|
عرار: تأهل الشاعر العراقي نذير الصميدعي والشاعر السعودي حيدر العبدالله عن الحلقة الأولى بتصويت الجمهور في ثاني أمسيات أمير الشعراء في الموسم السادس ياسين حزكر متأهلاً بقرار لجنة التحكيم الشاعران حديجان وبودريف في فقرة المجاراة بين الفصيح والنبطي نقاوة لغة وبراعة تصوير وجمال إيقاع،في الحلقة الثانية المباشرة من برنامج مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها السادس التي بثتها قناة "بينونة" الفضائية الإماراتية مباشرة من مسرح شاطىء الراحة مساء أمس الأربعاء 1 أبريل 2015 الساعة العاشرة مساء. وبحضور محبي الشعر، استهلت الحلقة الثانية من برنامج أمير الشعراء هذا البرنامج الذي تنظمه وتنتجه وتدعمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بترحيب مقدم البرنامج الممثل القدير باسم ياخور بأعضاء لجنة التحكيم والحضور، والشعراء المشاركين. بداية الحلقة تمّ عرض النتائج النهائية لتصويت الجمهور عبر الرسائل النصية، فكان التأهل من نصيب الشاعر العراقي نذير الصميدعي الذي حاز على 74%، والشاعر السعودي حيدر العبدالله الذي حصل على 63%، فيما خرج مودعاً المسرح والبرنامج الشاعر المصري ضياء الكيلاني بمجموع درجات 41%، وهكذا نكون قد تعرفنا على أول 3 شعراء حجزوا مراكزهم في المرحلة الثانية. وليلة أمس أيضاً انطلق 4 شعراء، كل واحد منهم طرح نصه، وأمله كبير بالفوز ببطاقة التأهل التي تمنحها لجنة تحكيم المسابقة المكونة من د.عبدالملك مرتاض، د. صلاح فضل، د.علي بن تميم. وشعراء الحلقة الثانية هم: ياسين حزكر/ المغرب، ناصر الكلباني/ سلطنة عمان/، نفين عزيز طينه/ فلسطين، وعصام علي خليفة/ مصر. ياسين حزكر متأهلاً وإذا كان الأردني لؤي أحمد قد فاز بتلك البطاقة في الحلقة الأولى من المسابقة، فإن ياسين حزكر استطاع كذلك الفوز بها في حلقة ليلة أمس، وسيكون الشعراء الثلاثة ناصر الكلباني/ سلطنة عمان/، نفين عزيز طينه/ فلسطين، وعصام علي خليفة/ مصر بانتظار التصويت عبر الرسائل النصية لمعرفة من سينقذه الجمهور ويكمل مسيرته في البرنامج، فاثنان منهم يمتلكون فرصة الانتقال إلى المرحلة التالية من المسابقة حال حصولهم على أعلى نسبة تصويت مُضافة لدرجة التحكيم. وشهدت الحلقة تنافساً حاداً بين الشعراء الذين حاولوا أن يبرزوا في الصور المبتكرة والإلقاء والأداء الجيدين، وحسن اختيار الموضوع مستفيدين من تجارب الشعراء في الحلقة السابقة، وآراء نقدية جريئة، كما عرضت الحلقة إلى عدد من التغريدات التي كتبت عن البرنامج في الموسم السادس والتي رحبت بتأهل الشعراء الثلاثة متمنية الفوز لباقي الشعراء في هذا الموسم المتألق. فقرة المجاراة وكان ضيفا الحلقة في فقرة المجاراة بين الشعر الفصيح والشعر النبطي الشاعر المتميز أحد نجوم شاعر المليون في الموسم الرابع السعودي عبد الله حديجان والشاعر المغربي خالد بودريف حيث كانت بينهما مجاراة ألهبت المسرح وتفاعل معها الجمهور حيث قدم كل منهما قصيدة جارى فيها زميله فقدم حديجان قصيدة نبطية في حين رد بودريف عليه بقصيدة من شعر الفصحى، ومن ثم ألقى الشاعر بودريف قصيدة فصحى ليعود حديجان ويرد عليه بقصيدة نبطية جديدة، وقد لاقت هذه الفقرة المجاراة بين الشعر النبطي والشعر الفصيح تصفيقاً حاراً وإعجاباً من قبل الجمهور المتواجد. عصام والجوزاء صولات وجولات خاضها أربعة متسابقين كانت المنافسة في غاية الإبداع، فالكلام أنيق، والمعاني مشغولة بإحكام، والصور ملتقطة بإتقان، منها ما خاض في العقل والرؤى، ومنها ما ذهب وراء العاطفة، لكن القصائد بمجملها كانت تستحق