|
عرار: عندما كنت في لبنان كانت بداية الكتابة الشعرية و في فرنسا بدأت نسيان القصيدة و اللغة العربية و بالمغرب كان الانبعاث الشعري من جديد كان الشعراء هم جماعة المداحين والآن صاروا طلاب مديح وثناء وعلى الصفحات التي تنتمي الى تياراتهم الفكرية أو العقائدية وكالة أنباء عرار/ المغرب / حليمة الإسماعيلي كما يحب أن يتخيّل نفسه، أو ربما كما يحبّ أن يكون عليه حاله. يودّع عاماً، ويستقبلآخر. يدوّن قصيدة، ويمحو أخري، وبين التدوين والمحو يطلقُ سراحَ حياته . بين لبنان و فرنسا و المغرب يحصي الزهرات التي تفتّحت فيغيابه، والأوراق التي تساقطت علي شرفة منزله. يحصي قصائده التي كُتبت أثناء هبةريح؛ والغيوم التي عبرت، تاركةً لؤلؤها يلمع في سماء استعاراته، يلهوبأسرار القصيدة تارة ، و يصف العلاج لمرضاه بالصيدلية تارة مفككاً لغز الداء و الدواء الظل والضوء، الإقامة والرحيل،مُرجِعاً كلّ شيء إلي جواهره الأولي، إلي الطبيعة البكرهنا، في هذا الحوار مع ، نري الشاعريبوح ببعض أسراره، ويتكتّم علي بعضها الآخر، متوارياً خلف الكلمات حيناً، وخلفالصّمت حيناً آخر، مسلّطاً الضوء علي صورة ذاته، الشاعر الدكتور إسماعيل حمد شاعر لا تمل من شعره , وكأن الشعر على يديه قد استعاد شعوره فصار مرهف الحساس . 1_الهوية والميلاد الشعري للشاعر اسماعيل حَمَدْ ؟ أنا والشعر أنا والشَِعْرُ إلْفَانِ رَفِيْقَانِ الى مَعْنى تَقَارَبْنَا .. تَبَاعَدْنَا وَظَلَّ الْجَامِعُ الأقْوَى كَعَهْدٍ بَيْنَنَا مِقْعَدْ تَرَعْرَعْنَا ..حَفِظْنَاهُ كَأنَّ بَيْنَنَا مَوْعِدْ إذَا أخْلَفْتُ عَاتَبَني بِشَوْقِ الْمُدْنَفِ الْعَاني وَإنْ يَهْرَبْ أُنَادِيْهِ : بِنَزْرٍ قَلَّ مِنْ فَرَحٍ وَجَمٍّ مِلْءَ أشْجَانِ بِبَحْرٍ أوَّلٍ ثَاني ... وَمَايَتْبَعْ .. أنا والشعرُ إلْفَانِ حَبِيْبَانِ وَمَا مِنْ دُوْنِنَا بَابٌ لَنَا يُوْصَدْ أُدَاعِبُهُ ..أُحَاوِرُهُ ..أُنَادِيْهِ بِمَا عَلَّمْ ..بِأوْزَانِ يُرَدِّدُ بَحْرَهُ الأوَّلْ يُرَدِّدُ بَحْرَهُ الثَّاني لألْقَاهُ بِأحْضَاني وَيَهْرُبُ مِنِّي أتْبَعُهُ عَلامَ صَاحِ تَهْجُرُني أمَا تَكْفِيْكَ أحْزَاني ؟ لَكَمْ ضَيَّعْتُ مِنْ ذَاتي ..بِأوْقَاتِ لِكَيْ ألْقى رَفِيْقَ الْعُمْرِ في السَّرَّا وفي الضَّرَّا إذا أغْمَضْتُ أوْ فَتَّحْتُ أجْفَاني فَهَلْ أدْرَكْتَ يَاشِعْرُ وَأنْتَ الذَّاتُ ياشعرُ وَعُنْوَاني . 2 _أربعة دواوين ورواية لأديب رحل من لبنان الى فرنسا ثم الى لبنان ثم الى فرنسا وبعدها الى المغرب ومازال مقيمًا فيه منذ مايربو عن ثلاثين سنة هل تعدد الأمكنة والثقافات كان له تأثير على كتابتك ؟ بكل تأكيد فكل مكان له خصوصياته في حياة الإنسان ،عندما كنت في لبنان كانت بداية الكتابة الشعرية وخاصة في الثانوي وقد جمعت قصائدي في دفتر أخذته معي الى فرنسا ،وكان أول إحساسي بالغربة كتبت : الآنَ أجلسُ غُرْبَتي وكآبتي هذي شموعي في غريبِ دياري . وبدأت فترة النسيان نسيان الشعر وكذلك نسيان العربية وبدأ الإنغماس في لغة أخرى بعيدة كل البعد عن الأدب .