|
عرار:
ورحب العدوان بالضيوف قائلا أن الاتحاد لكل المثقفين الاردنيين والعرب بغض النظر عن انتسابهم لأي هيئة ثقافية وكلنا نقف في خندق الثقافة والأدب وعلى ارضية صلبة وعلى مسافة واحدة من جميع كتابنا وادبائنا وشعراؤنا في هذا الوطن ونرحب بالجميع، وقدم الدكتور حسام العفوري قراءة نصية كما قدم الناقد والشاعرعبدالرحيم الجداية شهادة ابداعية حول الرواية وأدارالحفل الدكتور صائب القاضي. وقال العفوري: الغداء الأخير بين الواقعية والخيال: إن نظرنا إليها بعين الرواية التاريخية، سنجد بأنه يتحدث عن حقبة من الحقب الزمنية المعاصرة المهمة من حياة العرب والعالم. وتمتزج هذه الرواية مع وجدان الكاتب ونفسيته، إما بمشاهدة بعضاً من هذه الأحداث، أو أنه سمع عنها، أو أنه قرأ عنها في كتب التاريخ المدرسي، وهذا مما أدى إلى إرباك بعض شخصيات الرواية، في ربطها مع الأحداث، وكذلك بما يتناسب مع الموضوع والحبكة والزمان والمكان والعقدة، لقد ألقى الكاتب (توفيق جاد) الضوء على بعض الحالات المجتمعية التي يرى فيها إشكاليات في الأحكام الشرعية التي تندرج تحت عنوان المعاملات، ما بين الواقع والخيال، من مثل: الزواج، والاغتصاب، والتشهير، والتنابز بالألقاب، والقتل الخطأ، والعمد كذلك، موت القضية الفلسطينية: بذوبان الشعب الفلسطيني في كل أقطار العالم، وفي ثنايا الرواية تحدث الكاتب (توفيق جاد) عن قصص تتماها بها الواقع والخيال، تتآلف فيها القلوب وتنتهي بالزواج، وكان الكاتب يلقي الضوء على قضايا تحتمل فيها الخطأ والصواب بين الحكم الشرعي والعادات والتقاليد، ولكن هذه لم تُعالج بالحكم الشرعي بقدر ما تعاملت معها الرواية، من ناحية اجتماعية سلبية، فكانت العادات والتقاليد، هي الظاهرة على موقف الشخصيات، مع محاولة الكاتب أن يبعث بالرواية، نحو القضاء الشرعي هروباً من المسائلة فيما بعد صدور الرواية؛ لآن الحل القضائي لم يحل بطريقة شرعية؛ وإنما بطريقة اجتماعية مجحفة بحق صالح ورشيدة وأولادهما. بدأ الكاتب(توفيق جاد) الرواية بموضوع اغتصاب فلسطين الأرض والوطن والشعب، بعد قتل، وتشريد، واغتصاب للمرأة العربية؛ ولكن هل قدم لنا الكاتب نموذجاً عن امرأة عربية فُعل بها، أم أنه سمع كما سمع الآخرون من أفعال مشينة قام بها اليهود، أم أن اليهود الصهاينة قاموا بنشر هذه القصص من أجل التخويف والتهجير والإذلال، أم أنها حدثت بالفعل، وتستر عليها من عرف بهذا الأمر، فكانت شيم ابن العم أن يتقدم لها ويتزوجها، فتذوب القصة وكأنها لم تكن، أم أن هذه المرأة لم تقل ما حدث لها وبقيت بلا زواج، وهي تتعذر بتربية إخوانها وأخوتها الصغار، كل القصص تتوارد إلى الذهن، فيبقى الأمر بين الواقعية والخيال. ومن جهته قال كاتب الرواية جاد: تتقد النيران تحت الغداء الأخير مع اشتعال نيران حرب حزيران عام 1967م فتنطلق شرارة صغيرة تحمل في ثناياها نار الشتات والتهجير ليفقد الناس بعضا من أسرهم فتختلط العائلات والأنساب، يشاء القدر أن يلتقي في عمان شاب وفتاة وسرعان ما يهيما في بعضهما حبا ينتهي بزواج سعيد وثلاثة من الأبناء الذكور لصالح الأب ورشيدة الأم، يدعو صالح صديقه الدكتور فالح لحضور حفل تخرجها الجامعي لتلفت