تحيل عنونة (وحيدا سوى من قميص الأغاني) للشاعر سعد الدين شاهين إلى تموقع الذات الشاعرة داخل أرومة سريرية تشغل قلب المركز البؤري للقصائد التي تضمنتها مجموعته في تأسيساته للبنى النسيجية لها بالتجانس المعرفي والتشكيلي والبصري لهذا الثالوث البنائي المتجانس في مقارباته الشعرية التخليقية إذ ترسخ معادلة الجوهر الشعري المسنودة إلى الأنا (وحيدا) في وحدتها مركز مدار القصائد وتمثُلاتها الفكرية التي تتنازعها موجِهات الذاكرة وقوى التخييل في تخصيب المعاني المتمثلة لجوهر العلاقة بين الانسان الشاعر وعلاقته بالعالم والأشياء.
«أزفُ الى الدار أوجاعها/ عندما تنتقي حنطة القلب موسمها/ كي تخضرً مرج الحقول/ ويعطش في صيفها الزارعون/ وأسألهم عن يباب المرايا وما في عيون القصائد/ ان اغمضت بالرمد. انت الذي في المراجع 
بعدك ما من أحد». (من الديوان)
إنّ الشاعر يجترح منظومة من الشفرات الشعرية التي تبثُ شعريتَها في صورها التدوينية التسجيلية الوقائعية وتحولاتها من الواقعي الى الغرائبي بالأنبناء الثيمي القيمي الموضوعاتي وتعدد معاني هذا الأنبناء في تحميل التجربة الشعرية أنماطا بنائية متجاورة في ثرائها المعرفي وتقاناتها المتأصِلة في التركيز على التكثيف وتثمير الرؤية والرؤيا وفق الاستراتيج البنائي، مرتبطا كل هذا بقاموس الذات الشاعرة اللغوي وكارزماه اللسانية، إذ تقوم الرؤى الشعرية على تثمير المرئي واللامرئي والمحسوس واللامحسوس في تشييدها للعلاقة الخفية بينهما وبين الفيض  من القول الشعري العميق وتخييله وانشغال الذات الشاعرة في ردم الفجوات  النفسية والزمنية خارج معيارية الزمن والمكان..
«... من أنا-/ من أنا حتى أحرك ساكني/ ويلمني في ظله شجر الكلام الفج/ إن تاهت على قدميّ أبعاد الطريق/ كانت تدوس العِير أشتالي/ وأمتدح احتمال الصمت حين تفيق سنبلة/ وتملأ جرتي سبعا عجافا ثم تسأل/ كيف يحتمل المسافر شهقة المكيال في رحلي/ وينكرني الطريق/ ..لا شيء يهطل في الجرار إذن سواي/ أنا الذي بالغيم أبكاني المسيح فقلت/ أفلق غيمنا بالصولجان/ إذا توشى بالقوافي سوف يهطل نازفا.» ص 23
يسعى الشاعر الى قلب العلاقات اللغوية من خطيتها الى تدوينها بمنظومة من الشفرات التي تتشابك وتتشفَر في لحظاتها الشعرية الحرجة المكتنزة، بكشوفات الشاعر للمحذوف والمسكوت عنه واستدعاء الاخر رمزا سيميائيا، اذ تتعاشق الدلالات وتتبطن وتترسخ في منظومة من الأقطاب المركوزة في باطن النسيج النصي المتهيكل بصريا وتشكيليا داخل خطاب شعري يتمرد على المألوف اليومي مشتبكًا مع الوجودي القيمي والميتافيزيقي والحلمي الراسخ المتمشهد في شعرية الجملة في صيغة الإستدراك وقد تمظهر هذا الإشتغال ابتداء بالعنونة الرئيسة للديوان (وحيدا سوى من قميص الأغاني)..
«..أتيت  كما ينزف الحلم/ من وردة  في الذبول/ أتيت كما يقطف الغيم/ عند انقطاع الفصول/ مرغم  بالوراثة أن دمي/ مزمن في دمي/ ويدي من خلال الأصابع روّضتها/ كي تمِسدَ عود الثقاب قليلا/ وتحنو عليه من الإشتعال..».
