وقال مدير بيت الشعر الأردني أحمد الحراسيس إنّ المسابقات الإبداعية التي ينفذها البيت التابع لأمانة عمان تجيء في سياق عنايته بالشباب الأردني وتنمية مواهبه الشعرية، مؤكّداً ما تقوم به الأمانة في هذا الجانب.

وأضاف، في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه أسماء الفائزين بمسابقة الشعر الشبابية وأداره الزميل إبراهيم السواعير، أنّ بيت الشعر كونه أحد الأذرع المهمة في النشاط الثقافي لأمانة عمان، يسهم في إفساح المجال للمواهب والطاقات في اللونين الفصيح والنبطي من الشعر، ما جعل له جمهوره الذي يتابع أعماله في المهرجانات والملتقيات واستضافة الشعراء العرب وتوقيع اتفاقيات التعاون مع بيوت الشعر العربية، وتحديداً الخليجية نظراً لتشابه الإبداع النبطي، ذاكراً الاتفاقية التي وقعها مع بيت الشعر في الشارقة قبل عام.
وقال الحراسيس إنّ موقع بيت الشعر في عمان يكتسب أهميته من سمعته ومشواره وذكريات الشعراء الكبار الذين قرأوا فيه، وكذلك من سهولة حضوره، إضافةً إلى كونه أحد البيوت التراثية في عمان ويشكّل إطلالة بانوراميّة مهمة على المدرج الروماني وجبل القلعة ووسط المدينة، ليمنح جلسات هادئة عذبة للمبدعين وما يستوحونه من مواضيع وأفكار.
وأعرب الحراسيس عن تقديره للمبدعين والأكاديميين والنقاد الأردنيين الذين يتعاون معهم بيت الشعر في تحكيم مسابقاته وإقامة أمسياته، مبيناً خطته في الاستفادة من خبراتهم في اكتشاف الطاقات الخلاقة وتعزيز مواطن الإبداع.
وقال إنّه مهتم بتفعيل رسالة بيت الشعر في التواصل مع شعراء البادية والأرياف ورواد الشعر النبطي والشعبي، انطلاقاً من رؤية أمين عمان عقل بلتاجي في تنشيط العلاقة بين بيت الشعر ومحيطه العمّاني وضيوفه من المحافظات، بما يجعل الشعر كجنس أدبي مهم يدخل في الحياة العامة وينعكس بالفائدة على الجميع.
وأكّد الحراسيس دور الإعلام في مدّ جسور التواصل الثقافي بين المؤسسة الثقافية والجمهور، مبيناً إقبال الجمهور الأردني على مسابقة الشعر لفئة الشباب، والمقدرة الإبداعية التي اكتشفها المحكمون والنقاد في هذا المجال.
إلى ذلك، أعلن الحراسيس الفائزين في الشعر الفصيح في المسابقة التي انطلقت في حزيران الماضي وأتيحت لكلّ المحافظات الأردنية، مكرّماً بشهادات المسابقة وجوائزها: حسن بسام في المركز الأول، ويونس أبو الهيجا في المركز الثاني، وهاني صالح في المركز الثالث، ومكرّماً الفائزين في الشعر النبطي في المسابقة، وهم: إسراء عيسى الزقيبة، وعبدالقادر أبو ربيع، ومتعب بخيت الزوايدة.
وقبيل تكريم لجنتي التحكيم، ألقى الناقد الشاعر الدكتور راشد عيسى عن لجنة تحكيم الشعر الفصيح نيابةً عن زميليه الشاعر الدكتور حكمت النوايسة والناقد الدكتور نضال الشمالي كلمةً بيّن فيها آلية تحكيم اللجنة ومحاولتها الوقوف على الإبداعات وجهاً لوجه مع المتسابق باتخاذ معايير موضوعيّة لمناقشة الشعراء في روابط القصيدة ومناسبتها وفنيّاتها، معترفاً بأنّ اللجان عادةً ربما لا تفطن إلى قضايا نحل الشعر وسرقته وتضمينه واقتباسه والتركيب السريع لأبيات القصيدة، مبيناً أنّ جهداً واضحاً للجنة في تكامل معايير التحكيم وهدفها العام. وقال عيسى إنّ اللجنة وجدت ثيماً ونفساً مبشراً يمكن أن يشكّل ظاهرة إبداعية في ما بعد، مشترطاً مكاشفة الشباب في وجوه الإبداع ونقاط الضعف، لخلق جيل قادر على الإخلاص للشعر وتنمية المقدرة بالتأثر والتناص وترك البصمة ليستمر الإبداع.
