بمشاركة رواد الشعر الشعبي في الإمارات والوطن العربي والذي ينظم من قبل دائرة الثقافة والإعلام ويشرف على فعالياته التي تستمر حتى الثامن من فبراير الحالي مركز الشارقة للشعر الشعبي .

وكان في استقبال سموه فور وصوله لموقع الفعالية كل من الشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم ومعالي علي بن سالم الكعبي وسعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام وعدد من أعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري لامارة الشارقة والاستاذ راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي وجمع غفير من الأدباء والإعلاميين ومتذوقي الشعر الشعبي.

بدأت اولى فقرات فعاليات المهرجان الذي قدمها الإعلامي محمد ماجد السويدي بكلمة لسعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام جاء فيها " موعد خر يجمعنا الليلة في رحاب عاصمة الثقافة العربية والإسلامية . موعد تتدلى منه عناقيد الثقافة والأدب.. يتعاقب مع مواسم القطاف المتواترة . بعد زرعٍ وسقيا توسمتا بالإخلاص من قبل من أراد للشارقة أن تكون حاضرة ثقافية عربية إسلامية تبوأت مرتبتها السامية بفضل من الله سبحانه وتعالى حتى أضحت إمارة نور واشعاع متخذة من موطنها الإمارات العربية المتحدة منطلقا لنشر ضيائها إلى محيط عربيٍ مرتكز على موروثه الحضاري لبناء مستقبل يتسم بالبشر والتفاؤل .. فأهلا بضيوف الإمارات في موعد جديد نستهله بالدورة العاشرة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي ينتظم اليوم بمشاركة 33 من الشعراء العرب الذين لبوا دعوة زملائهم شعراء الإمارات لإحياء أمسيات شعرية وليحتفوا بثلاث قامات من رواد الشعر الشعبي ممن تركوا بصماتهم الواضحة في هذا النوع من الأدب الجامع بين الجمال والتدوين والحكمة والذاكرة .

  وفيما تنطْلق الدورة الجديدة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي فإننا نتأسَّى دوماً بمنهج ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.. عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والحريص على متابعة ورعاية هذه التظاهرات الثقافية وتكريم المُبدعين المساهمين في إثراء الساحة الثقافية الأدبية بالعطاء الوفير.

إن الاهتمام بهذا النوع من الأدب ينطوي على تثمين لخصوصياته الثقافية المحلية المقرونة بالمسارات الثقافية الأدبية العامة والمنطلقة من معنى الزمان والمكان التاريخيين والإبحار في سماء الحكمة والاسترجاعات الدلالية لتراث الآباء والأجداد كما يشكل الشعر الشعبي رافدا لتعضيد الأدب وتحميل البيان والبديع سمات جمالية ترتقي بمكوني الأدب العربي.. 

فصيحه وشعبيه معا.. فيما يتماهى الشعر الشعبي مع الأدب الشفاهي الذي يمثل النبع الصافي لثقافة العرب التاريخية .. الحاضن الأوسع والأكبر للتدوين قولا ومقالا ومن هنا ندرك معنى العناية الاستثنائية التي توليها الشارقة للأدب الشعبي .. تلك العناية التي تتجسد في جهود صاحب السمو حاكم الشارقة وعنايته بالشعراء الشعبيين القادمين من أساس التاريخ الثقافي للمكان والزمان.



ينتظم مهرجان الشارقة للشعر الشعبي اليوم ليكمل العقد الفريد لمنظومة الفعاليات الثقافية الأدبية المشهودة في الشارقة وليكون الشعر الشعبي مساهما رئيسا في توليفة العطاء السخي للأدباء ولتمضي مسيرة الشعر ضمن متوالية النماء الصاعد.. والشاهد أن المهرجان سينتقل في هذه الدورة إلى مدن المنطقة الشرقية والوسطى في إمارة الشارقة لتكون الأصوات الشعرية المساهمة حاضرة في قلب المشهد وليتم التفاعل الحيوي مع عشاق هذا النمط من التراث ولتكتمل الصورة الزاهية في هذا البلد المعطاء .

تلك هي وعود الشارقة الثقافية ونحن على أعتاب عام متجدد للثقافتين العربية والاسلامية المترابطتين مع الثقافة الإماراتية التي يشكل الأدب الشعبي حاملا من حوامله الرفيعة " .

كما ألقى راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي كلمة بهذه المناسبة رحب في مستهلها بالحضور وضيوف إمارة الشارقة وقال " الشعر هبط في الشارقة لينشر الحب فوجد أن الشارقة هي التي تهدي الحب .. ويطيب لي والشارقة تتوج هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية أن أهنئ سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المناسبة التي تؤكد وتقدم الدليل على أن ما تقدمه الشارقة للعالمين العربي والإسلامي من اهتمام بالثقافة والمثقفين في مختلف المجالات لم يذهب أدراج الرياح وإنما جعل من الشارقة نقطة إشعاع وإبداع قل أن تجد له نظيرا في كثير من بلدان العالم " .

وأضاف " إن إعراس الشارقة لا تتوقف على مدار العام وهذا دليل آخر على أن إمارتنا الباسمة تسابق الزمن في فعلها الثقافي الجاد كل يوم لتصل إلى تلك المكانة المتألقة التي علينا أن نفتخر ونباهي بها العالم وأن نساهم فيها كل من موقعه ليدلي كل منا بدلوه في حقول الإبداع بتوجيه من سموكم المؤمن بالدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة عموما والشعر خصوصا في حياة الشعوب ".

ولفت شرار في كلمته إلى " أن مهرجان الشارقة للشعر الشعبي مظلة تجمع الشعراء من مختلف الانحاء وفضاء زاخرا من الفضاءات المفتوحة أمام كل تنهل من تراث ضارب في الاعماق فالقصيدة الشعبية ما تزال تلعب دورا اجتماعيا وتربويا وتاريخا مهما في حياة الناس والشعوب فأثرت وتأثرت وأثرت المشهد الإبداعي بالعديد من الروائع الخالدة إذ كانت دائما مصدرا تاريخيا موثوقا به وتعبيرا صادقا عن تطور الوعي الثقافي والحركة الأدبية في إماراتنا الحبيبة وفي العالم العربي برمته " .

وأكد شرار أن الشارقة تفتح أحضانها للشعراء وتتيح لهم فرصة التلاقي وتبادل وجهات النظر والخبرات وعرض نماذج متنوعة من الإبداع الشعبي وهي كما عودت كل روادها حاضنة إبداع وراعية مبدعين ومحفزة على الفعل الثقافي الجاد.

واختتم كلمته بقصيدة قال فيها: أنا في الشارقة أرض الأمان بلاد كل ما فيها جنان مثل ما تعتلي عرش الثقافة لها في محفل الإسلام شان بلاد المسلم القرم الفطين مشى بدستور رب مستعان وهبها كل عمره ما توانى وانا عندي على قولي ضمان نعم سلطان قيدوم النشامى ملك علم وملك سحر البيان أبو محمد هو الطود المنيع لعيات الزمن ما يوم لان أخذها الشارقة نحو الصداره وهي لي لايقه بذاك المكان جعلها الشارقة أرض المساجد لكل بيت بها وصل الأذان ومن ضمن الفقرات التي تخللت حفل افتتاح المهرجان عرض لفن العازي الذي يشتهر به أهل المناطق الجبلية في دولة الإمارات وقصيدة من أداء طلبة منطقة الشارقة التعليمية بعنوان (شارقة سلطان) وفيلم تسجيلي قصير حول سير حياة الشخصيات المكرمة من رواد الشعر الشعبي الإماراتي وعطائهم الأدبي والشعري.

بعدها دعي صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه سعادة عبد الله بن محمد العويس وراشد شرار لبدء مراسم تكريم رواد الشعر حيث تفضل سموه بتقديم شهادات التقدير والدروع التذكارية لكل من الشاعر حمد بن سوقات والشاعر كميدش بن نعمان والشاعرة سلامة الأحبابي (قمرة).

عقب ذلك تابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أولى أمسيات المهرجان والتي أحياها وأضاء ليلها بحروف الشعر الراقي والكلمة الجزلة الشاعر الإمارتي معالي علي بن سالم الكعبي صدح بالشارقة مدحا وفخرا وأنشد في حاكمها متغنيا بخصاله الكريمة وجوده ورجاحة عقله وسعة ثقافته كما تطرق خلال الأمسية لمختلف أغراض الشعر.

وفي ختام الحفل تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتقديم درع تذكارية لمعالي علي بن سالم الكعبي .

وكان سموه وقبل انطلاق فقرات المهرجان قد تجول في المعرض المصاحب للمهرجان والذي تضمن على عرض لسير رواد الشعر الشعبي المكرمون في الدورة الحالية ومجموعة من اصدارات مركز الشارقة للشعر الشعبي الأدبية والشعرية والبحثية إلى جانب معرض خاص بالملاحق الصحفية التي تعنى بالشعر الشعبي في الصحف المحلية الإماراتية.