|
عرار: الحجري 75%، والقحطاني 65% ينتقلان بالتصويت إلى مرحلة الـ28 ....والرمحي تنقذه بطاقة الذهب للجنة التحكيم عن الحلقة السادسة....في الحلقة الأولى من المرحلة الثانية ..مذكر الحارثي 48 درجة من لجنة التحكيم وأول المتأهلين إلى المرحلة الثالثة..اللجنة تطلب قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية بين 10 و15 بيتاً...أبيات علي بن شمسه السويدي معياراً للتنافس بين الشعراء هناك اجتمع الشعراء.. في مساء الشعر وقوافيه، وعلى شاطئ الراحة الذي تمكّن خلال مواسمه المتتالية من استقطاب أعداد كبيرة من عشاق البحور، وشموس المفردات، وبديع الصور. هناك أدلى كل شاعر بدلو شعره، فيما فنّد أعضاء لجنة التحكيم مواطن القوة والتميز والجمال والضعف في كل قصيدة من القصائد السبع التي ألقاها شعراء الحلقة الأولى من حلقات المرحلة الثانية في المسابقة الشعرية الجماهيرية التي حازت على اهتمام العامة والخاصة، واستحوذت على مساحات لا بأس بها في الصحافة بجميع أشكالها، وليلة أمس ومع آراء أعضاء لجنة التحكيم كل من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد لم يِهِن الشعراء ولم يتراجع أداؤهم خلال مجريات أحداث الحلقة، رغم الصراحة، والحدّة أيضاً، لكن أحياناً، فظلوا متماسكين حتى آخر حرف ورقم. ليلة أمس، وفي حلقة جديدة من حلقات الموسم السادس من "شاعر المليون" الذي تشرف على تنظيمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي؛ كان في الانتظار سبعة شعراء، تنافسوا على مدى ساعتين وما يزيد على الهواء مباشرة، وعبر قناة أبوظبي – الإمارات، وكان هدف كل واحد منهم الوصول إلى بر الأمان. لكن قبل انطلاق أحداث الحلقة الأولى من مرحلة الـ28 تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة الذين انضموا إلى عداد شعراء المرحلة التي بدأت ليلة أمس (الـ28 شاعراً)، وهم العماني سعيد الحجري الذي حصل على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 75%، إضافة إلى الإماراتي علي القحطاني/ الذي حصل على 65%، فيما ذهبت آخر بطاقات الذهب إلى المصري علاء الرمحي، لينضم هؤلاء إلى الشعراء الـ25 الذين تأهلوا خلال الحلقات الست الماضية، أما السعوديان أحمد صعفق الحربي وعطا الله ممدوح العنزي، والكويتي حمدان الديحاني الذين كانوا على قائمة الانتظار إلى جانب زملائهم فقد خرجوا عند أبواب تلك المرحلة، فغادروا مسرح شاطئ الراحة بعد فوزهم بإعجاب الجمهور ومحبته. عاش جمهور مسرح شاطئ الراحة ليل أمس لحظات فارقة بالنسبة للشعراء السبعة، أما محبي الشعر فقد شهدوا منافسة بين المتسابقين الذين مثلوا خمس دول عربية، وهم حمد البلوشي ومذكر الحارثي/ الإمارات، طلال بن عون/ سوريا، بدر بندر ومجلاد الفعم الرشيدي/ الكويت،أسامة السردي/ الأردن، كامل ناصر البطحري/ عُمان. وبينما كان مُقرراً أن يكون في الحلقة عساف التومي/ السعودية، إلا أن المنيّة التي وافت ابن شقيقه أدت إلى اعتذاره عن المشاركة، ليحل محله الحارثي الإماراتي الذي بادر للتطوّع بديلا في اللحظات الأخيرة وليكون كذلك أوّل المتأهلين للمرحلة الثالثة. معايير التنافس في حلقة الأسبوع الماضي كان الناقد سلطان العميمي قد أعلن عن معيارٍ واحد لمرحلة الـ28 من البرنامج، فالمطلوب من الشعراء قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، لا تقل أبياتها عن 10، ولا تزيد عن 15، أما المعيار الثاني