 تتشابك الرؤى الشعرية الوجودية مع اليومية بأجتراحها للمعاني الثرة خارج نمطية المعاني المتداولة، حيث ينزع الشاعر إلى أسطرتها في نزوع كتابة النص الشعري عمودياً نزوعاً بأتجاه تمظهرات الحساسية الشعرية الجديدة وانفتاحها على تبطين الحلم وانفتاحه على    مديات رؤيوية للقبض على جمرة الجوهر الشعري، بآقتران هذا هو المتخيل الشعري الذي غالبا ما يتجسد في قطبي الغياب والحضور والإنوجاد والوجود والعلاقات الحياتية الدينامية التي تحفز الذاكرة والمخيلة لأكتشافها واستبطانها وتدوين الراسخ منها الذي يتموقع بين أنظمة الفوضى والوحدة والتيه والتنوع بين المؤالفة بين الأضداد والراشح الهلامي الى اجتراح مشهدية شعرية مكتنزة بالدلالات الفياضة والمعاني المتتضادة  تارة والمتجانسة والمتجاورة تارة اخرى بقوة العلامة اللغوية وتشييدها للعلاقة الشعرية المتجسدة في التشكلات المعرفية والذهنية الساندة للرؤى الشعرية وشفرات الرؤيا المكتنزة التي تبني المتن الكلي للقصائد،  ومن القصيدة التي تحمل عنوان المجموعة: 
«.. إني على ثدي البلاد سلالة لنبيذ أهلي/ عندما شقُوا عصا الترحال/ وآنغمسوا برائحة الدوالي/ قبل أن أغفو على صدر الرماد/ مسبِبًا لبقائنا سببا/ لنا في كل ليل مستقرٌ/ أو ممرٌ خلسةً يقتادنا/ ونعود مذعورين مما خلَفته الحرب/ في شرخ الصبا/ وها أنا.. آخر ما في يديّ/ وحيدا  سوى من قميص الأغاني/ وسيف قديم نبا..».
تتضافر وظائف الشفرات المتنافرة والمتناظرة والمتقابلة والمتوازية والمتضادة فيما بينها في فضاء شعري مكتنز بالدلالات المتَسعة التي تتمشهد في هيئات التشاكلات الصورية والبصرية وتنافذها في الهامش والمتن وانعكاساتها داخل المعاني وتوصيفاتها الراهنية للجملة الشعرية واقترانها بالنسق القصصي المحمول بالوقائع الحياتية، حتى اكتمال القصيدة من منظومة من الوحدات الجزئية وتشظِي قرائنها التي تتمظهر في تشاكلات السرد وقوى الضخ الشعري، إذ تتنوع اشتغالات الشاعر على تثوير وتثمير الشفرة اللغوية بوعيه الشعري الحاد وتفلسف الذات الشاعرة في اختراع المعاني الحياتية الثخينة و ترى قراءاتنا للمشهدية الشعرية للشاعر سعد الدين شاهين في معاينتها للمعاني والدلالات المتشابكة في الذاكرتين الشخصية للذات الشاعرة والجمعية التي تظهر على سطح القصيدة عبر مستويات تتجسد في نظم من التوليد والتشكيل وعلاقة الرمز بالمكان وتأملات الأنا الشاعر وتأويلاتها لشفرات الزمان والمكان وتسريح المداليل.
تتأتى الشفرات اللغوية للدال والمدلول في قصائد الديوان في اختزال طقوسها الشعرية بالرؤية العرفانية للذات الشاعرة ونداءاتها الباطنية التي يصرِح بها الشاعر ابتداء من العنونة التي يحيل في شفرتها اللسانية الى الأنا الشاعر وتمثل وحدتها (وحيدا)، ويرسخ الشاعر استراتيج الجوهر الشعري في تبطين الفراغات بأحالاتها النصية بتخليق الإشارات المعرفية وعلاقاتها الثنائية التي ترتبط بالغرائبي من القول الشعري لا بل العجائبي – أحيانا تتنازعه موجهات التاريخ الشخصي وسياحة حواس الذات الشاعرة خارج حدود التأويل، بتفكيك مكونات الوحدات الشعرية الجزئية وتشظيها داخل الفضاء التداولي للغة وفاعليتها التشفيرية 
«أموجُ على هواء الغيب/ خارطتي سمائي/ وأبحر في خضم العمر/ في بحري  ردائي/ وأحصي في القصائد كل قولي/ أدغدغ ما توارد لي  من الأفكار في الأبكار/ لا أحصي على أحد ثنائي/ كأني هدهدٌ للصمت
والماء الذي في البحر لجتُه تسدُ فمي/ لكي لا يستغيث/ ولا يراني..».
