في إطار التعاون بين قطاع الثقافة والآثار في مملكة البحرين والمؤسسة العربية  للدراسات والنشر في بيروت وعمان، تتواصل الإصدارات في هذا المشروع المشترك فصدر كتاب بعنوان "الغاجاراشا ملحمة الغجر" للشاعر والكاتب المسرحي البحريني علي الشرقاوي.
والشرقاوي الذي بدأ بنشر قصائده الشعرية في العام 1968، كتب كلمة في بداية الكتاب تحت عنوان "مفتتح" يقول فيها "نحن والسماء وما يدور على خلايا الأرض من شجر ومن طير ومن سمك، نعيش مع المعادن والهواء صديقنا السري، منذ بدأ الزمان سقى علاقتنا بماء الورد والعسل العظيم الحضن، أعطانا من الزيتون ما يشفى المفاصل في تكلسها، ومد لنا وسوف يمد مائدة الإضاءة في احتفال الكون بالنيروز، مائدة هنا وهناك مائدة، أياد جذرها في لحمة المزمار، هل في رقصنا اليومي غير علاقة فطرية بين الهواء وتعتعات النار، نحن والسماء وما يدور على أديم الأرض، مثل الأرض، زحمة فرحة مفتوحة لقبول ما تأتي به الأمطار".
نشرت قصائد الشرقاوي في أغلب الصحف والمجلات المحلية والعربية، وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والألمانية والبلغارية والروسية والكردية والفرنسية، كما قام بترجمة الكثير من القصائد الإنجليزية والكندية والهندية إضافة إلى مسرحيات عديدة للأطفال والكبار.
وفي كلمة غلاف الكتاب تقول "هذه الورقات المنزوعة من جلد المخطوطات السرية، ليست ملحمة تستوطن حفريات الشك، وليست أغنية لفراديس القدمين، هي الجملة قبل تفرغ ماء النطق، هي الظن الراكض كالقنفذ من رغبة ما كان إلى عشبه ما سوف يكون، لها بالتاريخ علاقة ماموث الفطرة بالقاموس، لها أرخيت الغفلة في هيجان الرأس، لها أعطيت الهذيان عناوين الفتحة والضمة والفاصل والفصل، من الدم/ السرة، أعني سر الإسرار، دخلت محاطا بالغفلة، أمرق بين مرايا الطفلة والطفل، مندهش العين ومرتعش القلب، إلى الهم رحلت لأعرف ما لا أعرف، أو أكشف ما أكشف، ولا أرغب أن أصل المعنى".
ويوجه الشرقاوي أيضا كلمة "مقدمة للسادة الغجر"، يقول فيها "ثلاثون عاما وأكثر، وأنا في مياه الكلام/ أغوص وأطفو، ثم أغوص لأطفو لأنظر، ماذا فعلت بذاك الغلام، وأذكر.. أنسى، ندى الاحتلام، رأيت صباي، رأيت الذي ما رآه سواي، رأيت أبي في دمي، وأمي التي تشبه الأرض في حلمها، رأيت السموات في حالة الابتسام".
اما "بلاد الرافدين"، فيهمس لها الشرقاوي وهو يستذكر ارث بابل ونهر دجلة والفرات وصيد السّمك فيهما :"كغيث نافر الأوداج، طرنا في خطيئتنا، نزلنا في ثرى بابل، وحول فراتها الجاري نصبنا في الضفاف خيامنا الأولى، تعرفنا على الأسماك، حاورنا مخافرها وزاملنا القطا فيها، ومن قصب المياه اليابس المخضر شكلنا البيوت الصفر. ظلت فترة الأهوار، بيتا واسع الأنوار، قلنا للجميع هنا، تعالوا ارقصوا معنا، تعالوا اسمعوا دفا براقص في الدجى ما ينطق المزمار".
أطلق الشرقاوي على فصول كتاب "الغاجاراشا ملحمة الغجر"، الذي جاء في "476" صفحة، وتضمن العديد من النصوص الإبداعية التي تناول فيها الشاعر الكثير من الرؤى، وبالتالي رصد المشاهد الواقعية أو المتخيلة في إطار أدبي متواصل مع الحياة، وبأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، اسم "كتاب بدءا من الكتاب الأول وحتى السابع"، وانتهاءً بفصل قصائد متفرقة.
