|
عرار: عرار:صدر كتاب إتحاف الصدّّيق بترجمة خلاصة آل الصّدّيق ترجمة الشيخ مصطفى البكري الصديقي 1099-1162هـ/1688-1749م بقلم ابنه الشيخ محمد كمال الدين بن مصطفى البكري الصديقي الحسيني الخلوتي-1143هـ-1196هـ تحقيق ودراسة د.حسن عبد الرحمن السلوادي عميد البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة القدس المفتوحة سنة 2014م بحجم 183 صفحة من القطع المتوسط . حمل الغلاف الكرتوني الفاخر والمقوى صورة مقام النبي روبين في الرملة الذي كان الشيخ البكري يتردد عليه في أثناء زيارته للمدينة وأما الغلاف الأخير حمل مبنى الزاوية الوفائية في بيت المقدس. أهدى الباحث المحقق الكتاب إلى الصامدين المرابطين على ثرى القدس الطهور والى القابضين على مدنيتهم والى مدينة الأنبياء وحاضنة الإسراء وبوابة الأرض إلى السماء كما القابض على الحجر. أشاد د.يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة في مقدمة الكتاب:"تطلعنا على نمط الثقافة السائدة في العصر العثماني ولا سيما النصف الأول من القرن الثاني عشر للهجرة ، وأحسن الباحث صنعا حيث أدرج في ملاحق الكتاب نماذج من أشعار الشيخ البكري ومؤلفاته لعلها تضيء مساحات ما زالت معتمة في شخصية الشيخ". ذكر الباحث المحقق د.السلوادي في الفصل الأول أن سب اهتمامه بالرجل وذلك لاهتمام الباحثين المستشرقين بتراثه وطريقته الخلوتية في التصوف ورغبة من الباحث في الاطلاع على ملامح إحدى الشخصيات الدينية البارزة في الفترة العثمانية وعثوره على نسخة مخطوطة محفوظة في دار الكتب المصرية بهدف وصفها في سياقها الثقافي والاجتماعي، كما كتب الشيخ مصطفى البكري تراجم لمريديه ومشايخه وكتبت هذه السيرة بناء على طلب والي حلب بالميري وأن والده هيأه للطريقة الخلوتية،كما أشار أيضا إلى تاريخ ميلاد الابن مؤرخ شعرا في الثالث من شعبان سنة 1143هـ-ختام مسك قد رجوت يفتدى فأرخوا محمد خيتام-وأقام في غزة بعد وفاة والده ، وكان نتاج البكري متنوعا من الأوراد والمعارف الصوفية والعلوم اللغوية والشرعية والتراجم والشعر. صفحة 5-10. كما أوضح الباحث السلوادي طريقته ومنهجيته حيث اعتمد على مخطوطتين منفصلتين حصل عليهما من مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة مخطوطة رقم 1788/1933 واعتمدها أصلا وتقع في 11 ورقة مكتوبة بخط نسخي مقروء ، ونسخة الخانطوماني بعد ثمانية أيام من تأليفها على يد شيخه البكري.صفحة 15 ، ومخطوطة دار الكتب 5173 والتي نسخت بتاريخ 1185هـ وهي نسخة منقولة من النسخة الأولى ومحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم تسجيل وإيداع 1928/1934. عمل الباحث المحقق د.السلوادي على النسخة الأولى وحرص على إيراد النص كما جاء في النسخة مع مواجهة أوجه الاختلاف في الكلم والعبارات ومع إيراد تعريفات في الحواشي لبعض الأماكن الواردة في النص بالاستناد إلى خمسة معاجم. أفرد الباحث الفصل الثاني من الكتاب إلى ترجمة الشيخ مصطفى البكري والمترجم ابنه الشيخ محمد كمال الدين الحسيني الخلوتي قدس سرهما في 38 صفحة ، وعدد الهوامش للصفحات بلغ 363 هامشا حيث بلغت بعض الهوامش عشرة اسطر تعريفا وتوضيحا لها. أما الفصل الثالث خصصه الباحث السلوادي للطريقة الخلوتية ، وأشار بأن عدد مريدي الشيخ مصطفى البكري في الطريقة الخلوتية يزيد على المائة ألف وكان يهدف من وراء الرحلات والزيارات الاطلاع على أحوال المنتسبين للطريقة ونشرها ومبايعة بعض مشايخها والإجازة لهم بالإرشاد والتسليك.صفحة 65 . الطريقة نمت وترعرعت في بيت المقدس وكانت البداية بطريقة سرية للحذر من الطرق الصوفية الأخرى المنافسة والخشية من أن يقف مشايخ تلك الطرق وأتباعها موقف المعارض ثم انتقلت إلى طور الذيوع والانتشار على يدي الشيخ البكري وتنسب إلى رجالها من آل الخلوتي وترجع إلى شاه ولي الخلوتي من منطقة عينتاب من بلاد فارس ثم انتقلت إلى دمشق على يد الشيخ أحمد العسالي الخلوتي ويذكر الباحث بأن أسانيد الخلوتية تشير إلى أن الشيخ محمد نور الدين الخلوتي هو الذي تنسب إليه الطريقة الخلوتية ورشح ذلك عدد من الباحثين.