ثمة علاقة خفية بين المنظور واللامنظور في قصائد الديوان وتحيلنا هذه الإشارة الى قول لــ(أنغاردن ) ( ليست من الضروري أن تملأ جميع مواقع اللاتحديد) فهناك حالات لا ينبغي ملؤها، إن جيولوجيا شعرية القصائد تتسقف بتعشيق خطي بين المرموزات والرموز، بين رقابة الوعي من عدمها، بين توظيفات الهذيان المنتظم واللامنتظم، بين الحلمي الرؤيوي والحلمي الغاطس وتشكلاته السوريالية المنبورة بمعامل الانزياح وتوليد خطاب شعري في اشتغال الذات الشاعرة على الطقسية والميثيولوجية وبين توكيد الزمن الأسطوري ومظاهر المكان الذاكراتي وتحولات الرمز وكونيته، يتجلى صوت الأنا الشاعرة في تفكرها الوجودية من العلاقة الإبتدائية لعنونة الديوان (وحيدا سوى من قميص الأغاني )، تبدو ُسنن الوحدة في صيغة العنونة فضاءً من التنوع الدلالي بانشطاره الى مستويين، التعدد في الوحدة وتنوعها، والتعدد الدلالي المتموقع في الوحدة ورسوخها وتأكيدها (وحيدا) الى تثمير للتشاكل الدلالي بين الشيء (قميص) والمفترض الإنتشائي (الأغاني) المروض للذات الشاعرة الوحيدة.
ويرسل الشاعر شعريته الضاجة بالنفس الأنوي إذ تتراسل الصور الشعرية بينها في أفق ذاتي، وتتمظهر شعرية القصائد من مقتنيات التاريخ الشعري للشاعر سعد الدين شاهين، أذ انوجدت كليا في مهارة وبراعة وتكنولوجيا لغته الشعرية أي تثميره لشخصية اللغة بمعناها (الكارزمي) وترسيخ ديباجته وجواهرها الجديدة فقد بدا الفعل الشعري بقوة بآستيلادها وتخصيبها، توليدياً يتداخل في هيكلته المتوارية خلف رؤى خلاقة نسيجية متموجة تمشهدت في مؤالفة التنوع في التأسيس والتشكيل والبناء والتوليد، وتناسق في تمشهداتها ومؤالفاتها إرثا فضائيا شعريا بنشاط الذاكرة القرائية التي تتداخل تراكماتها الشعرية في الشذرات الشعرية المتمظهرة في توليداتها الحسية المؤولة من جذوة الشعر الخالص. 
«وأطوي في الخريف ملاءة الدنيا/ وأجعل من رفيف الله/ في قلبي ندائي/ كأني مفرد في العيش كل العمر لي/ وأنا الذي ما كنت في عمري  انطوائي..».
وفي موقع آخر من قصيدة بعنوان (ملاذ) يشدد على القول الشعري مقروناً بالملفوظ اللساني الشخصي..
«..وجرياً على عادة الشعراء/ ألوذ بما حرّمته الكتابة/ والمكتباتُ../ ألوذ إلى رغوة في الفناجين/ أنهكتها القراءة والتمتماتُ/ وإن ضاقت الأرض بيَ/ سأحبو الى ىشبرِ أرضٍ/ وموجةِ بحرٍمن الشعر/ تطفو على  سطحها القبراتُ..
ترى قراءتنا الى خطاب الشاعر سعد الدين شاهين استكشافا شعريا مستقبليا يدخل من باب المغامرة الشعرية الجديدة، في مقارباتها الدلالية لرؤية الشاعر الشعرية المستقبلية وزوعانها في احتفالها بالمعاني الكونية والوجودية واحتفائها بالتجريب وَوله الشاعر يبصر كيمياء اللغة وغوايتها بالحلم الكوني والأنطولوجي حيث ينكبُ الشاعر الى فضح المسكوت عنه الحلمي الميتافيزيقي الذي يجوش على الدلالات المتجاورة بمستوى من الحكي الشعري و القولي الشعري العميق، إذ لا مصالحة بين الذات الشاعرة والواقع إلا بالتمرد على شكلانية العلاقات اليومية بعيدا عن كتابة الشعر بوصفه وظيفة نفعية اجتماعية، فمن سنن الكتابة الشعرية في تجربة الشاعر سعد الدين شاهين تناوله المعراج الشعري والوصول الى شرفة المعنى الوجودي وانوجاد الذات ينفرد الشاعر بامتلاكها لسنن واسرار الكتابة الشعرية إلهاما وإبداعا مشربا بالإلهام في لحظات اللاوعي الذاتوي واختراق الرؤية الشعرية واقتناصها لعوالم غرائبية تقيم فيها الأنا الشعرية وتكشف عن أفعالها وتحوقل في محيط المحظورات، تنفتح لغة القصائد على صياغة المستقبل برؤية الحداثة وبهذا المعنى يحضر في قول الشاعر أدونيس (الحداثة هي الإنخطاف بالمستقبل) وتتردد لغة شعرية بآفاقها الحادة تمثلا للدائرة الوزنية الموسيقية الصوتية للإستدلال بالتنوع الصوتي الذاتي الشاعر وتفرد التجربة الشعرية في أحداث الخلق المضمرة التي هي أساس الفعل الكتابي التي تمثل ثنائية الشعر والحياة..