ومن القصائد التي جاءت في الكتاب قصيدة بعنوان "عرس الطيور"، يستذكر الشاعر تلك الأيام التي ولد فيها في صحون السجون يقول"بين يوم ولادتنا/ في صحون السجون/ وغناء ربيع الجميع/ وقفنا كعطر الخرافة/ وقفنا على عتبات/ وكان السحاب يرطب/ أكمام أشواقنا بالرحيل الجميل/ ويلاعبنا الرد فوق لهاث المساء الطويل/ جاءت الطير مزحومة/ إنه العرس. قالت/ وضمت يديها على شفتي/ فتورد شوقي على هامة العام عباد شمس/ وصادق وحشة بدء الخليقة افقي/ نعم. إنه العرس/ يرقص طير/ على البيض الساحلي المنمنم/ يفرش في الشوق وشم قوادمه/ فتزغرد في ولع الضوء حيرة قلبي/ هو العر/ انظر".
ونقرأ في قصيدة بعنوان "فاتورة"، التي يقول فيها الشاعر "أحد يدي على الأشواك/ لأمسك دربا/ أمسك عشبا/ أم.../ ويقود التيه يدي/ فأمشي/ ممتلئا بالصدفة/ فوق نهار الشاسع/ أحمل هاويتي/ أتهاوى من أعلى الصرخة/ بيضة عصفور/ لو أني أشرد في كلمات أخي، أتكركر في تريق/ أحاديث رفيق عاد من الجرح الأول/ لو أني أعرف/ كيف أعيد الصوت الضائع/ من شفة الجدول/ وأضيع بصحراء الخوف  المزروعة في عين الأطفال/ أمد يدي تضيع/ أمد فصائل تلك الأيام/ تضيع/ أشير بحاجب خوفي/ ما هذا فرح/ يا أبناء الجزر المنكوبة/ هذا تابوت/ ويموت الصوت المطعون وأدخل في كهفي".
ويذكر أن الشرقاوي أصدر له العديد من المجموعات الشعرية بالفصحى منها "الرعد في مواسم القحط"، "نخلة القلب"، "هي الهجس والاحتمال"، "رؤيا الفتوح"، "المزمور23 (لرحيق المغنّين شين)"، "للعناصر شهادتها أيضا أو المذبحة"، "مشاغل النورس الصغير"، "ذاكرة المواقد"، "مخطوطات غيث بن اليراعة"، "واعربـاه"، "مائدة القرمز"، "الوعله"، "كتاب الشين"، "من اوراق ابن الحوبة"، وصدر له بالعامية "أفا يا فـلان (بالاشتراك مع الشاعرة فتحية عجلان)"، "أصداف"، "بر وبحر (مواويل)"، "لولو ومحار (الجزء الأول)"، "سواحل صيف"، "برايح عشق"، "حوار شمس الروح"، "لولو ومحار(الجزء الثاني)"، وكتب العديد من الأعمال المسرحية للأطفال منها "مفتاح الخير"، "الفــخ"، "الأرانب الطيبة، "بطوط"، ومسرحيات شعرية منها "الســمؤال"، "ثلاثية عذاري"،  "خور المدعي"، (مسرحية شعرية عامية)، "البرهامة"، كما اصدر مجموعات شعرية للاطفال منها "أغاني العصافير"، "شجرة الأطفال"، "قصائد الربيع"، "الأرجوحة"، "الأصابع"، "أغاني الحكمة"، "العائلة"، اوبريت "يد الغضب".
وقد تعاون المطرب والملحن البحريني خالد الشيخ مع الشرقاوي حيث لحن وغنى العديد من قصائد الشرقاوي في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ومن هذه الأغاني "شراع الهوى انعلي"، كما لحن الشيخ أغنية "فدوة"، وهي من قصائد علي الشرقاوي وغناها الفنان علي عبد الستار، وغني من قصائد الشرقاوي العديد من المطربين الخليج والعالم العربي.