عرار:

أكد أستاذ التربية الخاصة في قسم الإرشاد والتربية الخاصة، في كلية العلوم التربوية/ الجامعة الأردنية د. جمال الخطيب، أن البحوث العلمية قدمت في العقود الستة الماضي أدلة علمية بأن "أساليب تحليل السلوك التطبيقي المنبثقة عن علم النفس السلوكي من أكثر الأساليب فاعلية في تغيير السلوك الإنساني".
وأضاف الخطيب في مقدمة كتابه "تحليل السلوك التطبيقي"، الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع- عمان- رام الله، أن البحث العلمي التجريبي قدم دعم الإيجابي لهذه الأساليب في كافة المجالات التربوية والنفسية وخاصة في التربية الخاصة والعلاج والإرشاد النفسي.
وقد حاول المؤلف الخطيب في هذا الكتاب أن يعرف القارئ بمجال علمي يحظى في ضوء فعالية الأساليب التي يشملها باهتمام بالغ بأوساط الباحثين والممارسين في الميادين التربوية والنفسية والاجتماعية وغيرها، وهو تحليل السلوك التطبيقي، فالكتاب يتألف من اثنى عشر فصلاً تغطي مختلف الأبعاد الفلسفية، والبحثية، والتاريخية والتطبيقات العملية لمبادئ واستراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي.
يقدم الفصل الأول، وصف الخصائص المحورية لتحليل السلوك التطبيقي، في البداية تم التمييز بين تحليل السلوك التطبيقي وتعديل السلوك، وقُدّم التعريف الشائع لتحليل السلوك التطبيقي، وتمت المقارنة بين التفسيرات السلوكية والتفسيرات النفسية الأخرى (التحليلية، المعرفية، الإنسانية، والبيولوجية) للسلوك الإنساني، الأسس التاريخية لتحليل السلوك التطبيقي، وإجراءات تصميم برامج تحليل السلوك التطبيقي وتنفيذها واستخدامها في ضوء أخلاقيات هذه المهنة. 
ويتناول الفصل الثاني، المفاهيم الأساسية في تحليل السلوك التطبيقي، فقُدمت معلومات تأسيسية عن السلوك بنوعيه الرئيسين: السلوك الاستجابي والإجرائي، ووُصفت مبادئهما، ومفهوم البيئة وما تشمله من مثيرات من أنواع شتى. كما يقدم معلومات تمهيدية عن التعزيز والعقاب بأنواعهما المختلفة.
وعولجت القضايا الرئيسة المتعلقة بإعداد الأهداف السلوكية في الفصل الثالث، بحسب الخطيب، حيث يوضح معنى ودور الأهداف طويلة المدى، والأهداف السلوكية ومبررات صوغها، والاعتراضات الشائعة على كتابة الأهداف السلوكية، وشُرحت مبادئ اختيار الأهداف السلوكية ذات الأهمية والفائدة، تم توضيح عناصر الأهداف السلوكية (الأداء، والظروف، والمعايير)، ونوقشت الأخطاء الشائعة في كتابة الأهداف السلوكية، وحول أهمية وإجراءات جمع البيانات عن السلوك، يتحدث الفصل الرابع، الذي يتناول مبادئ التقييم السلوكي، والوظيفي للسلوك والدعم السلوكي الايجابي، وأبعاد السلوك القابلة للقياس، وإجراءات قياس السلوك المستهدف في برامج تحليل السلوك التطبيقي.
ويعرض الفصل الخامس عناصر الرسوم البيانية وأنواعها، ومبررات استخدامها في تحليل السلوك التطبيقي، وطرق تمثيل المعلومات التي يتم جمعها بيانياً، وموجهات تفسير المعلومات المعروضة في الرسوم البيانية.
أما الفصل السادس، فيشرح استراتيجيات تنظيم المثيرات القبلية، ويقدم معلومات تفصيلية عن استراتيجية ضبط المثيرات القبلية لتغيير السلوك الإجرائي، وعن دور التمييز والتعزيز التفاضلي في هذه العملية، وكيفية استخدام المثيرات القبلية الإضافية لحثّ السلوك الإجرائي المناسب على الحدوث.
ويشرح الفصل السابع استراتيجيات تنظيم المثيرات البعدية لتقوية السلوك، ومبادئ الاستخدام الفعال للتعزيز وطرق تحديد المعززات، وتوضيح أنواع المعززات وجداول التعزيز، مع تقديم معلومات وافية عن تطبيقات كل من برامج التعزيز الرمزي والتعاقد السلوكي.
ويناقش الفصل الثامن استراتيجيات تنظيم المثيرات البعدية لإضعاف السلوك والتي تشمل: الإجراءات المستندة إلى التعزيز (التعزيز التفاضلي لانخفاض معدل حدوث السلوك، التعزيز التفاضلي للسلوكات الأخرى، والتعزيز التفاضلي للسلوك البديل)، والمحو، والعقاب بإزالة مثيرات إيجابية (تكلفة الاستجابة والإقصاء عن التعزيز الإيجابي) والعقاب بإضافة مثيرات منفرة، والتصحيح الزائد.
 ويقدم في الفصل التاسع معلومات حول التصاميم التجريبية ذات الفرد الواحد وهي: تصميم أ- ب، التصميم العكسي، تصميم المعيار المتغير، تصميم خطوط الأساس المتعددة، وتصميم العناصر المتعددة.
ويناقش الفصل العاشر استراتيجيات تعميم التغير السلوكي، وبعد تعريف التعميم وإبراز أهمية التخطيط من أجل زيادة احتمالية حدوثه، وتم التمييز بين تعميم المثير، وتعميم الاستجابة، واستمرارية الاستجابة.
أما الفصل الحادي عشر فيناقش استراتيجيات تنظيم الذات، ويقدم التفسيران السلوكي والسلوكي/ المعرفي لتنظيم الذات، وشُرحت تطبيقات تنظيم الذات وفوائده، وبُينت عناصره الرئيسة وموجهات تنفيذ استراتيجياته بشكل فعال، ويعالج الفصل الأخير الانتقادات والإساءات الموجهة لتحليل السلوك التطبيقي والمتمركزة حول مفهوم الضبط، الحرية والإرادة، الأعراض البديلة، أسباب السلوك، التعميم من الحيوان للإنسان، بساطة التحليل السلوكي، المشاعر والأفكار، وضبط النفس