الذي أعلن عنه ليلة أمس، وهو كتابة شعراء الحلقة 3 أبيات بذات معنى أبيات الشاعر الإماراتي علي عبدالله بن شمسه السويدي: سار الكتاب اولا لفي رد كنّه عدم قرطاس لحباب ما درى دخل في فكرته حد والا طرا له طاري لوهاب لو هو تعذّر عذره ايسد بادري إيلن الحظ ما صاب على أن يعيد المتنافسون صياغة تلك الأبيات على وزن آخر، وعلى قافيتين مختلفتين في الصدر والعجز، وعلى بحر مختلف، وذلك بعد انتهائهم من إلقاء قصائدهم الرئيسة، علما بأنه ليس المطلوب مجاراة الأبيات. حزن السردي قيمة مضافة مع (ثاير الأوجاع) قدم أسامة السردي قصيدته التي باح من خلال أبياتها بحزنه، وبما يعيش من مشاعر ذاتية كسيرة، ومفعمة بالأمل كذلك، وفي مطلع القصيدة قال: يا دمعة الحزن ليه الحزن با احداقي لو تصحبينه معك با غيّر النيّه وافرح مع الناس واحلق بافاقي لو عبرتي داخل الوجدان مقريّه لو كنت مأسور أو مكسور في ساقي وعكازة الصبر فيها سوس مبليّه ما يمنع اني اجرّ اخطاي برهاقي زحمة أماني ونار اصرار بي حيّه لولا الألم قيد في رجل الأمل باقي ما قيد الحلم دام اخطاي مدويّه وقفل نصه بأبيات تحمل روح التحدي وعنصر الأمل إذ قال: اجمّع الغيم من فكري على أرواقي وامطر من احساسي المكنون وسميّه يخضر نبت السعد لو جاه مرشاقي واعيش باقي العمر برياض محميّه حققت حلمي وانا متفائل وهاقي وصفحات جل الجروح اليوم مطويّه وعلقت عقد الفرح في جيد معلاقي يحمل شعور الرضا واشياء مرجيّه بادئ ذي بدء قال د. غسان الحسن إن المرحلة الثانية تعني أن نصف الذين دخلوا المرحلة الأولى وعددهم 48 أصبحوا خارج المسابقة، وهذا الأمر سيتكرر في المراحل القادمة، مشدداً على ضرورة أن ينتبه الشعراء خلال هذه المرحلة. وحول القصيدة التي ألقاها السردي أضاف د. غسان أن الشاعر خطا في قصيدته تلك نحو مستوى أعلى، إذ كانت قصيدته السابقة التي قدمها في المرحلة الأولى أقل شأناً، أما قصيدة أمس برأيه فكانت جميلة ومتماسكة، فيها نوع من الصراع بين الحزن والإحباط، وثمة مفردات تنمّ عن ذلك (مأسور، مكسور، قيد الحلم)، وكلها تحمل تعبيراً عما يحيط بالشاعر من سلبيات. وفي النص أيضاً مفردات دالّة على الأمل مثل (الأماني، متفائل وهاقي)، ومفردات دالّة على الصراع (برهاقي، اعماقي)، لتأتي بعد ذلك مرحلة الانفراج التي تبدو في عدة مفردات تدل على الطموح، فالنص – حسب د. غسان - يحمل نفَساً درامياً وصراعاً بين أمرين، وبعد وصول الشاعر إلى قمة الصراع جاءت الانفراجة في لحظة تنوير تنتهي بإيجابية، وفي ختام حديثه قال د. الحسن إن بناء النص جميل ومتقن، وفيه صور رائعة. سلطان العميمي بدأ من فكرةِ ذاتيةِ القصيدة، فبينما انكفأ الشاعر فيها على ذاته، غاب الآخر عنها، إلا في إشارة واحدة جاءت في البيت (وافرح مع الناس واحلق بافاقي/ لو عبرتي داخل الوجدان مقريّه) لكنها إشارة ضعيفة، وهذا ما جعل الشاعر يذهب إلى أنسنة الأشياء كما ورد في (جيد معلاقي)، وكان هذا هاماً لإيجاد الحياة في القصيدة التي تحمل نوعاً من الجمود، مشيراً إلى جمال المطلع الرائع، وإلى التصوير المميز، والسوادوية الواضحة. حمد السعيد من جهته أشاد بحضور أسامة الذي بدا أنه أفضل من حضوره في المرحلة السابقة، وبجمال النص كذلك رغم كمية الحزن الكبيرة الموجودة فيه، ومع ذلك الشطر الثاني من البيت الأول فيه إصرار على التفاؤل (يا دمعة الحزن ليه الحزن با احداقي/ لو تصحبينه معك با غيّر النيّه)، مشيراً