كما ألقى الشاعر عماد الغزو كلمة لجنة تحكيم الشعر النبطي في المسابقة نيابةً عن الشاعر أحمد سحيمان الهقيش والشاعر تيسير ذيابات، مبيناً أهمية الشعر النبطي وبحوره وموسيقاه ولقطاته الذكيّة وصوره الجميلة، وقال الغزو إنّ اللجنة وجدت تنوعاً في قراءة الموروث والمواضيع المعاصرة بعين شعرية واثقة، كما دعا إلى تكثيف الاهتمام بالشعر النبطي أسوةً بالاهتمام العربي به، وأعرب عن تقديره لبيت الشعر في مثل هذه المسابقات التي تفرز الشعراء الذين لديهم ما يؤهلهم لأن يصبحوا من أقوى الشعراء في الأردن والمسابقات العربية في هذا اللون من الشعر.
وكان سلّم الحراسيس لجنة المسابقة من موطفي بيت الشعر الأردني شهادات تقديريه، معرباً عن تقديره لتواصلهم مع الإعلام وتوسيعهم نطاق المسابقة في الإجابة عن استفسارات الجمهور، والدور الكبير الذي أدوه في ذلك، وهم: نضال السعود، وعيسى درويش، ولبنى الرواشدة. وكرّم الحراسيس الإعلاميين ووكالة عرار ومديرها موسى الشيخاني، ليختتم المؤتمر الصحفي بقراءات للفائزين في المسابقة، حيث قرأ حسن بسام، الفائز بمسابقة رابطة الكتاب الأردنيين 2013 لأفضل مجموعة شعرية لغير الأعضاء، قصيدة (أن نعرف الوطن)، التي قال فيها: (سيبحر الشعر في ما تتركيه لنا/ فإنّها فرصةٌ أن نعرف الوطنا/ وإنّها واحةٌ للممكنات وما/ في القلب إلا مكانٌ يرفض الزمنا/ سنعتلي صهوة الأمطار سابحةً/ ونرفع الأرض حتى لا هناك هنا/ على تفاريد ستّ الحسن تندلع الآهات منّي ويرميني حجيج منى/ما كنت إلا ملاكاً قبلها لغتي/ حصاد موسم خيرٍ والحصاد دنا/ لكن تراودني الأيام عن بدنٍ/ لم ألق في حيواتي مثله بدنا).
الشاعرة إسراء الزقيبة قرأت قصيدة مليئة بالتشبيهات القوية والمفردات المثقفة والتوليفات المدهشة للجنة تحكيم الشعر الفصيح، وكانت شاركت في المسابقة بقصيدة قالت فيها: (لاسجدت سبع الجبال وبان في الغيمة وله/ وانحنى جذع القصيد لصدرها وسط الضباب/ بنت لو لفّ السحاب كتوفها ما يذهله/ دام إحساس المعاني في هماليل السحاب/ حضنها شمسٍ تهدهد رعشة مضيّع هله/ كفّها تلمس حنانك كلّ ما دقيت باب/ عشق إن جيت اوصفه ترتاب فيني سنبلة/ عشق وان جيت ارسمه ترسمني شموسه سراب).
وكان الزميل السواعير قرأ من إبداعات الشعراء الفائزين في المركز الثاني والثالث في المسابقة، فمن قصيدة يونس أبو الهيجاء قرأ: (لي في القريض من السموّ منازله/ فلقد ملكتُ زمامه، و(معاقله)/ وركبت خيل الريح فيه كأنني/ أنا قومه وركابه وقبائله/ضدّان عن مهلٍ نفيض غوايةً/أملاً، وماء الشعر يهطل وابله). ومن قصيدة هاني عبدالجواد:( وقفتُ ببيت الشعر والشعر واقفُ/ أنا ومعي موساي غضبان آسف/بكينا إلى أن قال يكفي وطبعه/ منادٍ علينا والرجال مواقفُ). ومن قصيدة محمد أبو ربيع قرأ السواعير: (ترا القناعة كنز بيدين راعِيْه/ واكبَر كنز عند الرجال القناعة/ أحدن عزيز النفس والزهد يرضيه/ واحدن يحاول كسب مال الجماعة). ومن قصيدة متعب بخيت قرأ: (الفقر غلغل ضرب يدّه بالاعناق/ وكم ناس مرّ الحنظلة في مذاقه/ برد الشتا في العضم ينخر ولا لاق/فاتح عليهم من قسى الجور طاقة/البعض منهم شال حمله ولا طاق/ عليه لو تدرون مليون فاقه).