إصغاء كبيراً من جمهور المسرح الذي كان متميزاً. أول فرسان الأمسية الثانية الشاعر عصام خليفة من مصر، طبيب وجراح بدأ الكتابة منذ أن تعلم كيفية مسك القلم، وقد قرأ قصيدة بعنوان "لا تسأل الجوزاء"، جاء فيها: كم قــلــتُ "للـجَــوْزاء" إنّ بـقـــــاءَهُ سَـيَـعُــوقُـنَــا عَـنْ أنْ نُـعَـانـق فجرَنَا و لأنَّـنـا شَـعْــبُ يَـفِـــيـض تَــمَـــرُّداً لا نَـبْـتَـغىِ نَـجْــماً يـخـطّ مَـصِـيـرَنَـا لَـوْ أرسَــلوا مِـليــون "هــارونٍ" لنـا لَنْ نُســمع الفِـرْعَــوْنَ قَــوْلاً لَـيِّـنـَــــا بداية، قال الدكتور صلاح فضل تحمل على كاهل قصيدتك عبء الهم العربي كله، وهو عبء ثقيل، وكم أتمنى لو تفاديت في مطلع القصيدة كلمة أوردتها "كفر هو التنجيم"، حتى لا يقال أول القصيدة كفر، صحيح أنه كفر بالتنجيم وهو مضاد للعلم، مضيفاً أجمل ما في قصيدتك المقطع الأخير فهي دعوة وإن كانت مباشرة غير أنها قبس من نور الشعر. أمّا الدكتور علي بن تميم فقال بداية قصيدتك عتاب واضح، البداية تميل للتصوير والنهاية تميل إلى التقرير، هذا الإختلال عطل المشاعر متسائلاً لماذا لم تلجأ إلى التسامح كأبي تمام الطائي الذي لم يتهم التنجيم بالكفر بل بالكذب، مؤكداً إلى أننا بحاجة للتفكير في زمن التكفير. وبدوره قال الدكتور عبدالملك مرتاض إنّ لغة القصيدة لغة رمزية عالية يذهب بها الشاعر إلى البعيد جداً، هي لغة ترمي فتتوارى إلى الوراء دون التخلي عن وظيفتها الرمزية، مشيراً إلى أنّ الشاعر يتحدث لغة الساعة بأسلوب السهل الممتنع. الكلباني وعنادل المنفى ثاني فرسان الأمسية الشاعر العماني ناصر الكلباني الذي قرأ قصيدة بعنوان "عنادل المنفى"، جاء فيها: إني رهينُ المحبسينٍ ولم يكــنْ إلاَّيِ في أصلِ الوجودِ يُجــــادلُهْ سفري بعيدٌ يا بُنيـــــــةُ إنني ما ظل من عمري تضيقُ مغازلهْ وقال الدكتور علي بن تميم نتحدث هنا عن نص يطال العالم العربي، هذه القصيدة بوح جميل إلاّ أنها مليئة بالحزن والسر يكمن في بطن الشاعر، ففي القصيدة يبدأ الشاعر منكسراً متماهي مع أبي العلاء المعري، لكنك ترتبط بالواقع بينما الشعر هو انزياح عن هذا الواقع، موضحاً إلى أنّ القوافي مليئة بالحشو بحيث أن المعنى يستقر أحياناً قبل القافية وتتكرر هذه المسألة حتى نذهب إلى القول أنّ هناك اهتمام كبير بالألفاظ دون الصورة الشعرية. فيما قال الدكتور عبدالملك مرتاض صورة كئيبة يصورها الشاعر من خلال هذا النص الذي يهيم في عوالم بعضها مجهول وبعضها كأنه معروف للعالم وفي كلا الحالتين نشعر بالحزن، في هذا النص صورة قاتمة تصورها بعض الألفاظ، لكأن الشاعر خلق جديد من أبي العلاء المعري في سيرته وفي مذهبه. وقال الدكتور صلاح فضل للشاعر أنت تمثل نفسك عنادل المنفى تأتي للشعر مثقلاً بالشجن والأحزان، دون أن تبوح بشيء تكرر 7 مرات في مقطوعة صغيرة كلمة "حزن" دون أن تقول لنا ما بالك، وأنت تغني "سفري بعيدٌ يا بُنيـــــــةُ"، أمّا في الواقع فعنادلك لا تغني لا تضيء بل تنذر بأنها ستموت من صقيع المنفى، تتكاثر عليك الجراح مثل جدك أبي الطيب المتنبي، فافرد جناحك للأمل والغد المشرق، فالشعر والوطن بحاجة لشاعر مثلك. نفين ونبية الأحلام ثالثة فرسان الأمسية كانت الشاعرة الفلسطينية التي أتت في هذه الحلقة لتتغنى بالقدس كإمرأة جميلة موضحة أن الإنتظار صعب لكن الثقة غلبت على هذا القلق، وقد قرأت قصيدة بعنوان "نبية الأحلام" جاء فيها: أنا نبيّةُ أحلامٍ معتّقَةٍ ووحيُ فجريَ في كلِّ الدنا ذاعَا لم يستطيعوا بقعر الجبِّ رميَ غدي وما استطاعوا بذكرِ الذئبِ إقناعا