تنتظم القصيدة الشعرية في تجربة الشاعر سعد الدين شاهين لغة الكتابة والمعنى الشعري معا، والكتابة بمعناها الكلي هنا التمرد على القوالب الجاهزة للتأليف، والمغامرة والحرية ومثاقفة الذات الشاعرة لطهارة المعاني واستواء فعل التطهير في اللون والصوت والحلم والمعرفة، تنرع قصائد الشاعر الى تشكيل جديد بالمشاكلة الجوانية للرموز، إذ تنفتح الرؤية الشعرية على راهنية الفعل الشعري واتساع مجال الرؤية والتأمل واستقدام العالم والإسهام بلغة القصيدة في تنوير وعي العالم في نشدان الأنساق المعرفية الأيستولوجية والرؤيوية والحكمية من باطنية المعاني، الكتابة الشعرية في تجربة الشاعر سعد الدين شاهين هي تمشهدات شعرية للحال الشخصي في الإنغراس بالماضي واستشراف المستقبل، هي مزيج من خبرة الكتابة  والعلاقة العميقة للذات الشاعرة بالوجود معا،تنبض فيها حياة شعرية في صيغ من القلق والأستدعاء والحنين والوجود ومشاغلة اللحظة الراهنة، مكتظة بعلامات (المرايا المتناسلة المتعاكسة بزمنية شعرية خاصة تتكثف وعيا زمنيا تراجيديا حادا رغم صفة التذكر الماثلة فيه حسب الناقد التونسي مصطفى الكيلاني، تتمشهد القصيدة الشعرية في تجربة الشاعر  بين كونية تتمثل في زمنيتها بتداخل الواقعية والرمزية في تحولاتهما بتعالق النسيج الشعري وذلك بخلخة منطق التداول اللغوي في تركيب الصورة الشعرية وتمدد نسق التأليف النسيجي بتعميق الرؤى وتمشهدات الرموز بآفاقها العمودية المخبأة في الذات وجنونها وحتى البوح بأسرارها وأوهاج الوقائع خارج الأنحباس اللفظي، اذ يأمل الشاعر في هذا الاشتغال الى تخصيب الحلم حياة متخيلة بمجموعة الرغبات والحواس في نصية واحدة تتسع لمجال الرؤيا والرؤية، حيث يتجاذب هذان القطبان في بؤرة نصية نسيجية في ضرب من الغناء.
«في شكي لغة الصياد/ اذا اقترب العصفور من الفخ/ وقد أغراه الـُطعم/ ليكرجَ كي يتضرج في/ ظِل الصخرة مخنوقاً/ وأنا أتفرج  مبتهجا  بقواي/ ..بين الفارس والصياد تعابير اللحظة/ والفارق بين الاثنين ..خطاي
وأنا الشاعر/ أتقرَى في عتم الليل أناي/ لا يخرج من صلبي/ إلاَي..».
ترشح الدلالية التوصيفية الواحدية من عمق التصريح المعلن المتجسد في الدال الواحدي مركوزا في عتبة عنونة الديوان (وحيدا) ويجنح الشاعر الى الإستدراك الدلالي المركوز في (سوى من قميص الأغاني) لكنه يظل ملتصقا باللحظة الشعرية الأيروسية في فيض من استعادة الزمان والمكان والتماهي معهما بتعالي الذات الشاعرة وتسريباتها للحكايا الشعرية باقترانها باليومي والتاريخي معا. شغلت منظومة التصريحات بالأنوية مساحة عريضة من الشعرية العربية من المتنبي وأبي العلاء (القائل) في صفحات الأنوية يقترن الشاعر أو يدخل صفحة من صفحات الهذيان الشعري الثخين، اذ تتراكب المعاني في خروقاتها اللغوية السياقية المألوفة وحمولة الطاقة الدلالية الإرتكازية التي تحتضن وتضمر منظومة كبيرة من المعاني الحياتية الثرة في حركتها الدائرية بتشاكل الوحدات الجزئية الشعرية واحتشادها رؤيويا وبصريا، اذ يقع الإحتشاد بين مستويين، الرمزي والإشاري، حيث يسعى الشاعر الى توزيع أدوار المعنى ونقله من بؤرة الى أخرى وتشابكهما في بؤرة شعرية كليانية واحدة تتعدد فيها الدوال التي تتراكم وتتعانق وتحلِق بوساطة لغة الشاعر الشذرية الى أن تصل الى الذروة في حركتها الدائرية اللولبية واتصالها ببعضها ثيميا وإشعاعها من البؤر النصية المتعشِقة مع بعضها البعض بقوة الإشارة اللسانية الأنوية..