أن النص على بحر الهجيني الطويل، أي البحر البسيط في الشعر الفصيح، وهو من البحور الجميلة حسب قوله، أما التسلسل والترابط في النص فقد كان واضحاً، علماً أن هناك قمعاً ذاتياً تمثل في (حيل مشقيّه)، كما فيه تحدٍّ للواقع ظهر في (دروب مخفية). اعتراف على "المنكوص" بدر بندر ألقى قصيدة موضوعها عاطفي، وهي بمثابة حديث عن النفس تركت وقعها في نفس الناقد حمد السعيد، والتي بدأ الشاعر مطلعها بعبارة (سها الليل) سها الليل عن موعد حضور النهار وطال وبدت للقلوب الحزّه اللي تغيّرها ندوّر على أنفسنا من الحل للترحال ونتعب من أنفسنا وحنّا ندوّرها وأنا تايهٍ بين المقادير والآمال أخاف المسافات الطويلة وأسافرها وحيد ووجيه الناس واجد ووجهي ذال من الناس واللي تحمله في سرايرها ومما أضافه في أبيات النص: تلاشت عن الميعاد والشوق والمرسال وأنا كنت ذاكر بس عاجز لا أذكرها كثير الكلام اللي لها من لسان الحال له سنين حابس نفسه بصوت شاعرها ثم ختم نصه بالأبيات: حكايه طويله كل ليله تجوب البال يفرّحني أوّلها ويؤسفني آخرها بكتها المدامع قبل توقف على الاطلال ورثتها القصايد قبل تصعد منابرها على كثر ما فاض الورق والقصيد انهال على كثر ما نفسي تشحّ بمشاعرها ولا كل كلمه ف الضمير الصحيح اتقال اصحاح الظماير مشكلتها ظمايرها الموضوع ذاتي بشكل كبير جداً كما قال سلطان العميمي، وتدور القصيدة في فلك المشاعر الخاصة بالغربة والكربة والضياع والخوف والبعد، وكأنها لحظات اعتراف، مشيراً العميمي إلى أن القصيدة ليست منبرية بطريقة العرض والحضور، وهي ذات بناء محكم، إذ ليس فيها تفكك أو فجوات، وقد كتب بدر الصور الفنية في قصيدته بخبرة شاعر، أما البيت (جفّت الأرض واختارت لها ف السما منزال/ رمتني بماضيها وطارت بحاضرها) ففيه إبداع وجمال يطول الحديث عنهما. حمد السعيد أكد أن بدر بندر هو سمو الشعر، كما أنه شاعر الحضورين، أي الحضور الشخصي والحضور على الكرسي، وقد وجد السعيد في كل بيت جمال، بدءاً من أبيات المقدمة، وأشار كذلك إلى أن المجتمع بحاجة إلى الطرح الذي قدمه الشاعر، والذي ينبذ الفتن وغوغاء الفتاوى، والنص كما قال السعيد على وزن "نجم الطواريق" أي المنكوص، وبينما أسعده البيت الذي قال فيه الشاعر (حكايه طويله كل ليله تجوب البال/ يفرّحني أوّلها ويؤسفني آخرها)، فإن أكثر ما أسف عليه السعيد أن قصيدة بدر انتهت، ذلك أن ما جاد به بدر من الشعر أمتع السعيد الذي قال إن ختام القصيدة جاء ناضجاً، وهو ما تجلى في البيت (ولا كل كلمه ف الضمير الصحيح اتقال/ اصحاح الظماير مشكلتها ظمايرها). في النص نوع من الفلسفة الإنسانية والوجود.. هذا ما وجده د. غسان الحسن، والبيت الذي قال فيه الشاعر (وأنا تايهٍ بين المقادير والآمال/ أخاف المسافات الطويلة وأسافرها) يذهب إلى ذلك، فالأقدار إجبارية لا مفر منها، في حين أن الآمال ذاتية وتتوقف على الاختيار الشخصي، كما أن الصراع والتيه بين مفهومي المسيّر والمخيّر قد أكثر الفلاسفة من البحث فيهما. ولما ذهب الشاعر إلى البيت (خذا الله روح استئصلت مني استئصال/ رساله وحمّلها المنايا تطيّرها) فقد أوجد لحكاية الموت فلسفة أخرى، بالإضافة إلى البيت (جفّت الأرض واختارت لها ف السما منزال/ رمتني بماضيها وطارت بحاضرها)، وفيه أشار الشاعر أن الموت تغيير بين الزمان والمكان، ومن الأرض إلى السماء، وبين الماضي والحاضر، والقصيدة بشكل عام - كما أضاف د. غسان - تناوبت على عدة أفكار، ومنها (زاول، زمان، زال) وعلى حرف الزاي، فكان ذلك جميل جداً. رسالة على بحر الرجز حمد البلوشي الذي حلمه أن يكون مبدعاً ومتفوقاً اختار نصاً موضوعه اجتماعي بعنوان (أكرمكم أتقاكم) ومما جاء في أبيات مقدمته: طارقن باب فكري عزيز المقام واعرفه لّي نخيته تعزوى وقام فزّ فزّة شميمي بلا سين جيم سل سيف الغمامه بيوم الزحام شق درب المعالي وعن الحروف يوم ركب القوافي تحث المشام اعتلينا ع رجم حضنه السحاب وابتدينا السوالف كضرب السهام وأضاف في المتن: وفاض غيض التباغض من صدور قوم واحيوا النعره الميته كم عام وكلهم في سجل انسجته الحروف نوح ابيهم بني ما بنى للسلام ليتهم للأمر يا عمر مدركين يفقهون الفوارق بقوم الامام كلكم لآدم وآدم من تراب دمت يالفعل حي وترم العظام الاسم ما براس مال الرجال كل حاتم سخي كل عنتر همام وقفل قصيدته تلك بالأبيات الثلاث: نشّ من غفلتك سهو داء القلوب ما تصحي الضماير عقولن نيام سوق للطيب طيرك وهذ العزوم واطلب العز لو كان فوق الغمام دام ربي خلقنا وحن له عبيد اكرم الناس اهل التقى يا كرام حمد السعيد أكد أن الشاعر فريد، دخل مدخلاً ذكياً، والنص واضح الموضوع والرسالة، وهو ينهى عن التفرقة والنعرات القبيلة والطبقية وهو ما يتمثل في البيت (دام ربي خلقنا وحن له عبيد/ أكرم الناس اهل التقى يا كرام)، أما طرق النص فقد كان مميزاً. أما د. غسان الحسن أشاد بجمال ما ألقاه الشاعر، كما أشار إلى أن الشاعر استخدم وزن الرجز في النبطي، أي البحر المتدارك في الفصيح، وهو وزن راقص لمن يعرفه وينسج عليه قصيدة جميلة كقصيدة البلوشي، مشيراً إلى أن في النص رموزاً وطنية كالتي جاءت في البيت (فزّ فزّة شميمي بلا سين جيم/ سل سيف الغمامه بيوم الزحام)، حيث (سيف الغمامة) هو سيف زايد الأول الذي يقال إنه قطع ظهر بعير، ومن الجميل أن يأتي الشاعر بذاك الرمز للتذكير بالاسم الذي كان له شأن في الماضي، وفي البيت (ضاع بين الشقوق التفاف العروق/ وافتخر ولد حام على ولد سام) قلب الشاعر الآية، حيث من المفترض أنّ ولد سام هو الذي افتخر على ولد حام، أما الجميل في النص فهو توظيف اللقطات الدينية من الأحاديث والآية القرآنية التي تجعل المقياس الوحيد بين البشر هو التقوى وليس المال أو المنصب. سلطان العميمي من ناحيته قال إن في النص جماليات كثيرة، والتصوير الشعري في الأبيات الأربعة الأولى فيها حركة وضجيج، كما في النص أيضاً سجع أعطاه زخماً، وقد اتكأ الشاعر على ثقافة متعددة المشارب دينية وتاريخية، أما فكرة النص فهي هامة وتحمل وعياً كبيراً، في حين يشير البيت (الاسم ما براس مال الرجال/ كل حاتم سخي كل عنتر همام) إلى عمق كبير. طلال يفتح سؤال الحنين الحنين كان موضوع قصيدة طلال بن عون التي انتُقد فيها على طريقة الإلقاء، ومع ذلك ظل مبتسماً بشوشاً لأن ملامح وجهه كما قالت د. نادياً بوهنّاد هكذا، أما قصيدته فهي جميلة المعنى والسبك، حيث قال في أبياتها الأولى: بدا ليل الحنين ومروا الغياب على بالي وحزني شرّع أبوابه وأنا الراحل غريب بلا أهل واقراب وحيد بالمساري متعب ركابه يدوّر بالمنافي عن وطن وتراب معه باقي غلا واشواقه صدق في وقت فيه الصادق الكذاب ونّوت بالورق صدقه وغنابه فيما قفل قصيدته الأبيات التي قال فيها: تمر الذكريات ف باله المرتاب ويتمنى تجيب إن مرت احبابه يطيّر حروفه للحنين اسراب ويزرع بالورق وصله لغيابه تمادى بالصبر با