ولا توارى صِبا وجهي ولو ركضتْ قال الدكتور عبدالملك مرتاض إن عبارة العنوان تبدو كبيرة "نبية الأحلام"، النبية لا تحلم بل يوحى إليها، الإلقاء في غاية الروعة لكن بالغت وكل ما يتجاوز الحد انقلب إلى الضد، القصيدة غنائية خطابية متسائلاً ما الذي منع شاعرة مثلك من كتابة قصيدة التفعيلة أفترض أنك كنتِ لتبدعي أكثر، استعرت من القرآن الكريم قصة مريم وقصة عيسى عليهما السلام، موضحاً كنا نريد نصاً يداعب المشاعر ويحركها فيطربها وأنتِ فعلت ذلك بالإلقاء، أنت بحاجة لمزيد من القراءات في الشعر الحديث، لكن ملامح لغتك الشعرية كامنة، أنتِ حقاً مشروع شاعرة فتمسكي بهذا. بدوره قال الدكتور صلاح فضل أمامنا لا أقل من نبية جديدة تطل علينا لتفخر علينا، متسائلاً هل تقوى نبية الأحلام على دحر الواقع المرير الذي نعيشه، وما نستشعره من خلال هذه القصيدة نص من نور وعلى الرغم من ذلك هي –كما تصف كلامها- "خفة روح الكون"، هي حاملة لسفر الهدى عادت بخيالها والأمجاد تصاحبها، في هذه القصيدة صياغات شعرية مكينة وصور رائعة. أمّا الدكتور علي بن تميم فقال القصيدة تخوض معركة شرسة تنتصر فيها الذات الأنثوية، وأجمل ما في هذه الذات الشعرية هي ذات تدافع عن إبداعها وهي قصيدة قوية كنت أتمنى لو ابتعدت الشاعرة في هذا النص عن المنافرات المتخيلة والمفتعلة وركزت على الحقيقة. ياسين وإعجاب متكامل رابع فرسان الأمسية الشاعر ياسين حزكر من المغرب قرأ قصيدة بعنوان "طين مجنح" إلى طائر أحرقه الظلام، جاء فيها: وحَــبِــيـبَــتِـي الحَــمْـــقَـــاءُ يَكْـبُـرُ حُسْنُـهَا لَـــــمَّـــــا تُــــنَــــادِيــــنِـــي حَــبِــــيــــبًــــا أَحْــمَـــقَــا يَــا أَيُّــهَــا الــوَطَنُ الشَّــهِــيُّ عِـــنَـــاقُــهُ.. لَا تُــلْـــغِ بــــِـالـــتَّــوْدِيــــعِ طَــعْــمَ الــمُــلْــتَــقَـــى قَــفَــصِـي الــزُّجَــاجُ.. وبُـقْعَةُ الزَّيتِ التِي سَــتَـــحُــيــلُــنِــي ضَوْءًا.. وَذَاكَ الــمُــرْتَــقَــى بداية قال الدكتور صلاح فضل جميل يا ياسين هذا النفس الشعري الأصيل، كنت أخشى أن تقلد شعراء الأندلس، لكنك احتفظت بقوام شعرك الأصيل، فقط لو أنك كتبت قصيدة التفعيلة وابتعدت عن القصيدة العامودية، وفي الواقع إنّ هذه القصيدة مفعمة بالإلمحات الشعرية العميقة، وهذا الحمق الذي يتبادله الحبيبان هو مظهر للطرافة الحلوة عندما تكون عوداً لمبخرة السلام يتحرق ليعطر الكون من حوله، قصيدتك بديعة جداً. أمّا الدكتور علي بن تميم فقال إنّ القصيدة تحاول أن ترصد تشكلات الشاعر، فهي تصور الشاعر طفلاً يتعلق بأجنحة الضياء وينتهي كهلاً كطائر الفينيق، أقصر من زيتونة لكنه يتطلع إلى البعيد، متسائلاً لماذا يزداد حسن الحبيبة بالحمق؟ وهذا السؤال على سبيل إبراء الذمة ممازحاً الشاعر، موضحاً ما في هذه القصيدة هو ذكاء شعري ولو كنت تحب أن تكون أحمقاً في الحب. فيما قال الدكتور عبدالملك مرتاض إنّ الشاعر تحكم في الخيط الشعري السحري، فهو المتحكم والمهيمن، إنّ مستويات اللغة في القصيدة عالية ومتميزة، لغتك تتفاعل فيما بينها، وإننا بمثل هذا النص نفتخر بالشعرية العربية بين الشباب لأنه يثبت بأن مستقبل الشعر العربي سيكون بخير. الحلقة الثالثة المباشرة وفي ختام الأمسية أعلن المذيع المتألق باسم ياخور عن فرسان الأمسية الثالثة وهم "أسامة غاوجي/ الأردن، محمد ولد أدوم/ موريتانيا، مفرح الشقيقي/ السعودية، مناهل فتحي/ السودان. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 08-04-2015 10:42 مساء
الزوار: 3840 التعليقات: 0
|