انتباهه صديقتها ياسمين والتي أحبها وقام بخطبتها. أراد د. فالح أن يشتري كسوة العروس من الشام، فسافر هو وعرسه بصحبة والديتهما بعدما عقد قرانه عليها بفترة ليست طويلة، وهناك انفردا وكان الشيطان ثالثهما، تزاوجا على أمل العودة والزواج بعد أسبوع، ولكن تشاء الأقدار أن يموت د. فالح بحادث سير ويخلف في أحشاء ياسمين جنينا لم تكتشفه إلا بعد وفاته فيتنكر والده للجنين مما اضطرها للسفر والعمل بالامارات كمعلمة للهروب بجنينها على أمل أن تجد وسيلة تثبت فيها صحة نسب ولدها فالح، من خلال الصدفة يكتشف صالح أن أم أولاده لم تكن سوى أخته فلسطين فتتحول حياة الأسرة إلى ضياع كامل، أخيرا اتخذ ابنهما عايد الكبير قراره بانهاء معاناة أسرته وأهله جميعا وبشهادات تثبت أنه الجاني، تعود ياسمين وتثبت نسب ولدها عن طريق فحص ال DNA وتذهب لوداع صديقتها رشيدة ( فلسطين) لتكون أول شاهدة على نهاية حياة أسرتها بالغداء الأخير بعدما تزوجت من عبدالله الاماراتي. وفي شهادة إبداعية في رواية "الغداء الأخير"للشاعر والناقد عبدالرحيم جداية قال فيها : ليس هناك أجمل لنعيش من أجله من أن تبدأ بعد أن تصغي للحياة طويلا فهذا مؤشر على الوجود، وأن تبدأ بعد أن تكون قد عاينت تقلبات الحياة والواقع والوجود فهذا هو الحضور الإنساني، ليس متأخرا، ربما تأخر قليلا، هو لم يتأخر، لكن الحياة عاندته فصبر وانتظر، من الجميل أن تسند ظهرك إلى الحائط، لكن الأجمل أن تسند الحائط الذي يتكئ عليه ابناؤك وزوجتك وعائلتك واصدقاؤك، فهذا هو العطاء. السنوات تمر، ربما سريعا، وربما أبطأ من سلحفاة، لكن المعيار يحدده الشاهد الذي عاين ومحص الحياة، والشواهد كثيرة، والشاهد واحد، اصطنع من الشواهد مادة لحضوره بعد أن غلف بالصبر ما غلف، فهل يجوز شرعا أن نشهد لشاهد، ربما هو متهم بالتأخر والتأخير، قد تكون هذه التهمة جاهزة ومعلبة عشوائية في ضربها، لكنه الحكم على أسباب هذا التأخير الذي أنبت من جوعه وتعبه وعطشه وجهده، وما بذل بالحياة سوى سنبلتين، سنبلة في عالم القصة، حيث كان الصرير جزءا من حياته، وحياتنا أيضا لكنه شعر بالصرير، هذا الصوت المزعج الذي استدل به على نفسه، فكان الصرير بإحدى عشرة قصة ضمنها مجموعته القصصية الصرير، التي بدأت حكايتها سابقا وهو يتوكأ على قصص تناثرت، شكلت فيها صورة المرأة فاعترف في الحياة بأنها متشظية فسيفسائية، أو قطع زجاج تناثرت، لكن الشاهد على التناثر والجمع والضرب والطرح في عمليات مساحية، حدد أولا النقطة المرجعية datum point، وربما حدد خطا مرجعيا base line ، نقطة مرجعية تحتاج إلى مثلثات ودوائر لإعادة حساب الأشياء، فهل يحسبها أم يتركها للقدر؟. لم يلتفت إلى نفسه وهو يحمل جهاز المساحة، راصدا النقاط والأبعاد، ولم يدر في خلده يوما بأن هذه النقاط التي شكلها على جغرافيا الأردن قد أعادت تشكيلة في غداء أخير، لماذا اقترضت الأخير من ليوناردو دافنشي صاحب العشاء الأخير؟ أهي نهاية الأشياء؟ أم نقطة ترجع فيها من بداية قديمة إلى بداية جديدة، تتحرك في دائرة لا يكسر محيطها سوى نظرة ثاقبة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 17-09-2017 09:00 مساء
الزوار: 778 التعليقات: 0
|