فرحه اللي غاب وضاق ابه الفضا ما ضاقت ثيابه يحن لخبز امه مشبّه الاغراب ويسولف للصحاري كذبة الغابه د. غسان الحسن كان أول المتحدثين في لجنة التحكيم، فقال إن قصيدة موقف حزين، ولكن طلال ألقاها وكأنها منبرية، ولم يراعِ موضوعها، فكان تفاعله زائداً، ومع ذلك فإن القصيدة تعتبر نقلة نحو الأمام، وهي التي تحدثت عن الحنين والوحدة والاغتراب والغياب والألم، في حين أن الجماليات التي وردت في القصيدة أوضحت ما قبل ذلك الحزن، وفتحت لنا السؤال عما بعده، فكان الشاعر موفّقاً فيها، وأغنى نصه بالتالي عن السؤال ماذا من قبل، وماذا بعده. ثم أشار د. غسان إلى البيت الأخير (يحن لخبز امه مشبّه الاغراب/ ويسولف للصحاري كذبة الغابه) باعتباره بيت رائع الجمال، وينعكس على الحالة الإنسانية. وفي النص تميز وإظهار للموهبة الحقيقة - كما قال سلطان العميمي -، فالحزن فيه غير مغلف بالسوادية ودليل ذلك البيت (تساقط من غصن عمره كثير اصحاب/ مثل دمع تساقط من ورا اهدابه)، وكذلك الأمر بالنسبة للبيت (يحن لخبز امه مشبّه الاغراب/ ويسولف للصحاري كذبة الغابه). حمد السعيد وجد أن الشاعر كتب إحساسه في البيت الثاني، وترجم فيه معاناته، وهو الغريب بين أهله، الرحال، المسافر، وفي سياق عرض رأيه أشار السعيد أن كل بيت هو قصيدة، ويدل على عِظم المشاعر والإحساس العميق. حكاية ساري نضج وذكاء مع (حكاية ساري) كان الجمهور مع كامل البطحري الذي أبدع صورة وإلقاء للأبيات التي بدأها من: ساري بوادِ يفك أبواب للتايهين قمراه مدّ الظلام كفوفه وخمّها سهيل وادع وجدامي صخت سمرتين وطيت وحده والاخرى من يمّها سمعت ناقه خلوج تجر صوت الحينين ذبحوا ولدها وقبله فاقده أمها جرّيت صوتي بونّة كلنا فاقدين والريح تعزف ربابة همي وهمها وأبدع مضيفاً: حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها بنت بريئه بلحظة تعقج الحاجبين تتناثر من الزعل بكلمه آلمها ثم أنهى نصه بالأبيات: شفتك وأيقنت أن الدمع للميتين ونفسي بغمّك لقت متنفّس لغمّها وأنا وجرحي لجرحك كلنا شاكرين هذا ضيا الشمس طال الظلكة وخمّها بنشر لدرب الشويميه وهالسمرتين بتبسّم لشوكها وآمر من يمّها سلطان العميمي بدأ من حضور كامل الجميل، ثم عرّج على إلقائه المميز الذي يتلاءم والقصيدة التي لا تقل نضجاً عن القصيدة التي قدمها الشاعر في المرحلة الأولى، مضيفاً أن التماسك في (حكاية ساري) كان متميزاً، فعدم وجود حشو فيها والتصوير الشعري الدرامي الذي لم يخفف من الشاعرية مسألتان جعلتا القصيدة قوية، وهي التي حملت التقاطات رائعة للشاعر، من بينها البيت الذي قال فيه (جرّيت صوتي بونّة كلنا فاقدين/ والريح تعزف ربابة همي وهمها)، والبيت الذي قال فيه الشاعر (تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين/ ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها)، وأخير الإشارة إلى الغمازة التي ورد في البيت (في خدها عين تتخبى عن الناظرين/ تطلع مع الابتسامة تنظر لفمها). حمد السعيد وصف كامل البحطري بأنه مبدع كعادته، حيث التصوير جميل في العديد من الأبيات، ومن بينها (حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين/ والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها)، والبيت (تحارب لحافها لا حسّت بحرّ لين/ ترميه تحت وتنام ويرجع يضمّها)، فهو يُظهر تجديداً وابتكاراً في الصورة الشعرية التي تنم عن ذكاء يمتلكه