عرار:

استضاف نادي أسرة القلم الثقافي مساء يوم الأحد الماضي وسط حضور بهيّ، الشاعر السوري ياسر الأقرع في أمسية شعرية مميّزة قدّم فيها مجموعة من قصائده الوطنية والعاطفية التي نالت بشكل واضح إعجاب الحضور وحازت حسن إصغائهم وتفاعلهم معها، رافقه فيها أثناء الإلقاء عازف على العود الفنان طه المغربي الذي عزف أيضاً منفرداً مجموعة منوّعة من المقطوعات الموسيقية لأغانٍ طربية أسعدت الحضور، وقد قدّم الأمسية الكاتب أحمد أبو حليوة الذي أشار إلى أنّ الشاعر ياسر الأقرع شاعر يمتاز بلغته الشعرية المرهفة الرقراقة ذات الإحساس العالي بالفكرة أو الحدث، من خلال امتلاكه لبصيرة لمّاحة وصادقة، وهذا ما صبغ شعره الوطني بالمشاهد الإنسانية المؤثرة بكلّ ما فيها من جرح ونزف ووجع وشوق وحنين، ومن الأمثلة عليه قوله: «وطني... إذا كُسر الكلام... أصون طلتك المهيبة بالسكوت... يا أعظم الأوطان أنت... خَلت المدينة والشوارع والبيوت... وظللتَ وحدك شامخاً... وبقيتَ حيّاً... لا تموت.»
وأما بالنسبة للشعر العاطفي فهو درة ما أنتج الشاعر الذي عُرف عنه أنّه شاعر امرأة لا شاعر المرأة، امرأة وصفها أبو حليوة بأنّها تتأتى للشاعر كقطعان ريم القصيد طواعية حين ترد عيون اللقاء كي تروي ظمأ الشوق، وتحطّ في شعره على صفحة بحيرة من وفاء كأسراب الحنين المهاجرة في مواسم الحياة نحو رياض من ألق وشعر، ومن ذلك قول الشاعر: «قالت: حبيبي إذا ما متّ ترثيني؟/ هبّ السؤال حريقاً في شراييني/ لا تذكري الموت لا تستنفري قلقي/ فبعض بعض حديث الفقد يدميني.»
يُذكر أنّ الشاعر ياسر الأقرع من مواليد حمص عام 1972 وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، كما نال درجة الماجستير عام 2003 عن بحثه الذي نشره في كتاب بعنوان «الحب عند شعراء الشام في العصر الأموي»، ونشر كتاباً آخر تحت عنوان «أحسن القصص .. رؤية بيانية جديدة في قصة يوسف عليه السلام»، وحالت الحرب في سوريا دون مناقشته لرسالة الدكتوراه ونيلها، وكان عنوان بحثها «التهديد والتحريض في الأدب الأموي»، وقد لجأ إلى العاصمة عمّان عام 2013.
صدر له خمس مجموعات شعرية هي: (غداً تمحوك ذاكرتي) (عيناك.. كلّ لغات العشق) (الشعر بين قنديلين.. وجهك والقمر) (أنت ويبتدئ العمر) (لا.. أحبك).
وقد شارك الشاعر ياسر الأقرع في عشرات الفعاليات الأدبية والمهرجانات الثقافية والفنية في كلّ من سوريا والأردن، واستطاع استقطاب الأنظار إليه، فتوالت أمسياته الشعرية ولقاءاته الإذاعية ومقابلاته التلفزيونية، وزخرت به مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي.