة فلولا هؤلاء لما كنا نشتم رائحة الحرية والكرامة . أبو سعدة: الغربال الجديد له شدة.. والثقافة قضية حياة أو موت عبر الشاعر محمد فريد أبو سعدة عن تخوفه على مستقبل الثقافة في مصر من التيار السلفي تحديدا وتصريحات رموزه المعلنة، لكنه شدد على ضرورة ألا يتوقف المبدعين ولا يستسلمون لمثل هذا الهجوم ...وقال : معركة الثقافة معركة حياة أو موت ولابد أن نخوضها وندافع عن مواقفنا المستنيرة، فالإبداع لا يمكن أن يتقيد أبدا بأي شيء وسبق لنا كمثقفين أن صمدنا ضد قوانين الحسبة وتقييد الحريات والإبداع . وأضاف : هؤلاء جدد في السياسة والغربال الجديد له شدة، لكن ليعلم هؤلاء أن دور مصر الريادي يكمن أساسا في الثقافة فنحن ليس لدينا نفط أو غيره، إنما لدينا الثقافة الرفيعة وإذا انتهت فانتظروا الخراب ...وتابع : هذه التيارات ستتعلم أثناء الممارسة أهمية هذا الدور الثقافي محذرا في الوقت نفسه من أن على المثقفين أيضا أن يكونوا جاهزين لأي تشريعات محتملة لقوانين الحسبة أو غيرها، فهم لن يبدءوا الآن في الهجوم وإنما سيحاولون طمأنة الجميع . توفيق اكليمندوس : الإسلاميون سيطبقون رقابة صارمة على الثقافة اكد الباحث توفيق اكليمندوس المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية أن صعود الإخوان المسلمين إلى مقدمة المشهد السياسى ليس مفاجئا معتبرا أن المفاجئة تكمن فى صعود السلفيين...وأوضح اكليمندوس أن الوضع الحالى فى مصر يتسم بالضبابية إلى حد بعيد ومن السابق لأوانه التحدث عن الأسباب التى أدت لصعود التيارات الإسلامية أوعن ثقلها الفعلى فى الشارع المصرى حيث لم تشهد أى انتخابات جرت فى البلاد هذا الإقبال الشديد من الناخبين من قبل وبالتالى يجب انتظار نتائج المرحلتين المقبلتين حتى يبدأ الباحثون فى دراسة الأسباب. وقال اكليمندوس إنه من المؤكد أن التيار الإسلامى سيفرض رقابة صارمة على الأعمال الثقافية، وإلا فإنه بذلك سيكون قد تخلى عن جزء من دعوته إلى محاربة العلمانية والديمقراطية...وأضاف أنه فى أفضل الأحوال سيقوم الإسلاميون بالحفاظ على نفس آليات الرقابة التى كانت مطبقة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أنه لم يستبعد تشديد هذه الآليات. جميل شفيق يعول على شباب التيار الإسلامي في كسر الجمود الفكري قال الفنان التشكيلي المعروف جميل شفيق إنه ليس متفائلا ولا متشائما بصعود التيار الإسلامي في مصر، وأضاف أن الإسلاميين واقع موجود ويفرض نفسه، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن القوى الجديدة لم تتبلور بعد ولفت إلى أن الشباب دائما ما يفاجأوا النخبة وغيرهم وهو ما حدث في ثورة 25 يناير متوقعا أن يفاجئ شباب التيار الإسلامي قيادتهم والنخبة بتبني رؤية مغايرة للقيادة تكسر حالة الجمود الفكري . وأشار في هذا الصدد إلى مشاركة بعض شباب الإخوان في التظاهرات رغم إعلان قيادتهم عدم المشاركة فيها ، موضحا ان الدولة في حالة حراك سياسي واقتصادي واجتماعي ستستمر حتى ينتهي العصر القديم، لكن الجسد لم يدرب على الرؤية السياسية الصحيحة ... وأكد شفيق أن أي فريق لن يستطيع فرض رؤيته على الشعب المصري الذي يتسم بوسطيته.. وقال: "أعول على شباب التيار الإسلامي نفسه الذين يتبنون رؤية مغايرة ويلتقون مع مختلف القوى عند الوطنية" . زين عبد الهادي: لن يتغير شيء.. والوسط الثقافي لن يمس بسوء قال الدكتور زين عبد الهادي مدير دار الكتب القومية (المكتبة الوطنية) إن المخاوف المتعلقة بشأن مستقبل الثقافة المصرية في ظل صعود الإسلاميين غير مبررة لأن صندوق الانتخابات هو الذي جاء بهم موضحا أنه لن يتغير شيء وأن الوسط الثقافي لن يمس بسوء، وأن المثقف المصري قادر على التأثير في ضمير المجتمع. وأضاف أن التنوع الثقافي الذي تشهده الساحة السياسية حاليا هو في صالح المجتمع المصري ولا توجد أية قوة تستطيع أن تصادر على آراء المثقفين الذين واجهوا عبر تاريخهم العديد من التحديات...