الشاعر، فلم يسبقه إليها أحد، منوهاً في سياق حديثه إلى عدة أمور، أولها أن المتلقي يريد الجديد، وثانيها مفردة (لهين) التي تعني إلى أين، وثالثها (خلوج) أي الناقة الميت ابنها والتي كانت بمثابة ملهمة للشاعر الذي ألقى نصاً جميلاً. د. غسان الحسن وصف كامل البطحري أنه شاعر مُجيد فيما سبق وقدمه، وفيما قدمه أمس، والنص علاوة على الجمال الشعري الموجود فيه فقد حبكه الشاعر بنسيج شعري لطيف، أخفى داخله عواطف ومشاعر ومواقف اجتماعية، كما في البيت (شفتك وأيقنت أن الدمع للميتين/ ونفسي بغمّك لقت متنفّس لغمّها) وهذا الموقف لا يعرفه إلا من مرّ به، فهو دقيق التصوير للمشاعر، فيما جمال الإخفاء والبوح يظهر في البيت (حبيبتي تهدي الانفاس للأكسجين/ والثوب كسّر زجاجة عطره وشمّها)، وهو مترابط جميل، ورغم أن النص مكون من مستويين، إلى أن المفاتيح معلّقة لمن يريد الولوج إليها. مجلاد الفعم الرشيدي ألقى ليلة أمس على خشبة مسرح شاطئ الراحة قصيدة (سبع الإمارات) التي لم يكن موفّقاً فيها حسب آراء أعضاء لجنة التحكيم، والتي جاء في مطلعها: وقف فوق ذلع ومد شوفه على ما بان ورسم مجد الآمة لا يرسم امجاه صوّت على راشد وراشد وسيع بطان خوي الدروب ومحزم الشيخ وسناده تلاقوا على شيمة عرب واخوان وصارت لهم سبع الإمارات سجّاده هنا سطر التاريخ يا زايد نهيان على العز شعب وأرض وصروح وقياده وهنا تثمر الاوطان حرية الانسان وهنا ينبني مستقبل لطفل بمهاده مضيفاً: يعاني من الحرمان ومعاند النسيان ويكره شعور الضعف والناس نقّاده بعد طول صبر وضيق بال وسنين احزان حوته القلوب اللي تبشره باعياده على شاطي الراحة كتبت للوفا عنوان ورمى وردتين الوجد في يوم ميلاده ليختم بالبيت: ترفرف طيوره في سماها بلا جنحان مثل ما تروفرف بالعلا راية بلاده حمد السعيد أشار إلى الذكاء الموجود في مدخل القصيدة (وهنا تثمر الاوطان حرية الانسان/ وهنا ينبني مستقبل لطفل بمهاده)، وإلى العديد من المفردات التي تدل على ثراء النص، والذي لم يجد فيه د. غسان الحسن ما يدل على عنوانه (الإمارات السبع)، ففيه حشو لا قيمة له في الشعر، وقد انقسم النص بين النفس وبين الموضوع، معتقداً أن التكلف كان هو الأوضح فيه. أما ما لفت إليه سلطان العميمي أن المقدمة جاءت جميلة، لكن المشاعر في النص تفوقت على الشعر رغم أن الأبيات تحمل تصويراً شعرياً جميلاً، مثلما البيت (ترفرف طيوره في سماها بلا جنحان/ مثل ما تروفرف بالعلا راية بلاده)، وكان يتمنى العميمي لو أن الشاعر أكثر من ذلك، غير أن مجلاد وقع في النمطية حين عطف الكلمات كثيراً بحرف الواو. مذكر الحارثي كان آخر من تقدم من شعراء ليلة أمس وألقى نصاً نقله إلى المرحلة الثالثة من شاعر المليون، على الرغم من أن النص كتبه حديثاً، أي بعد موافقته على طلب لجنة التحكيم انضمامه إلى البرنامج في ظل غياب التومي لأسباب طارئة، ومن مطلع نصه: تغنينا القصايد والفرايد للعلا ناظور عيونه شافت المجد بسماي يفل جنحنه لمحته والخيال طيور تعشق صفقة الجمهور اجنحها فكر وتغرق الكايد بدمآنه حضرت أفرش مسامعكم زهر لابداعي المحكور وقبل أدعي الهواجس جاتني الأبيات طربانه أبا أنحت من حروف الشعر في قلب الزمان سطور وابا انثر صوتي المفعم شعر لين اشبع آذانه أبا أغدق ذوقكم من غيمة احساسي نغم وحضور ثمر شعري تدلى صفقوا ويودع اغصانه وقال أيضاً: انا ابن الجيل وان شكيت أوضاعنا معذور كبرنا صغار واللي مثلنا في قيد خذلانه بداخلنا الم لو هي ملامحنآ فرح وسرور وانا صوت الجموع اللي من الأحداث حيرانه تعبت من الفتاوي والدروب اللي جفاها النور وتاهت خطوتي وين الصحيح؟ وكيف برهانه ! ابا اتبع من وأخلي من وميدان إل دعاه يفور ورفوف عقولهم من وفرة التبرير مليآنه وأنهى نصه بالأبيات التي قال فيها: تعالوا نبني قصور الولا والحب دون قصور ترى ما للولد غير البلد لا جارت أزمانه ولانا هامته فوق السحاب وله بالأرض جذور وغلانا للوطن ما مثله الا حب شيخانه النص تفاعلي وجد هوى في نفوس السامعين مثلما أشاد د. غسان الحسن، ربما لأنه يلامس الواقع، وقد انقسم النص إلى عدة أقسام، أولها تجلى في الأبيات الستة الأولى التي كانت بمثابة اعتزاز بالشاعرية، ثم الذهاب إلى تشخيص الواقع والفتاوى، وقد أحسن الشاعر في تجسير الفجوة التي وقع فيها، والجميل في النص أن الشاعر لما وصل إلى (تعبت من الفتاوي والدروب اللي جفاها النور/ وتاهت خطوتي وين الصحيح؟ وكيف برهانه ) أظهر عدة استفهامات عبرت عن التيه لكثرة القضايا التي تطرح على الشاعر. سلطان العميمي قال إن القصيدة منبرية حماسية جميلة، تدل على تجربة جميلة في المسابقة، ورغم أن موضوعها لا يختلف عن سابقه الذي قدمه الشاعر في المرحلة الأولى، إلا أنه متنوع في الصور، ومفرداته كثيرة تدل على سعة قاموس الشاعر، وبينما البيت الأول فيه إشارة للسماء، فإن في الختام إشارة للسحاب، أما المقدمة المكونة من ستة أبيات فكان من الممكن اختصارها من دون أن يتأثر النص. أول ما لفت إليه حمد السعيد هو تمكن مِذْكر من كتابة الشعر والجمال الذي تمثّل في البيت (تغنينا القصايد والفرايد للعلا ناظور/ عيونه شافت المجد بسماي يفل جنحانه)، ثم أشار إلى المخزون اللغوي الذي يمتلكه الشاعر الذي هيأ المتلقي في القصيدة، ووضع الحلول فيها من خلال البيت (ولانا هامته فوق السحاب وله بالأرض جذور/ وغلانا للوطن ما مثله الا حب شيخانه). ختام مدهش مع انتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم خضعوا للاختبار الثاني في الحلقة، والذي تمثل في كتابة ثلاثة أبيات بترتيب مختلف لأبيات علي عبدالله بن شمسه السويدي، مع الحرص على تغيير القافية في الصدر والعجز، واستخدام بحر آخر، وقد قال د. غسان الحسن فيما كتبوا إن الشعراء أبدعوا، فطروحاتهم فيها جمال وكثير من الإبداع، لكن منهم من نسي استبدال الوزن، وهو ما أشار إليه سلطان العميمي، منتقداً أن بعض الشعراء جاروا الأبيات وهذا لم يكن مطلوباً، في حين قال حمد السعيد إن الشعراء كانوا مبدعين، وثمة فروقات فردية بينهم. واختتمت الحلقة بإعلان درجات كل من جمهور الانترنت والمسرح ومن ثم لجنة التحكيم، وحسب النتائج فقد حصل مذكر الحارثي على 50% من التصويت عبر الويب، و47% بالنسبة لتصويت المسرح، أما اللجنة فقد أعطته 48 درجة، وهي أعلى الدرجات التي أهلته للانتقال إلى المرحلة الثالثة، فكانت المفاجأة والدهشة، فالشاعر الذي انضم على عُجالة إلى الحلقة الأولى من المرحلة الثانية، استطاع أن يكسب الرهان، والدرجات ويكون أول المتأهلين للمرحلة الثالثة. أما باقي المتسابقين في هذه الحلقة فقد حصلوا على الدرجات التالية حمد البلوشي / الإمارات 47 درجة، طلال بن عون/ سوريا 45 درجة، بدر بندر/ الكويت 47 درجة، ومجلاد الفعم الرشيدي/ الكويت 43 درجة،أسامة السردي/ الأردن 44 درجة، كامل ناصر البطحري/ عُمان 47 درجة. هكذا اختتمت حلقة ليلة