|
عرار:
استعرض الباحث محمد يونس العبادي مدير عام المكتبة الوطنية، مساء أول أمس، في غرفة تجارة إربد، «الأرشيف الوطني ودوره في حفظ الذاكرة الوطنية»، في المحاضرة التي نظمها ملتقى اربد الثقافي وبالتعاون مع منتدى عنجرة الثقافي وملتقى المرأة الثقافي، وأدار المحاضرة رئيس ملتقى اربد الدكتور خالد الشرايري وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهل العبادي محاضرته بالقول: أنه و منذ آلاف السنين لم يكن لدى الذين تركوا اوراقهم ويومياتهم علم بأنها سوف تكون مادة المؤرخ، فمثلاً أوراق البردي خلدت أناساً عاديين ونسيت أسماء سادةٍ وأبطالٍ وزعماءَ لغياب سجلاتهم أو ضياعها. لذا فالمجتمعات التي لا تحافظ على الوثيقة تفقدُ كثيراً من ماضيها الذي هو مستقبل متجدد ، فمن خلال مخلفات الآباء والأجداد تبدأ مهمة المؤرخِ في بعثِ الماضي لا خلقهِ، مشيرا إلى أن ذاكرة الدولة هي زادُ أبناءئها، والأردُن أدرك أهمية الوثيقة ودورها في بناء الذاكرةِ الوطنيةِ، إذ أمر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بتشييد صرح ثقافي حديث ومعرفي متطور للمكتبة الوطنية حفظاً للأرشيف الوطني(الوثائق الوطنية)، عام 2002، وأصبح جاهزاً عام (2008) وبيّن العبادي أن المكتبة الوطنية عملت على رفد الذاكرة الوطنية بجمع أكبر عدد ممتاز من الوثائق خصوصاً وأن الدولة الأردنية ستحتفل بعد «أربع سنوات»، بمئوية تأسيسها، فإنه لزاماً علينا أن نكون أوفياءَ تجاه هذه المناسبة والأجيال القادمة بوضع وثائق آبائهم وأجدادهم من الأردنيين الذين بنوا هذه الدولة بتوجيهات من ركن من أركان النهضة العربية المغفور له الملك عبد الله الأول ابن الحسين مؤسس الدولة الأردنية الهاشمية، مشيرا إلى أن الوثائق تعد من الأصول التاريخية التي يَعتمد عليها التاريخ، لذلك قيل «إذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ»، فالوثائق هي الأدلةُ؛ لأنها وثقّت أيّ دونت سواء أكانت اثاراً ماديةً أم أثاراً مدونة أيّ كتابية، فالوثيقةُ لسانُ التاريخ . وهي الشاهد المادي على أحداث الماضي. وأكد العبادي أن المكتبة الوطنية أنشئت عام 1977 تحت اسم مديرية المكتبات والوثائق الوطنية، وفي عام 1990 تحول اسمها إلى دائرة المكتبة الوطنية، وتعنى الدائرة بشكل اساسي بحفظ النتاج الثقافي الوطني والتعريف به. من خلال حفظ المعلومات وإتاحة الانتفاع بها للباحثين والاجيال القادمة، بالإضافة لحماية حق المؤلف والملكية الفكرية. حيث تشتمل الدائرة على : مديرية الوثائق والتوثيق، مديرية الخدمات المكتبية، قسم الإيداع، قسم حق المؤلف، قسم الإهداء والتزويد. وأشار العبادي قائلا: يبلغ عدد الصور الفوتوغرافية المتوفرة حوالي ربع مليون صورة فوتوغرافية تتناول هذه الصور في مجملها العائلة المالكة، اشخاص «وزراء، سفراء،افرادا في الجيش العربي»، أماكن «الاردن، فلسطين، سوريا، لبنان...»، أحداثا تاريخية، مناسبات رسمية وفعاليات شعبية، وتمتد الفترة الزمنية لهذه الصور منذ العهد العثماني مرورا بفترة تأسيس امارة شرقي الأردن و الاستقلال حتى الآن، مبينا أنه يتم الحصول على هذه الصور من أشخاص، مؤسسات، جامعات وذلك من خلال التواصل مع المواطنين للحصول على ما لديهم من وثائق وصور فوتوغرافية بالتعاون مع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. وأضاف قائلا: يحتوي القسم ايضا على العديد من الصور الفوتوغرافية غير الموثقة والعمل جار على توثيقها، لذلك فالمكتبة الوطنية ترحب بأي معلومة أو بأي شخص قد يساعد في التعرف على الشخصيات البارزة في الصور أو تاريخ الصور، و بعد الحصول على هذه الصور يتم تسجيلها وتصنيفها وفهرستها و حفظها في مكان تتوافر فيه شروط التبريد المناسبة. حاليا تقوم دائرة المكتبة الوطنية بعمل ارشفة الكترونية لكل موجودات القسم من وثائق وصور، حيث يتم إدخال بيانات الصور على نظام إدخال متقدم يسمى Adlib ويتم عمل scanning باستعمال نظام icapture وبذلك يمكن للباحثين الاطلاع على مجموعات الصور بكل سهولة ويسر. وخلص إلى القول: ويمكن للباحثين الوصول إلى الصور الفوتوغرافية بكل سهولة ويسر من خلال الموقع الالكتروني للدائر المكتبة الوطنية www.nl.gov.jo تدعو المكتبة الوطنية أبناء المجتمع لوضع ما لديهم من وثائق وصور ذات دلالات وطنية وتاريخية لديها وذلك للعمل على توثيق تاريخ الأردن، علما بأن المكتبة لا تشترط الحصول على النسخة الأصلية من الوثيقة أو الصورة، مشيرا إلى المقتنيات لدى المكتبة والمؤرشف منها، وقسم الوثائق الحكومية، وقسم الوثائق الخاصة، وقسم التوثيق، وتاريخ الأردن، والجريدة الرسمية ومذكرات مجلس الأمة، وكما استعرض مجموعات من الصور الفوتوغرافية. جريدة الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 18-05-2017 10:40 مساء
الزوار: 1020 التعليقات: 0
|