تغنى فيه بمائة وثمانين مدينة وقرية أردنية وبما فيها من معالم سياحية وجغرافية مميزة، وتعكس قصائده التزامه بنهج العرب من حيث التمسك برصانة الأسلوب وقوة البناء، ومعالجته في شعره لقضايا وطنه المختلفة، معتمدا في ذلك على عقله وعاطفته دون تكلف، خاصة وأن كل مدينة أو قرية أو ناحية زارها أثارت في نفسه تاريخها الوضاء بما كان لها من مجد على مر السنين وما بعثته في الأمة من عزم وقوة، مع الصدق في تصوير خلجات النفس والعواطف من حيث حبه وارتباطه بالمكان الأردني الذي أحبه، حتى قال عنه الشاعر صابر الهزايمة في تقديمه للديوان» وقد كانت لحمودة زلوم رؤاه الحضارية اجتماعياً وثقافياً وجغرافياً مشكلاً تجربته بوعي كبير، فهو رومانسي يرى المكان بروحه لا ماديته، ويراه بطهارته مثلما هو باعث للهناء والطهارة والجمال، ونستطيع القول كذلك إن حمودة زلوم كان مجموعاً في ذات واحدة بما مثل من قيم الولاء والانتماء والتربية والخلق، فلم تقم علاقته بالمكان على المجاملة والمصلحة بل كانت تعبيراًعفوياً صادقاً عن مشاعره المكنونة تجاه رقة أنهاره وشموخ أشجاره وعظمة تاريخه وجغرافيته وما يبعثه من اعتزاز بما سلف من حوادث ووقائع وما يمكن لها أن تبعث في نفوس النشء، وقدرتها على ربطهم بماضيهم، ولذلك فالمكان عند شاعرنا حمودة زلوم هو الأمن والسكينة والعشق الصوفي مثلما هو المعشوق والحلم»، من أجواء الديوان قول زلوم في قصيدة (بترا ) :نحن شعبٌ همّه بعث الحضارة/ فابتنينا المجد يزهو بالنضـــارة/منـــــذ بدء الكون كنّا أمـــــــــةً/تنحت الصخرة وتستجلي انبهاره/ها هم الأنباط قومي قد أقامــــوا/فوق هام النجم في بترا مناره.
«وطن النجوم»هو الديوان السادس للشاعر الذي اصدر من قبل: المدائن المتوهجة، بترا والمدن العشر، ثورة الشيشان، صبا الجنوب، زنابق على جدار القلب، وقد جمع الشاعر دواوينه هذه في المجلد الأول من أعماله الشعرية، وذلك عدا عن إصداره 10كتب نقدية، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية، ودرع قدامى مبدعي الزرقاء من نادي أسرة القلم الثقافي.