أمس من المسابقة التي يعدّها في موسمها السادس الإعلامي والشاعر عارف عمر، ويقدمها الإعلاميان حسين العامري وشيما نجمة شاطئ الراحة هذا العام، وتعرضها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات، ثم قناة بينونة مسجلة، وتبثها أيضاً أبوظبي إف. إم. وكان تقريراً عن مدينة مصدر قد عرض خلال الحلقة يعرّف بها، وبمستقبل الطاقة في أبوظبي، ثم أطل من استوديو البرنامج الإعلامي عارف عمر ود. ناديا بوهنّاد حيث استعرضا أداء الشعراء السبعة في الحلقات السابقة، وأثر تأهيل اللجنة وتصويت الجمهور على أدائهم وعلى حضورهم على المسرح، مشيرة د. بوهنّاد إلى أن الشعراء يظهرون أفضل ما لديهم، رغم أن شخصياتهم على خشبة المسرح مختلفة إلى حد ما عما جاء في الاختبار الأول، وكان بعضهم رائعا في حلقة الأمس، وبعضهم جيدا، وكان إلقاؤهم فيه من الروعة ما أثار إعجاب د. ناديا، وكذلك حضورهم. والجدير بالذكر أن هذا الموسم يتكون من 5 مراحل، أولها مرحلة الـ48 الأولى، وفي كل حلقة من حلقاتها التي امتدت على مدى (6 حلقات) شارك 8 شعراء، وقد راعت لجنة التحكيم في ذلك تنويع الجنسيات، وكذلك تنويع التجارب والمدارس الشعرية، وفي تلك المرحلة تنافس 15 شاعراً من السعودية، 9 شعراء من الكويت، 4 شعراء من الإمارات، 5 شعراء من سلطنة عُمان، 4 شعراء من الأردن، شاعران من البحرين، شاعران من سوريا، شاعران من العراق، شاعران من اليمن، وشاعر واحد من قطر، وآخر من مصر، وثالث من السودان. وخلال مرحلة الـ28 سيتنافس الشعراء على مدى 4 حلقات، ليتأهل منهم 12 شاعراً إلى المرحلة الثالثة، بحيث سيتأهل خلال المرحلة شاعر واحد بقرار لجنة التحكيم، وشاعران بتصويت الجمهور، والمتأهلون الـ12 سيتنافسون على مدى 3 حلقات، ليتأهل منهم 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، ومن هؤلاء ينتقل 5 شعراء إلى الحلقة النهائية التي يتم اختيار الفائز الأول فيها من تقييم اللجنة التي يصل إلى 60%، وتصويت الجمهور البالغ 40%، ليحمل الفائز لقب "شاعر المليون" للموسم السادس، ويرفع بيرق الشعر. أما الشعراء الـ12 الذين فاز وا بقرار لجنة التحكيم من المرحلة الأولى فهم: من السعودية عساف التومي (49 درجة)، علي القرني (46 درجة)، مستور الذويبي (49 درجة)، ومن الإمارات مذكر الحارثي (48 درجة)، سيف سالم المنصوري (50 درجة)، ومن الكويت عبد الله الحيلان (49 درجة)، بدر بندر العتيبي (49 درجة)، ومن العراق هلال الشمري (48 درجة)، فلاح البدري (49 درجة)، من سوريا حامد الكوكو (48 درجة)، من اليمن محمد قاسم الحجاجي (49 درجة)، وأخيراً من عمان حمود اليحيائي (48 درجة). فيما تأهل 12 شاعراً بتصويت الجمهور، وهم: سعيد الحجري/ عُمان 75%، كامل البطحري/ عمان 74%، محمد جخير العرجاني/ البحرين 71%، حمد البلوشي/ الإمارات 69%، بخيت علي البريدي المري/ قطر 65%، علي القحطاني/ الإمارات 65%، عبدالله محمد السرحاني/ الأردن 62%، عبدالله العنزي/ الكويت 61%، مجلاد الفعم/ الكويت 60%، طلال بن عون/ سوريا 58%، أسامة محمد السردي الزواهي/ الأردن 57%، علي الغنبوصي التمامي التميمي/ سلطنة عمان 52%. وقد ذهبت بطاقات العبور الذهبية إلى كل من الكويتي أحمد المجاحمة، والسعوديان وديع الأحمدي وعبدالله مدعج المطيري، والمصري علاء الرمحي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 01-04-2014 05:09 صباحا
الزوار: 4226 التعليقات: 0
|