صفحة68-74. تعتمد الطريقة الخلوتية التطبيق العملي للشرع قولا وفعلا وأخلاقا بإصلاح ظاهر السالك وباطنه وتقوم على مجموعة أركان منها :"الحب ، والامتثال،والذكر،والفكر، والصمت ،والعزلة-الخلوة- والصوم-الجوع- ولها أوراد يومية راتبة وأوراد اختيارية يلقيها الشيخ المرشد، والطريقة في أصلها اللغوي تعني الممر الواسع الممتد وتطورت إلى السيرة أو المذهب ولها فروع حملت أسماء مريديها ، وفي مصر لها 29 فرعا وفي تركيا تولت مشيختها امرأة تدعى الشيخة فيلبا فردريك.صفحة 80. في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد انبثق عنها فرع أطلق عليه الطريقة الخلوتية الرحمانية الجامعة نسبة إلى الشيخ عبد الرحمن الشريف:"خلوتي الأصل وجمع إلى جانبها طرق صوفية أخرى كالرفاعية والقادرية والأحمدية والدسوقية والشاذلية والنقشبندية والادريسية فهي جامعة جمعت بين هذه الطرق كلها في أسانيدها وآدابها وأورادها، وأساس إسنادها الرسول محمد عليه السلام ثم علي بن الحسين ثم الحسن البصري ثم العجمي إلى أن وصلت إلى الشيخ مصطفى البكري وكان عدد الأسانيد 25 سندا.صفحة 81-85. في هذا الفصل اعتمد الباحث د.السلوادي على 47 كتابا وثلاث مجلات وثلاث مخطوطات و12 موقع الكتروني متخصص. أما في الفصل الرابع افرده للشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي عن حياته وآثاره وانه كان موسوعيا واتسم بثقافة شاملة فهو مشتغل بالتأليف وألف مؤلفات نافعة مع اشتغاله بالطريقة والأسفار في الأقطار وأنواع العبادات والاجتماعات مع الناس وكذلك مصنفات شملت العلوم الشرعية واللغوية والتراجم والرحلات والآداب الشرعية والتصوف وافرد لها 32 مؤلفا و21 مؤلفا للمدائح النبوية والصلوات المحمدية و12 مؤلفا للعادات والتقاليد الصوفية وثلاث مؤلفات للفقه والعقيدة ، و19 مؤلفا للأدعية والابتهالات وخمسة مؤلفات للصلوات الجامعة و18 مؤلفا للأدب العربي و14 مؤلفا للرحلات و8 مؤلفات للتراجم وثلاث مؤلفات لمواضيع متنوعة . بعد هذا العرض السريع والموجز للكتاب من قبل د.إدريس جرادات يمكن الإشارة إلى الملاحظات الآتية: *ضرورة العمل بتوصية الباحث د.السلوادي بحفز الدارسين لإجراء المزيد من الدراسات حول مؤلفات الشيخ مصطفى البكري وابنه وحول مؤلفاتهم وجهودهم في إثراء الحركة الصوفية. * اعتماد الباحث أسلوب التوثيق العلمي في الهوامش وكتابة قائمة المراجع والملاحق حيث أتبع فصل للهوامش وبلغت 184 هامشا وقائمة المصادر والمراجع منها 28 كتابا باللغة العربية و أربع مخطوطات ودورية متخصصة ومرجع أجنبي . *كذلك اتبع فصل الملاحق منها ملحق ورد السحر للشيخ مصطفى البكري على الحروف الأبجدية من الهمزة إلى الياء وهي قصيدة ميمية ، والملحق الثاني مختارات من رحلة مصطفى البكري الصديق بعنوان" برء الأسقام في زيارة برزة والمقام" الذي دافع فيه عن كرامات الأولياء، والملحق الثالث بعنوان مختارات من العصبة الجلية للسالكين طريقة الخلوتية وهي عن واجبات المريد والتزاماته. *براعة الباحث د.السلوادي في عمل فهارس التحقيق للتيسير على القارئ ،فهرس الأعلام 280 شخصا مرتبة أبجديا وفهرس الأماكن 140 مكانا وفهرس الكتب والرسائل العلمية 140 كتابا ورسالة. * يُعتبر هذا الكتاب جوهرة ثمينة ندعو الباحثين والكتاب والمهتمين إلى اقتنائه وإضافته إلى مكتبتهم المحلية ودراسته وتحليله لأنه جهد ثمين ، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه المؤلفات في ظل حالة الضعف والإهمال للغة العربية والتآمر عليها. وكلمة حق تقال أن الباحث د.حسن السلوادي أضاء قنديلا في التراث الصوفي وفي تحقيق التراجم. يشكر الباحث على جهده وهو في هذا العمر الذي يزيد عن الستين عاما يبحث وينقب ويصفي ويكتب ويوثق للأجيال الناشئة و القادمة بدافع وطني وقومي نحو بلده وشعبه ووطنه والله يعطيك العافية على الجهد المبارك الذي تبذله وأنت في هذا العمر ولك كل الشكر والعرفان والتقدير على هذا الجهد الدءوب الذي تحرص فيه على التوثيق للذاكرة الفلسطينية ،وقد قررت أسرة مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في سعير منحك شهادة عضوية شرف مع مسوغات التكريم المتعلقة بمنح هذه الشهادة حيث أشعرتنا بأن عملك مؤسسة كاملة كفريق من النحل في العطاء ومن النمل في الاستمرارية . والى الأمام أخي د.حسن السلوادي نحو جوهرة أخرى . عرض وتقديم : د. إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل . البريد الالكتروني sanabelssc1@yahoo.com الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الجمعة 27-12-2013 01:02 صباحا
الزوار: 3239 التعليقات: 0
|