وأكد أن المجتمع المصري وسطي بطبعه ولا يقبل التشدد الديني أو السياسي وهو الذي سيحافظ على قوامه وتماسكه ضد أي تيارات متطرفة أو متشددة. وأشار إلى أن كل ثورة تأتى بمنتجها الجديد وأن طرح الأفكار بحرية لم يكن متاحا من قبل منوها إلى أن الحضارة الإنسانية تحيا الآن ما أسماه بحضارة المعلومات وأن أي قوى في العالم لن تستطيع أن تسيطر أو تحجب أو تمنع أي منتج إبداعي، فإذا أغضبت أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ تلك التيارات المتشددة وتمكنوا مثلا من مصادرة كافة الأعمال المطبوعة ورقيا فكيف لهم أن يمنعوها في ظل التقدم المتلاحق لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت، فضلا عن دور التكنولوجيا الحديثة في نشر كافة أوجه الإبداع...ويرى عبد الهادي أن التاريخ نفسه يقول إن كافة القوى القمعية فشلت في تكميم أفواه المبدعين بل على العكس كانت تزيدهم تلك الهجمات قوة وإصرارا على تنوير وتوعية شعوبهم. أحمد الخميسي: الثقافة ليست مهددة بشكل مباشر أشرف عبد الغفور: الإسلاميون لن يتعاملوا برجعية مع الفن أعرب نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور عن اعتقاده بأن الإسلاميين لن يتعاملوا مع الفن برجعية، مشيرا إلى أن منهم مستثمرين ورجال أعمال وأنهم منخرطون في المجتمع منذ سنوات ومارسوا العمل السياسي والاجتماعي طوال عقود . واعتبر عبد الغفور أن الحديث عن مخاوف من صعود الإسلاميين وسيطرتهم على الحكم استباق لنتائج الانتخابات التي لم تجر إلا مرحلتها الأولى فقط، وقال إن الإسلاميين لم يصدر عنهم ما يشير إلى أنهم سيعادون الفن والفنانين، داعيا إلى عدم اتخاذ أحكام مسبقة...أضاف أن الفنانين مطالبون أيضا بالحفاظ على مكاسبهم والتمسك بحرية الرأي والتعبير . تهانى راشد : ما يحزننى أننا نتحدث الآن عن كون الفن حلالا أو حراما أعربت السينمائية والمخرجة التسجيلية تهانى راشد عن قلقها بشأن الجدل الدائر حاليا حول تأثير وصول الإسلاميين للحكم فى مصر على الحياة الثقافية والفنية فى مصر...واوضحت تهانى أنه فى الوقت الذى يجب أن يدور فيه الحديث حول كيفية تطوير الحياة الثقافية فى مصر بعد الانهيار الذى شهدته خلال الثلاثين عاما الماضية عدنا إلى مناقشة ما إذا كان الفن حلالا أم حراما، مشيرة إلى أنه لا يجب طرح هذا السؤال حيث إن الفن لا علاقة له بالدين. وقالت تهانى إن أكبر مخاوفها هى قيام التيار السلفى بفرض رقابة صارمة على الأعمال الثقافية وهو ما سيكون بمثابة ردة على أهداف الثورة التى قامت من أجل تحرير العقول المصرية...واكدت تهانى أن الإسلاميين إذا وصلوا إلى الحكم سيكون ذلك بفضل الحرية التى حققتها لهم الثورة المصرية وبالتالى فليس من حقهم وضع قانون قمعى، مشيرة إلا أنها ستكون أول من يقف فى وجههم إذا حدث ذلك. هاني شنودة : لا ينبغي أن يحاول أحد عزلنا عن العالم قال الموسيقار الكبير الفنان هانى شنودة إنه لا يعرف إذا كانت المخاوف التى تنتاب الشارع الثقافى المصرى جراء الصعود المتنامى للتيارات الإسلامية لهم حق فيها أم لا...