بعد الإنتقال الى المغرب كأن انبعاثًا حدث ورجعت شعلة النار الشعرية فكانت قصائد المجموعة الأولى : أَرْوَاقٌ على الْمُحِيْطْ وتتالت بعدها مجموعات أخرى أو دواوين : حَيَارَى ، أسْوَارُ الزَّمَنْ وأنَامِلْ في هذه الأعمال الشعرية نجد التنوع في المكان والزمان ومنهما الكثير والرواية رواية عنترة العائد لعلها أيضًا الحلم بالعودة الى الزمان والمكان . 3 _الدكتور اسماعيل حَمَدْ صيدلي درس باللغة الفرنسية في شعب علمية صرفة ومع ذلك نجد عربية رصينة وأسلوبه مكثفًا كيف كان هذا التوازن ؟ هذا يعود الفضل فيه الى المعلمين والأساتذة من الإبتدائي والإعدادي والثانوي الذين غرسوا فينا حب اللغة العربية وحب المطالعة وكذلك الإهتمام بتحفيظنا العديد من الإستظهارات والقصائد الشعرية في جميع المراحل المدرسية . 4 _أين تجد نفسك بين غربة الشاعر أم شاعر الغربة ؟ لاهذا ولاذاك بل بالأحرى في الحنين الذي يعادل إن شئت (غربة الشاعر) فالحنين من طبيعة النفس البشرية أينما كانت تَحِنُّ الى فَقْدٍ مُوَزَّعٍ بين الزمان والمكان . 5 _فعل الكتابة الشعرية له مؤثراته الذاتية والخارجية ترى ما الذي يدفعك للكتابة الشعرية ؟ سأُجيبك بقصيدة وهي بعنوان : قصيدة من ديوان أسْوَار الزَّمَنْ كَيْفَ تَاْتي كَيْفَ تَمْضي وتَرُوْحْ ؟ كَنِدَاءٍ مِنْ بَعِيْدْ آهِ يَاأرضي الْبَعِيْدَهْ مِنْ جَدِيْدْ عِطْرُهَا كان قَرِيْبًا وضعوهُ في زُجَاجَهْ كَتَبوا فوقَ الزجاجهْ إسمَ ذاكَ العطرِ سَمُّوْهُ : قَصِيْدَهْ وأنا أُهدي إنِ اسطعتُ من العطرِ من الحسنِ إليها "لِلْوَحِيْدَهْ " آهِ لِلأيامِ لو أبقتْ عليها وعليَّا .. " لِلْوَحِيْدَهْ " . 6 _ قصيدة النثر بين الأسلوبية والمعنى إشكالية أم بحث عن وجود في ساحة الشعر العربي ؟ الجواب في " لسان العرب " . 7 _ كيف ترى القصيدة العمودية في ظل الواقع الراهن الذي يتغنى بالحداثة ؟ في الفن بشكل عام إما جميل أو رديء أوبين بين أما التصنيف بالقديم والحديث فهذا مالاأؤمن به . 8 _لك رواية بعنوان "عنترة العائد " عن ماذا تتحدث هذه الرواية ؟ وكيف جئت من الشعر الى الرواية ؟ وأين تجد ذاتك الإبداعية أكثر في الشعر أو في النثر ؟ كلمة "إبداع " و كلمة "تشظي " لاتعجباني رغم الإستعمال الكثير عند العديد من ... يعجبني كتب قصيدة كتب نصًا كتب روايةً أما أبدع = خَلَقَ فهذا لِ ... أجد ذاتي في كتابة الشعر طبعًا حتى رواية عنترة العائد يغلب عليها الطابع الشعري فهي تتحدث عن عودة الشاعر الكبير عنترة بن شداد الى عصرنا الحاضر ولكن بقي هَمُّ عنترة يدور على ثلاث محاور : أرض القبيلة الحبيبة عبلة وحصانه .وهكذا بدأت المغامرة واستمر البحث الذي ينتهي نهاية مأساوية لبطل الرواية . 9 _ ماهي مشاكل المبدع العربي ؟ مما يؤدي الى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها ؟ كل كاتب وله ظروفه وعلاقاته بين الممكن والمستحيل . 10 _هل تفكر بالقارئ أثناء كتابتك ؟ وأي نوع من القراء يشغلك ؟ أتَخَيَّلْ أنَّ لي حُسْنَ الْجِوَارِ وَرَقَهْ وَعلى صَفْحَتِهَا نامتْ حُرُوْفٌ بِكَلامٍ شَيِّقَهْ تَغْتَذي الروحُ بِهِ وتُدَاري نَزَقَهْ رُبَّما تَلْقى بِذاكَ السُّوْرِ حُصْنًا ولعلَّ الحصنَ مِنْ بَانِيْهِ دَهْرُ وعلى وَجْهِ الْجَدِيْدَهْ الطَّرِيْقَهْ نامَ زَهْرُ وعلى الْبُعْدِ ألِيْفٌ قَالَ : يَادَهْرُ إلينا وتَأنَّى . " أسوار الزمن " . 11 _لك عدد من المطبوعات هل ترى أن حركة النقد مواكبة للإبداع وما هي برأيك أسباب تأخر الحركة النقدية وهل يمكن أن تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع ؟ ومن قال لك أن الحركة النقدية متأخرة ؟ هنالك عدد كبير من النقاد المرموقين من القرن العشرين ومن القرن الحالي لهم كتب نقدية جيدة جدًا ولهم كتابات قليلة تَتَكَرَّمُ بعض الملجلات والصحف بنشرها .أما الذين يملأون الصحف والمجلات وماأكثرهم تغلب على كتاباتهم صبغة المديح والتزلف بالأمس البعيد كان الشعراء هم جماعة المداحين والآن صاروا طلاب مديح وثناء وعلى الصفحات التي تنتمي الى تياراتهم الفكرية أو العقائدية وأما من ليس من شلتهم ولو كان عميد الأدب العربي فلا يرى ايُّ حرف له على صفحات جرائدهم أو مجلاتهم . 12 _ماتعني لك الكلمات التالية : بيروت البحر القصيدة مراكش الحرية المرأة الوطن ؟ بيروت مراكش البحر الوطن هذه أماكن لها في القلب مالها والعديد من القصائد .أما القصيدة الحرية والمرأة هذه معاني وقيم لها في القلب أيضًا مالها وكذلك العديد من القصائد . 13 _قصيدة نختم بها هذا اللقاء ؟ أختار قصيدة من ديوان "لمسات " وهومجموعة كبيرة يشتمل على 150 قصيدة مع مقدمة جميلة بقلم الأستاذ شوقي عبد الجليل ، مواضيع الديوان متنوعة جدًا والمعاني والمعاناة أيضًا وجوابًا على السؤال الرابع عشر قصيدة من يوان لمسات بعنوان : سَاكِنٌ في الْحَالْ أهديها لقراء الوكالةمع خالص محبتي وتقديري . سَاكِنٌ في الْحَالْ سَاكِنٌ في الْحَالِ أهْدى مَانَدَرْ وَتَوَارَى ذَاتَ يَوْمٍ وَنَفَرْ فَاعْتَرَاني مِنْ جَوًى أرَّقَني لَسْتُ أدْري أخِلاَفٌ قَدْ شَجَرْ ؟ كُنْتُ أُعْطِيْهِ أحَادِيْثَ السَّفَرْ كانَ يُعطيني مِنَ العطرِ الزهرْ كُنَّا نُحْيِ سَفَرًا مُنْفَرِدًا ماوعتْ شِبْهًا أُوَيْقَاتُ السَّهَرْ نُغْمِضُ الْعَيْنَ بِصَمْتٍ نَاعِمٍ عُمْقُهَاالإحْسَاسُ بِالْبَالِ خَطَرْ يَسْرِدُ الْقَوْلَ شَجِيًّا نَاعِمًا ماطوى البعدُ ولانهرُ الفِكَرْ إنَّما الوقتُ جَلالٌ رَائقٌ كان قبلُ صار بعد وعبرْ من شروقٍ نبَّهَ النَّائمَ لمَّاحٌ مضى هل درى صفوًا بمعناهُ الظَّفَرْ ؟ غابَ عنِّي غابَ عنهُ ودَّعَتْ عينُ مَنْ يَهْوَى وما أبقَتْ خَبَرْ سَاكِنٌ في الْحَيِّ مازالتْ بِهِ شُعْلَةٌ حَرَّى بِذَاتٍ ذي خَفَرْ . إسماعيل حمد شاعر وروائي لبناني يقيم بمدينة الصويرة بالمغرب منذ سنة 1976حيث يزاول الصيدلة. له مجموعة من الدواوين الشعرية: أرواق المحيط ، حيارى ، أسوار الزمن ، أنامل ، لمسات ، لحظات و عمل روائي بعنوان : عنترة العائد الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 02-09-2014 10:09 مساء
الزوار: 9350 التعليقات: 0
|