«يقتادني وطني فأحمله/ ونجلس في الطريق القرفصاء/ تأتي الفصول كأنها  لغتي الوحيدة/ إذ تحدثني على أعتابها/ بالنَعنع البري/ عن حبق الطفولة/ عن سلالة أقحوانة بيتنا الأثري/ وهي تهيِءُ الأنفاس للعام الذي يأتي/ لنرسم للمراجل زهورها/ ونعود أدراجاً على أعقابنا/ نَصِفُ البسالةَ في الخلاء/ هي قامةٌ أخرى/ ويكتب صيفنا الآتي دلال آلاقحوان/ لكي نكون على خريف يديه/ أوراقاً تحدسُ في الفصول».
يتمشهد التعاضد النسيجي الثيمي عبر مستويات باطنية للنص اذ تتعدد في صيغ من التوالد والتشكيل واسناد فاعلية العقل الشعري الى استشراف قوة الأفعال بتفعيل شبكة الحواس إذ تتبدى الأنساغ الشعرية مشبعة بالرؤى الجمالية التي تتصل بحياة النسغ وعلاقته الهارمونية المركوزة في مركز مدار اللغة وتوليداتها الأسلوبية للنسيج الصوري المتداخل والمتجانس في هارمونية المعاني ومتوالياتها المستنبطة من التوالد المداليل ورسوخها في نقاط البؤر الصورية والذهنية والتشكيلية اذ تتمظهر هذه التشاكلات في منظومة من الإستعارات والتشبيهات المفتوحة على ثراء المفردة الراسخة في ذاكرة الشاعر وقاموسه الشخصي، ينحو الشاعر الى البناء العمودي للمنظومات الدلالية عبر تبادلية العلاقات السياقية للغة واسئلتها المتوالدة وفاعلية الخيالي الشعري والإنفتاح على تكثيف الجوهر الشعري وتنوعاته الثيمية، يحرص الشاعر سعد الدين شاهين على تثوير الفكرة أو الموضوعة واستنطاق غاياتها وأهدافها باقتران القص الشعري بالخيال والخلق والاكتشاف وتثوير المعاني والرؤى وتفرعاتها مشهديا في تشكيل سيمي، اذ يشتغل الشاعر في هذه المنطقة الشعرية الخصبة عبر فاعلية تراسل الحواس وسياحتها، باستنطاق الشفرات اللغوية وبث هارمونية المفردة في تنافذ منظومتها اللسانية عبر تخليقات العلاقات اللغوية لمستويات متعددة من الدلالات اذ تتشاكل هذه المستويات في صيغ تعبيرية تتقاطع وتتوازى وتلتقي في المركز البؤري الدلالي الذي تشع منه الصور الشعرية بتتابعية راسخة، كأن يحيل الموت الى حياة، وهو الاخر الذي يحيل الى قيمة شعرية باللواذ  بالصمت، أو تفكيك أنساقه الحياتية الجوانية، اللغة في قصائد الديوان هي هذا التموقع الصميمي للكلام، الكلام حسب مفهوم الجرجاني، هو تموقع اللغة داخل الجسد واجتراح سننا شعرية مختلفة بالكتابة التي تمارس الذات الشاعرة نسقاً من التموقع في تصعيد المعاني التي تتساكن بحضورها اللذِي (من اللذة) والتماهي الكلي مع الحركة الدورانية للفعل الشعري. الكتابة الشعرية في تجربة الشاعر سعد الدين شاهين هي فعل إخصاب وإنجاب واحبال الفراغات يخاطب الشاعر نفسه في هذه المنطقة الشعرية الحرجة، مخاطبا المبهم والغامس في أعماق الذات، وتتمظهر هذه الإشتغالات بانزياح اللغة عن مألوف الدلالة الى الغامض الماسي وانتظامها في انساق دالة، يحرص عليها الشاعر من الذوبان في المجهول لكنه بستنطق المجهول والغامض هاربا بالزمان والذات من مكان الى اللامكان عائدا الى الغوص في الذات واكتشاف تمشهداتهاالرغبوية والأيروسية..