يوم الجمعة الماضي على مسرح الأرينا في جامعة عمان الأهليّة. في السياق كان لـ(الرأي) هذا اللقاء مع رئيس المكتب الثقافي الدكتور محمد دهيّم الضفيري حول المسابقة ونيّة تكرارها واهتمامات السفارة بالجانب الثقافي في حفز الطلبة الكويتيين في الأردن على الإبداع.

كيف جاءت فكرة المسابقة، وهي جديدة في اشتغالها عربياً في الأردن على الجاليات المقيمة، وخصوصاً فئة الشباب؟
انطلاقاً من أنّ الكويت والأردن يشتركان في ثقافتهما وتراثهما الممتد الأصيل، وأنهما يتكاملان على صُعد كثيرة، فإنّ فكرة المسابقة تهدف إلى حفز طلابنا في الأردن لأن يبدعوا في جنس أدبي مهم، وهو الشعر، علاوةً على اهتمام المكتب الثقافي بالجانب التعليمي وتأكيده. وفي الواقع فإنّ هذه المسابقة تفتح الآفاق التعبيرية الشعريّة وتضعنا في جو إبداعي يحمل ظروف الحياة والوجدانيات وحب الأوطان والقصص الاجتماعيّة، ولذلك نعتقد بأنّ جماليةً معيّنة تؤكّدها المسابقة في أنها فرصة لأن يهتم طلبتنا بالإبداع إلى جانب التعليم. وأريد أن أقول إنّ عنوانها يوحي بجمالية لطيفة حين نقول(شاعر الكويت في الأردن)؛ ففي ذلك دلالة على التقارب والتلاحم بين البلدين على المستوى السياسي واشتراك الشعبين في تراث المنطقة العربية الواحدة، ودائماً ندعو، مفكرين وأدباء ومثقفين، إلى أن تتكامل في مفردات هذه المنطقة الواحدة ثقافياً على الأقل. ثمّ إنّها مسابقة تؤكد اهتمام طلبتنا بالدراسة في الأردن واحترام الجامعات الأردنية في عدد يصل إلى 6 آلاف طالب كويتي في الأردن. وقد تقدّم للمسابقة عدد كبير، فكان أنّ نتاج هؤلاء الإبداعي في هذه المسابقة تمّ فرزه من قبل لجنة تحكيم موضوعيّة تتوخى الإبداع، تمهيداً لتصفية الفائزين غداً الجمعة باعتماد آلية التصويت الإلكتروني للحضور الكويتي في مسرح المسابقة لصالح عشرة متنافسين.
هل سيكون النطاق مقتصراً على الحضور الكويتي في المسابقة؟
نحن نسعى إلى صوتٍ عالٍ للإبداع، ونتوخى إيصاله لأكبر شريحة من الحضور، لذلك ستكون هنالك شخصيات أردنية وعربيّة وكويتيّة، لنكون أمام تظاهرة إبداعيّة ومواضيع ثريّة يطرحها شبابنا في المسابقة، حيث يتعانق العلمان الكويتي والأردني، في سبيل التواصل بالفعل الثقافي، ومنه الشعر. وأعتقد أنّ هذه المسابقة ستكون فاتحة خير إبداعي لأن تتكرر ونتعرف من خلالها على كثير من الأصوات التي تشتغل على إبداعها، وأنا متأكد من قوة هذه الإبداعات، ونعتقد بمسؤوليتنا في الإشارة إليها والتعريف بها على مستوى أكبر.

