أحيا شعراء أردنيون وعرب الأمسية الشعرية الثانية ضمن مهرجان الشعر العربي. وقرأ في الأمسية الشعرية التي استضافتها رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثانية والثلاثين، من الاردن الشاعران موسى حوامدة وسلطان الزغول، ومن تونس الشاعر خالد الوغلاني وادارها د. إسماعيل القيام. الشاعر التونسي خالد الوغلاني استهل الامسية بقوله "أول مرة أقر قصائدي في الأردن، وفي مهرجان جرش"، فانا قادم من بلدة "ثورة الياسمين"، موجها تحيه للقائمين على هذا المهرجان، والى رابطة الكتاب التي وجهت إليه الدعوة للمشاركة. وبين أنه سوف يقرأ قصيدة "عازفة الكمان"، التي "رأت النور في العام 2012، وفيها تقييم شعري لمرحلة مهمة من المراحل التي تلت الثورة التونسية في العام 2011، وهي الديمقراطية". ومن القصيدة: ".. ببياض لون الياسمين/ صبية/ نذرت لأوتار الكمنجة حسنها/مدت يدا للبحر/صانت موجه/لتعلم الريح العنيدة صونها/أنثى/كخارطة الحياة/هي المدى/لا شان في الدنيا يطاول شانها/خضراء../لو وقف الزمان ببابها لقضّى شهيدا وهو يطلب اذنها/ كل النجوم لآلئ في جيدها/ما من الا حينما زينها/لم تنعزل في الخوف/جل ضياؤها/ عمن بجوع في القلوب يرونها/بالحب/ كل الحب في أحضانها/ تنسى الحياة حياة من ينسونها/وطني ائن شحذت يد سكينها/ لتعيدنا للرعب/ كناعونها؟/ من نحن؟ ما هذي الخفافيش التي تبني على صمت العنادل أمنها؟ هل قدر التاريخ أن نبقى/ هوامش صفحة فيه إضاعة متنها؟". وقرأ الشاعر قصيدة "مريم"، واشار إلى انه قام بضم الشعر واللحن والأداء فيها، مبينا أنه استعار لحن وكلمات اغنية من التراث التونسي القديم وأدخل عليها بعض التحويرات وطوعها للقصيدة حتى أصبحت جزءا منها. يقول الوغلاني فيها: "قَلْبِي الْمَسيحُ لِمَريَمَ العَذْراءِ/لا شَيْءَ غَيْرُ الحبِّ في أسْمَائِي ِنْجِيلُ عَيْنَيْهَا مَسَافَةُ غُرْبةٍ/ بَيْنَ الحَوَارِيِّينَ وَالشُّعَرَاءِ أَيْقُونَةُ الغُرَبَاءِ، هَيْكَلُ رَاهِبٍ/سِفْرُ البِدَايَةِ فِي رُؤَى الحُنَفَاءِ تُفَّاحَةٌ فِي الغَيْبِ/حِكْمَةُ آدَمٍ/قُدْسُاللَّهِيبِ وَجَنَّةُ الإِغْوَاءِ لَولَا ارْتِوَاءُ الْمَاءِ مِنْ أَنْفَاسِهَا/ لَمْ يَنْجُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ بِمَاءِ لَا هُدْهُدٌ للشَّوقِ إلاَّ صَوتُها/ يَأْتِي إلَى العُشَّاقِ بِالأَنْبَاءِ ضَمَّتْ خَلَايَا الرَّمْلِ بَيْنَ ضِفَافِهَا/لِتَكُونَ كُثْبَانًا بِلاَ صَحْرَاءِ كَانَتْ سَمَاءَ الرِّيحِ، مَلاَّحَ الرُّؤَى/وَطَنًا بِلَا مَأْوًى وَلاَ غُرَبَاءُ فَوْضَى التِّلاَلِ، كَلَامَ عِشْقٍ لَمْ يُقَلْ/عَنْ بَرْزَخٍ بَيْنَ الرُّؤَى وَالرَّائِي لَمْ يَنْطِقِ الحَلَّاجُ/حينَ بدتْ لهُ عِنْدَ الْحُلُولِ/بِحَضْرَةِ الأَضْوَاءِ...". وقرأ الشاعر موسى حوامدة من مخطوطات ديوانه الجديد بعض القصائد، منها قصيدة بعنوان "سأمضي إلى العدم"، وفيها الكثير من التشاؤم، حيث يقول: "سأمضي إلى العدم.../ فلست نادما على شيء/ ولست طامعا في شيء/ سراب كل الذي مر بي/ من تلال وسهول وبحار/ وأناس سيئين أكثر من عدو متربص بالهزيمة/ كل الاصدقاء الذين صادقتهم اصداء/ كل الذين احببتهم أسماء/ اما انا..../ فعلى خطي اسير/لا وطن لي/ ولا شارع يعرفني/ لا شاعر لي/ كل الشعراء الذين احببتهم لصوص أوراق وكتب/ كلا النبلاء الذين تبعتهم أوغاد...". ثم قرأ قصيد بعنوان "ذاهل عني"، يقول فيها: "ذاهل عن معنى المعاني/ وأنت ترشقين هواجسي بالخذلان/ وهشاشتي بزوغان الكلمات/ واعذاري بالخطيئة/ كلنا كهوف مخبوءة/ تعجز الأبواب عن سرد عتمتها/ قلبي لا تقية لديه/ ولا أشجار تحميه من النور/ وعذري لا تكافئه الندوب". وعن الجدار الذي يجب الروح من الانفلات إلى الارض القديمة التي يسكنها العشب، وقف الشاعر سلطان الزغول في قصيدة "الجدار"، التي يقول فيها: "فوق سقف مترع بخيبات قديمة وقفت أتأمل الجدار../ كانت المساء تسود/ كانت صخور الجبل العالية تتفتت/ كان الجدار يتعالي../ كانت روحي تتفلت إلى أرض قديمة/ يسكنها عشب/ يظلله شفق أرجواني". وفي مقطع ثاني يقول الشاعر: "كنت أهذب عطشي حسب/ لم أرتو يوما/ تلك الطريق إلى النبع انقطعت/ وتوارى النبع خلف الجدار/ لم يعد غيم نيسان يمسح روحي بالألفة/ نسيت الأزهار روائحها/ صار الجبل أقل ارتفاعا/ صار النهر أبعد/ صارت القهوة بلا طعم/ صار الحب بلا لون/ صار قلبي قطعا ممزقة في فضاء يتلبد/ صرت رجسا من عمل الوقت/ صارت الشمس صورة معلقة على الجدار". واختتمت الأمسية بقيام رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. زياد ابو لبن الدروع على المشاركين في الفعالية.