الفنان التشكيلي الإماراتي إبراهيم العوضي: رسوماتة يستوحياة من الواقع بدأ العوضي باحتراف الفن في بداية الثمانيناتعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك بالكثير من المعارض الجماعيةحصل على جائزة سمو وزير الداخلية للتميز يحرص الفنان الإماراتي أن يسخر فنه في خدمة المجتمع، وآخر ما يقدمه في هذا المجال، تدريب الملتحقين على الرسم بدورات صيف بلادي، والتي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. رسوماته مستوحاة من التراث ، ويعشق الرسم بالألوان الزيتية وبشكل خاص السخنة منها التي تبرز اللوحة بشكل جميل وجذاب، فقد اختار اللون الأحمر في تلوين البحر ليعبر من خلاله عن صراع البقاء والحياة الصعبة في الماضي. حاول متواضعا منح الأمهات كل التقدير والشرف وذلك من خلال مشهد الأم وهي تحتضن أطفالها وتعتني بهم، كما حاول أن يعكس في لوحته «الطفل الأفريقي» المعاناة التي يشعر بها الإنسان عندما يواجه العنصرية والعبودية وجسد معاناة الشعب الفلسطيني في لوحة أهداها لياسر عرفات. ذلك هو الفنان التشكيلي الإماراتي ابراهيم العوضي الذي زارته الشرق الأوسط في مرسمه الخاص وجالت معه في رحلة مع اللوحات والأوان.
وفي بداية حديثه أكد العوضي على الاختلاف الهام بين الفن العربي والغربي في مجال الرسم التشكيلي.. الإحساس بالطبيعة شيء مهم وضروري في حياة الفنان والفن العربي بصفة عامة له لون وسمه معينة تعبر عن مدى الاهتمام بالحياة فيتعمق الفنان العربي في اللون الجبلي ولون البحر ويهتم بعمل تماثيل تمس الإنسان العربي.
ويؤكد العوضي أن الطبيعة قد تستميل الفنان إلى استخدام مجموعة لونية معينة دون غيرها «فالعلو عن المستوى الطبيعي لسطح الأرض وزيادة الكثافة الهوائية مع اتساع المكان وخلوه من آثار الكائنات الحية كانت كلها عناصر موحية بالنسبة لي كي اتجه إلى أسلوب يقترب من الرؤية التجريدية إلى حد ما في بعض الأعمال والتي تحيل المرئي إلى تناغمات لونية وخطية تشير إلى السمات المكانية ولكنها لا تصفها».
وحول سر العشق الذي يكنه العوضي للألوان الزيتية يوضح الأخير ان اللون الزيتي جذاب غني يمتاز بكثافة محببه إلى نفسه كما أن الألوان الزيتية ألوان مطواعة في يد الفنان أكثر من غيرها من أنواع الألوان الأخرى.. «الرسم بالألوان الزيتية أيسر من سواه في مطاوعته للرسام، فليس فيه الصعوبة التي يلاقيها الرسام في عمله بالألوان الأخرى».
وينفرد الرسم الزيتي بميزة بقاء اللوحة المنفذة به سنين كثيرة إذا أحسن اختيار السطح والألوان، وتحاشى الرسام الأخطاء أثناء عمله». كما أن العوضي هو الذي يخضع اللون لما يريد قوله من خلاله لوحته وليس العكس..«انا من يختار اللون، وهذا مرتبط بالاحساس العام خلال العمل وبذلك تخرج معي مجموعة من الالوان تندمج مع بعضها لتشكل اللوحة وتنتهي بمجموعة مركبة من الألوان، لكن تبقى هناك نقطة مركزية في العمل انطلق منها، وهي عبارة عن قاعدة لونية محددة يكون منها نوع من الاثارة والشفافية بما يسمح لي بالتوسع والانتشار على مساحة اللوحة كلها»، أما عن اَخر لوحاته ذكر العوضي أنه رسم ينوي تسليمها للسيد حسن برو سفير لبنان في دولة الإمارات هدية إلى الشعب اللبناني الصامد.
وأوضح العوضي أن للفطرة دور كبير في حياة الفنان وعلى الأسرة أن تقوم بتنمية موهبة الطفل في أي مجال منذ الصغر وأن تلاحظ ميوله «لا يجوز لنا أن نحدد مستقبل أبنائنا أو نخطط لهم من رؤيتنا ونتناسى ميولهم أو اهتماماتهم أو موهبتهم ونجبر الابن عندما يتخرج بتفوق فى الثانوية العامة على دخول كلية الطب مثلا وله رغبة في دخول كلية الفنون الجميلة لأنه قد يفشل في حياته حتى ولو حصل على بكالوريوس الطب فأيهما نختار طبيب فاشل أم فنان متميز وناجح .. بالنسبة لي فإن أولادي وبشكل خاص إبنتاي حصة ومريم ـ ثماني وعشر سنوات ـ يحملان في داخلهما بذرة فنان واعد ظهرت من الاَن في رسومهما، ولن اَلو جهدا في تنمية موهبتهما»..المصدر دبيالشرق الاوسط : ريم حنيني