وأضاف أنه وشريحة كبيرة من المجتمع قلقة بشأن صعود ما وصفه بالتيار الإسلامى المتشدد، فضلا عن وجود العديد من الأسئلة التى تدور داخل المجتمع لم يجيب عليها أحد ، وأنه كموسيقار قدم العديد من الأعمال الإبداعية التى عرفها وأحبها الجمهور على مدى سنوات طويلة لديه قلق خاص على مهنته. وأكد شنودة أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى معتدلة وترفض التشدد والتطرف ، مشيرا إلى أن الإسلاميين أنفسهم لديهم مخاوفهم الخاصة ؛ لأنهم الآن على المحك السياسى وهو مشهد لم يتعودوا عليه ، خاصة أنه لا يوجد أحد من المتصدرين للمشهد الآن خرج علينا باى خطط مستقبلية ، ولم يقولوا ما هو أساس البناء وما هو شكله..وقال إن الإبداع لابد أن يقوم على أرضية من الحرية، وتابع قائلا " إن الأديان جاءت من أجل أن نكون أحرارا ، وان أصل الأديان أن يكون الإنسان حرا فى تفكيره، مشددا على أنه لا عبودية إلا لله وحده ..". وأضاف شنودة أن المجتمع المصرى يحتاج إلى مزيد من الثقافة حتى نستطيع أن نحافظ على شخصية مصر والحضارة التى تم بناءها على مدى قرون بعيدة ، لافتا إلى أن مصر تتميز عن أى دولة من بلدان العالم بشخصية متفردة وتاريخ طويل من الحضارة يعرفه العالم كله ، فالهرم الأكبر لا يوجد نظير له على كوكب الأرض ، ذلك البناء الذى أدهش كل العلماء على مدى العصور ؛ فهل يليق بعد كل هذه العقود والسنوات يأتى من يطالب بهدم الأهرامات. وأشار الموسيقار هانى شنودة إلى أن مصر استوعبت على مدى تاريخها كافة الديانات والثقافات والجنسيات ، وقال : هنا عاش المسلم والمسيحى واليهودى والأرمنى والفرنسى واليونانى والإيطالى ؛ كلهم جمعتهم مصر ، فلا ينبغى أن يأتى من يحاول أن يعزلنا عن العالم. وشدد شنودة على أهمية دور وزارة الثقافة فى المرحلة المقبلة، وأنه يتعين على المسئولين فيها الوصول إلى كافة القرى فى جميع المحافظات المصرية لتوعيتهم وعدم ترك رؤوسهم فى يد من يشكلها بالطريقة التى تخدم مصالحه ، منتقدا كافة مؤسسات الدولة الأخرى وتقصيرها فى توصيل كافة الخدمات التى يحتاجها المواطن. وأكد شنودة أن مصر لم تشهد أى تجديد ملحوظ عبر تاريخها الحديث منذ انتهاء أسرة محمد على، وتابع قائلا " أظن أن الشيخ الجليل محمد عبده إذا شاهد ما يحدث فى مصر الآن سيموت كمدا"، وتساءل شنودة؛ أين دعوات الشيخ محمد عبده والأفغانى وطه حسين وكافة المصلحين الذين وضعوا أسس الدولة المدنية الحديثة ، وقال إنه يتعين على الأزهر الشريف الآن أن يقول كلمته ويفصل فى كافة الأمور الجدلية التى تطرحها تلك التيارات المتشددة والمتطرفة، فعندما يتحدث الأزهر بالطبع سيصمت الجميع . عمرو واكد: لن يتدخلوا في الحياة الثقافية لأنها ليست أهم ملفاتهم توقع الفنان عمرو واكد ألا يتدخل التيار الإسلامى فى الحياة الثقافية المصرية حاليا، حيث إن لديهم ملفات أهم بكثير يجب أن تتم معالجتها، كالاقتصاد والعدالة الإجتماعية والتنمية، قبل أن يبدأوا فى البحث عن السيطرة على القضايا الفرعية...واوضح عمرو واكد أن استحواذ الإسلاميين على الأغلبية فى البرلمان يعد أصعب اختبار لهم فإما يثبتوا جدارتهم أو يكون ذلك بداية النهاية لهم. وأعرب عن اعتقاده بأن صعود التيار الإسلامى ليس مفاجئا بل هو نتيجة طبيعية لنظام انتخابى مشوه وغير دستورى وضع قيودا عديدة أمام الأحزاب الثورية الجديدة مثل تقييدهم بجمع 5000 عضو فى مدة لم تتعد الشهور العشر مما فتح الباب أمام أشخاص مل منهم الشعب أو لم يعد يثق بهم لدخول هذه الأحزاب هذا بالإضافة إلى عملية تخصيص ثلثي المقاعد للأحزاب فقط والثلث للأفراد دون منع الأحزاب من ترشيح أعضائهم على القوائم الفردية. ورأى أن الأغلبية العظمى صوتت على أساس عاطفى لصالح التيارات الإسلامية وليس بناء على برامج ، فالشعب كان محروما من الممارسة الديمقراطية وحاليا يحاول إكتشافها. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 09-12-2011 01:14 مساء
الزوار: 1509 التعليقات: 0
|