إيقاعات متنوعة في لعبة السرد، ولكن الذي برز منها أن الراوي كان ملماً بكلّ تفاصيل الشخوص، ويرافقها في حركاتها وسكناتها، مما يعني أن الفسحة السردية التي تطلبها الشخوص لمعاينة انفعالاتها وعلاقاتها مع المحيط، لم تكن وفق تطلعاتها كشخوص ورقية تحاول أن تنطلق في فضاء الواقع، ومقاربته، لتخرج في النهاية شخوصاً حية.
بدأ الأمسية التي أدارها القاص شوكت سعدون، وحضرها حشد من جمهور إربد، القاص الطاهات بقراءة مجموعة من القصص التي عاينت إشكالية الخوف والرقابة الداخلية، وغيرها من المفردات التي تحيط بالشخصية القلقة، ومن القصص التي قرأها، حفار القبور، الدوائر الملونة ومكمن الخطر
تلاه القاص د. الزغول بقراءة أحداث واقعية، محاولاً في سياقها السردي، إعطاء فرصة للمقاربة بين الإشكاليات التي تعاني منها الذات الفردية، وقدرتها على التعاطي مع ضغوط الواقع المرير، عبر رسم ملامح الشخصية وفق معطيات السرد اليومي للتفاصيل، فقرأ في هذا الاتجاه قصص سعيدـ وصديق
ومن جهته قدم القاص القرعان بلغة ساخرة مجموعة من القصص التي راح يبحث فيها عن مكمن المشكلة التي تعاني منها الشخوص وهي تعالج في لعبتها السردية ما يراه، أو يستمع له كيومي، أو يرى أنه قابل لمعالجة الفكرة، وتنبع أحداث هذه القصص من الحكايات كرافد أساسي لسرده، ومن قصصه التي قرأ: الشعب يريد، ومصير الأخوة الجيران.
إلى ذلك قدمت القاصة حسون باقة من قصصها التي تعاين فيها أفكاراً لا تكاد تخطر على البال، حيث تذهب في قصصها إلى معاينة الأفكار الملحّة في الذات الإنسانية، الأفكار التي تبدو غريبة نوعا ما، كتلك التي عالجت فيها الحديث النفسي لأنثى تريد إجازة ولو من عائلتها، لتعيش مع نفسها ولو لأسبوع. لتصل في النهاية إلى أن الإنسان لا يستطيع إلى ذلك سبيلا.
وختمت القراءات القصصية القاصة حمزة بقراءة باقة من نصوصها المكثفة فلك، روتين، هذيان التي تتجه للعب في سردية اللغة، عبر اقتناص لحظات شعرية، أو متخيلة، ليكون السرد القصصي هامشياً مفتوحاً على الاحتمالات، أو لفتح آفاقا غير محددة لتداخل الأجناس الأدبية.