عرار- وكالات :على الرغم من استحسان الكثيرين لخطوة وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في تنظيمها لسلسة من اللقاءات مع مختلف الفاعلين في قطاع الثقافة من أجل تشخيص المشاكل التي يعرفها القطاع الثقافة، وتلقي "اقتراحات حلول"، إلا أن هناك من وقف عند نقطة أسلوب الدعوة الذي حددتها لعبيدي من خلال ملأ استمارة عبر الانترنت، ما اعتبروه "اهانة" في حقهم ليطالبوا برسمية الدعوة وبالأسماء، فيما اعتبر آخرون أنه من الضروري تجاوز مثل هذه الشكليات والمساهمة في إيجاد حلول جادة.

كانت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي قد بادرت قبل أيام إلى الدعوة لتنظيم سلسلة من اللقاءات مع أدباء وفنانين تشكيليين وسينمائيين ومسرحيين خاصة، لوضع إستراتيجية فعالة لترقية الثقافة الجزائرية بمختلف مشاربها، وقد أرفقت ذلك باستمارة تسجيل بهذه اللقاءات للراغبين في ذلك من أهل القطاع التي يمكن تحميلها عبر الموقع الالكتروني للوزارة وهي النقطة التي وقف عندها البعض فيما قلل من أهميتها آخرون.
الشاعر بوزيد حرزالله.. "لو كانت الوزيرة جادة لما أوكلت المهمة للانترنت"
وجد الشاعر بوزيد حرزالله انه لو كانت وزيرة الثقافة جادة في الالتقاء بالمثقفين والكتّاب والفنانين، لما أوكلت الأمر للإنترنت، مضيفا أنه كان يجدر بالوزيرة تكليف مصالحها الإدارية الاتصال المباشر بالمعنيين، وهو الإجراء الذي يرى فيه احتراما للمثقف وهذا على الأقل ما تعلق حسبه، بالأسماء الثقافية والفنية الكبيرة على غرار أبو القاسم خمار أو الطاهر بن عيشة أو بوجدرة أو راشدي وغيرهم كثيرون.
وعليه اعتبر حرزالله في تصريح نشره على موقعه على الفايس بوك، أن الوزيرة ضيّعت أول فرصة لها مع أهل القطاع، كما لفت إلى إشكالية أخرى تتعلق بالمثقفين والفنانين في الولايات الأخرى، معلقا على الأمر بالقول "أما آن لهذه الوزارة أن تنظر إلى ما هو أبعد من العاصمة ؟"، مضيفا "أليس في الجزائر العميقة مثقفون ومبدعون..إنها لقاءات شبيهة تماما بلقاءات مشاورات تعديل الدستور.. مع فارق هو أن السيد أحمد اويحي لم يهمل الشخصيات الوطنية".
الشاعر الطيب صالح طهوري .."أسلوب الدعوة مرفوض ومهين"
من جهته، أكد الكاتب والشاعر الطيب صالح طهوري أن شكل أو أسلوب الدعوة غير مقبول بالمرة، وقال:"أشعر بأن فيه نوعا من الإهانة للمثقف الجزائري عموما..خاصة وهي دعوة وُجهت عبر الانترنت فقط، بحيث أن معظم المثقفين والمثقفات لم يسمعوا بها إلّا من خلال بعض أصدقائهم".
وأضاف أنه شخصيا، قرأ عن هذه المشاورات كما قرأها الكثيرون على بعض المواقع الالكترونية، إلا أنه وجد أن الوزيرة تجاهلت بعض التفاصيل منها أحقية كافة مثقفي الولايات في المشاركة في هذه المشاورات، إلا أن ذلك من الصعب تحقيقه وبالتالي فهي تعني من يقطنون بالعاصمة فقط.
ليرى طهوري أن الحل في عقد جلسات جهوية على يد مدراء الثقافة في مختلف الولايات يحضرها كل الفاعلين الثقافيين ، دون أي تمييز أو إقصاء.
عبد القادر بن دعماش...فرصة لجمع شمل الفاعلين في القطاع
بالمقابل، رحب الباحث في التراث الشعبي عبد القادر بن دعماش بقرار وزيرة الثقافة الذي يرى أنه من شأنه جمع شمل المختصين والفاعلين في الساحة الثقافية وإعادة ترتيب بيت المثقفين والفنانين الجزائريين.
وأضاف بن دعماش أن هذه الفكرة جاءت في الوقت المناسب لأن القطاع كان بحاجة حسبه، إلى تقديم حوصلة لكل ما أنجز خلال السنوات الماضية، معربا في ذلك عن سعادته وتفاؤله بمبادرة وزيرة الثقافة وآملا في أن تتوج الجلسات بتوصيات عملية تترجم في قرارات تحسن وترقي العمل الإبداعي في الجزائر.
ومن أهم المطالب التي يسعى إلى تحقيقها من خلال هذه المشاورات هي الحرص على توفير المناخ الملائم للمبدعين لتمكينهم من تفجير طاقاتهم.
التشكيلي محمد بوكرش: هي دعوة مفتوحة للعام والخاص
من جهته، يعتقد الفنان التشكيلي محمد بوكرش صعوبة هذه المهمة كما استبعد إمكانية نجاح مساعيها، ليعلق على مطالب الاتصال بالوزيرة بالقول :" من تجربتي المتواضعة أن وزارة الثقافة ليس بحوزتها قائمة مبدعينا ولا هواتفهم وعناوينهم ولا هي من همومها"، مضيفا أنه لا يستغرب لجوء السيدة الوزيرة للتعميم بهذه الدعوة المفتوحة بالتسجيل، لمن يهمه الأمر دون شروط، وبالتالي فهي مفتوحة حسبه للعام والخاص وليست حكرا على المبدعين.
وعلى الرغم مما سبق فهو يعتقد أنه في ظل في غياب وزارة فإن الوزيرة تمنت نفخ الروح من جديد بنفسها في الهيكل متجاوزة موظفيها لحسر المشاكل التي تسببوا في وجودها وعصفت بالمؤسسة ومن تبعها.
وعلى هذا الأمل، يؤكد الفنان أنه راسل الوزارة عبر الموقع المخصص وكان ردها سريعا حسبه، إلا أن الرد كان أن اللقاء بالمهتمين بالفنون التشكيلية والبصريات أجل الى أجل غير مسمى بسبب وفاة رئيس جمعية الفنون الثقافية المرحوم عروسي عبد الحميد.
سمير تومي..لا يجب الوقوف عند هذه الشكليات
المطرب العاصمي سمير تومي، وان كان قد أكد انه لم يسمع بأمر هذه المشاورات من قبل، إلا أنه اعتبرها خطوة ايجابية في الوقت الحالي، خاصة وأنها ستتيح الفرصة أمام كافة الفاعلين في المجال الثقافي والفني التطرق إلى المشاكل التي مازالت تواجههم ومنذ عقود، وإلى الآن لم تجد لها حلا على الرغم من الوعود الكثيرة التي تلقوها.
ويضيف تومي أن مسعى وزيرة الثقافة في الاقتراب من أهل القطاع والاستماع إلى انشغالاتهم يعفيها مسؤولية الوقوف عند أسلوب الدعوة، وهذا قناعة منه أن الهدف أسمى من ذلك في سبيل التحسين من الوضع العام الذي يتخبط فيه المبدع الجزائري، وبالتالي فهو يدعو الى تثمين هذه الخطوة وتجاوز رسمية الدعوة من عدمها.