|
عرار:
تستوحي فرقة «أبناء الجبال الشركسيّة»، التي تشارك في مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام، يوم الثلاثاء 25 تموز 2017، اسمها من اللقاء الحميم بين جبال عمان وجبال القفقاس، وتسعى لأن تغرس هذا الحب في قلوب أعضائها الذين استطاعوا أن يعبروا عن إحدى لوحات المجتمع الأردني الذي يشكّل فسيفساء جامعة تؤكّد التنوّع الفني والثقافي الذي يعيشه الأردن في وجود هويات فلكلوريّة تثري التكامل الوطني بين هذه المكوّنات التراثيّة في نهاية المطاف. وتؤدّي الفرقة التابعة للأكاديميّة الدوليّة للثقافة الشركسيّة رقصاتها وفقاً للنمط الشركسي في الفنون المتعارف عليها وفي وجود حكاية لكلّ رقصة من هذه الرقصات، التي تمثّل رقصات الشركس الفلكلوريّة في الأردن وبلاد الشام وتركيّا وفلسطين وكذلك رقصات شعوب القفقاس، ليستمر هذا التراث الغني بأسماء رقصاته ونظام أدائها وتقاليدها العامّة والتفصيليّة. واستطاعت «أبناء الجبال»، وبالرغم من عمرها القصير، أن تدخل إلى القلوب بسرعة، وأن تحظى بحضور مفاجئ ومتابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وهي الفرقة التي بيعت عروضها كاملةً، فضلاً عن حفلها السّنوي الذي يقام على مسرح مدرسة الأكاديميّة الدولية في عمان برعاية سموّ الأمير علي بن الحسين ويحظى بحضورٍ كبير، ومشاركتها الفاعلة في بازار الجمعيّة الشركسيّة بالحضور ذاته الذي يتجاوز 1800 شخصٍ كلّ عام. ومما زاد في أسهم الفرقة أنها شاركت جلالة الملك عبدالله الثاني زياراته الرسميّة الدوليّة لتقديم الفلكلور الأردني، مثلما شاركت في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، كما أنّها قدّمت إنجازاتٍ عديدة، منها حصولها باسم الأردن و للمرة الأولى منذ إنشاء المهرجان الثقافي الشركسي العالمي قبل 25 عاماً ، على المركز الأول في مسابقة الرقص الشركسي الفلكلوري، متفوقة على 42 مشاركة من شتى أنحاء العالم، و ذلك بتقديمها رقصات شركسية أردنية تراثية قديمة امتازت عن غيرها من المشاركات برقي الأداء وانسجام الحركات مع الموسيقى والأزياء، حيث أقيم المهرجان في جمهورية الأديغاي في العاصمة مايكوب قبل عامين. والجدير بالذكر أنّ الفرقة يصاحبها كادر من ستة أشخاص مسؤولين عن الأزياء و تصميمها وخياطتها، كما يتواجد كادر مساعد من 10 أشخاص وراء المسرح، إضافة لمدرب و موسيقي، يعاونهم كادر من أربعة أفراد مسؤولين عن الصوت و الإضاءة، ويعمل جميعهم وكذلك أفراد الفرقة وأعضاء الأكاديمية بلا مقابل كمتطوعين، للإسهام في إيصال رسالة الأكاديمية وتحقيق أهدافها الساعية إلى إبراز وجه الأردن الثقافي بأحسن صورة ممكنة. أما الأكاديمية الدولية للثقافة الشركسية فتأسست عام 2010 بهدف الحفاظ على قطعة من النسيج الثقافي الفسيفسائي المميز للأردن، وهي الثقافة الشركسية الخاصة بشراكسة الأردن بشكل خاص وشراكسة المهجر في سوريا وتركيا وأوروبا وفلسطين بشكل عام. وتسعى الأكاديمية للحفاظ على اللغة والعادات والتقاليد والموسيقى والرقص والحرف اليدوية التي تميز شراكسة الأردن، فقد استطاعت بالرغم من عمرها القصير أن تضع أول قاموس من نوعه في العالم هو قاموس (عربي- شركسي) يشتمل على أكثر من خمسين ألف كلمة، إضافة إلى أول منهاج أردني لتعليم اللغة الشركسية لغير المتكلمين بها من الشراكسة أو من سواهم بطبيعة الحال. كما نجحت الأكاديمية باستضافة العديد من الفنانين العالميين مثل أصلان لبزو من جمهورية الأديغاي و تيمور لوستان من جمهورية القبرطاي، إضافة إلى مصممي الأزياء الشركسية التراثية مادينا حتسوك ومادينا سرالب، مثلما استضافت الفنان المصري القدير من أصول شركسية محمود قابيل، معززة دورها الدولي في إقامة العلاقات الثقافية ما بين الأردن والعالم، كما كانت أول مؤسسة أردنية شركسية توقع اتفاقية تعاون ثقافي مع الوطن الأم، وهي الاتفاقية التي وقعت ما بين الأكاديمية وصندوق إبسني في جمهورية أبخازيا الشركسية المستقلة حديثاً. أما تعليم الرقص الشركسي فهو من أولويات الأكاديمية، حيث استحدثت فرقة «أبناء الجبال»، للأشبال والناشئة والفرقة الرئيسية، كما تسعى إلى لقاء كبار السن من الأردنيين لتعلّم الرقصات القديمة ومناسباتها وموسيقاها التي أحضروها معهم إلى الأردن وحافظوا عليها من الضياع ومن ثم تعليمها للشباب والفتيات وتقديمها بقالب عصري حديث على المسرح بحركاتها الأصيلة وموسيقاها، حيث تتعاون في ذلك مع الموسيقار الأردني المعروف سامر سامي الأمين وهو خريج جامعة حلوان المصرية في التوزيع والتأليف الموسيقي لتقديم هذه الموسيقات بشتى أنواعها بقالب يروق للمستمعين الشراكسة والعرب والأجانب. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 23-06-2017 01:07 صباحا
الزوار: 687 التعليقات: 0
|