تشغل، إضافةً لكونك رئيس المكتب الثقافي الكويتي بعمان، رئيساً للمكاتب الثقافية العربية في الأردن، وهو ما يجعل من مسؤوليتك تتضاعف باتجاه التنسيق والعناية بالمنتوج الإبداعي العربي. ضعنا بالصورة.
في الحقيقة ننشد التفاعل العربي دائماً، وأنا على المستوى الشخصي إقول إنّ التكامل العربي في كل المجالات مطلب موضوعي، ومحل اهتمام، لما توفره المنطقة العربية من تنوّع ثقافي يؤدي إلى غنى الإبداعات العربية وتفعيلها، ولذلك أجد أنّ الأردن وهي تحتضن المكاتب الثقافية في السفارات العربية تفسح المجال لهذا التعاون والتكامل، من خلال الأنشطة الثقافية المستمرة في وسائل الإعلام الثقافية. بصفتي رئيساً للمستشارين والملحقين الثقافيين العرب في الأردن نسعى جميعاً لزيادة التعليم العربي في الأردن والتنسيق مع وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية والخاصة في الأردن. وتعلم أنّ الثقافة هي السفير الحقيقي للأمم والشعوب والدول، ولذلك فإنّ التقارب الثقافي خطوة مهمة في التقاربات الأخرى على مستويات أكبر. وأقول إنّ المجال الأكاديمي في الأردن ليس بأقلّ من غيره، بل هو مجال نحترمه ونؤكد حضوره، ونعتقد بأنّ الأردن اليوم يعدّ بلداً جامعاً لكلّ هذا الإبداع والتقدم.

كيف ترى الكويت في ريادتها الثقافية واشتغالها على المجلات المتخصصة مبكراً نحو الوعي العربي المتكامل بالمعرفة؟
ما من شكّ في أنّ الكويت كانت سبّاقةً في مجال الثقافة، ولعلك تذكر أنّ مجلة (العربي) هي أوّل سفير للثقافة العربيّة، لاعتمادها متخصصين وفتحها المجال واسعاً للإبداعات ومزجها بين العلم والأدب والفن والفكر والمعرفة، وهي مجلّة أكّدت الحضور الإبداعي لكلّ المثقفين العرب واستوعبت أقلامهم وإرهاصاتهم الفكرية، زد على ذلك أنّ مجلات من مثل سلسلة عالم المعرفة بكلّ جديدها وألقها ما تزال تؤكّد المواكبة والتخصصية والإفادة المدروسة. فأريد أن أقول إنّ الكويت كانت وما تزال حاضنةً للفكر والثقافة والاهتمام بالأدباء والعلماء والأمثلة على ذلك كثيرة، لأنّ الكويت باختصار لا تعتمد العنصرية في استقطاب الأقلام أو قراءة الأحداث، ويزيد بلدنا تقدماً أنّه حاضرٌ في انفتاحه الثقافي وشفافيته وديمقراطيّته وكونه أرضاً خصبة لكلّ هذا الإبداع. 

لجنة التحكيم
أكّد عضو لجنة تحكيم الشعراء سعد محمد المعطش أهميّة المسابقة وكونها تفتح المجال للإبداعات الكويتيّة وتعرّف بها، مضيفاً لـ(الرأي) أنّ لجنة التحكيم تعرب عن تقديرها للسفير الكويتي بعمان حمد بن صالح الدعيج، ولرئيس المكتب الثقافي في السفارة الدكتور محمد الضفيري لهذه المسابقة. وحول آليّة التحكيم قال المعطش إنّ المسابقة بادرة مهمة في الكشف عن المواهب بكلّ موضوعيّة من غير تحيّز، مبيناً أنّ التحكيم اعتمد النص الجميل الملبي لشروطه الفنيّة ومواضيعه المنسجمة مع التعبير عنها. وقال إنّ مواضيع القصائد تنوّعت بين الوجدانيات والوطنيات وبواعث الشجون لدى الطلبة الكويتيين في الغربة، مضيفاً أنّها مواد خصبة لإبداع قصيدة قويّة. ووصف المعطش مواضيع الشعراء بالثريّة التي تدعم الجمال الإنساني، ذاكراً أن وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت وخارجه تدعم هذه المسابقة في تشجيع الشعراء وهو حق مشروع للجمهور. وقال المعطش إنّ المكتب الثقافي الكوتي في السفارة يذكّرنا بأسواق الشعر العربيّة القديمة، مبيّناً أنّه يأمل في دورات المسابقة اللاحقة أن يكون للشعر الفصيح نصيب، ودعا إلى تنويع المواضيع الشعريّة، مبيناً ما للقيادة الكويتية من أثر في الإبداع الكويتي في الداخل والخارج. وذكر المعطش انّ لجنة تحكيم المسابقة تتكون من الدكتور محمد الضفيري، والشاعر رئيس مجلة المختلف ناصر السبيعي، والشاعر الدكتور صالح الشادي، والشاعر الكويتي عبدالله الفلاح.