|
عرار:
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) الرحمن/1-4. قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : "ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ مِن نِعَمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو عماد الدين ونجاة من استمسك به. ولما ذكر تعليم القرآن ولم يذكر المعلَّم ، ذكره بعد في قوله : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ، ليُعلم أنه المقصود بالتعليم" انتهى . "البحر المحيط" (10/187) . وقال الألوسي رحمه الله : "ثم أتبع سبحانه نعمة تعليم القرآن بخلق الإنسان فقال تعالى : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ؛ لأن أصل النعم عليه ، وإنما قدم ما قدم منها لأنه أعظمها ، وقيل : لأنه مشير إلى الغاية من خلق الإنسان ، وهو كماله في قوة العلم ، والغاية متقدمة على ذي الغاية ذِهْنًا ، وإن كان الأمر بالعكس خارجا" انتهى . "روح المعاني" (27/99) . قلت : ” و لما أراد الله ان يذكر الرحمن أتبعها لنا بتعليم القرآن و بيان منهجه و قوامه و علمه على خلقه و بداية منشأه الروحي و الجسدي و وضع له بياناً يرتقي به ليسمو إلى مراحل الرحمة المطلقة التي وصاه بها “ #حسن_الخمعلي فالرحمن من أسماء الله الحسنى المتعلقة به وحده لا شريك له، فكل خير للعباد ينسب له ولرحمته والاعتقاد أن ما نزل من رحمته فهو قدر وجزء بسيط من ما سخرها الله لعباده في الجنة وما أنزله من رحمة فهو رحمة لجميع الخلائق من الجن والأنس ومن خلقه الذين نعلمهم ولا نعلمهم من حيوانات وغيرها. الرحمن معناه الكثرة، يعني اسم الله الرحمن يشمل كل الخلائق من دون استثناء، فرحمته وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين ورد هذا الاسم في سبعة وأربعين موضعًا من القرآن الكريم،[1] اقترن في ستة منها باسم الرحيم، ولم يقترن بغيره في بقية المواضع، قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ سورة الحشر:22،وقال تعالى: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة فصلت:2. وعن ابن مسعود عن النبي قال :«الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا فَهِيَ تَسْتُرُ أي أودعت فيه النطفة في بطنه، أي لقح» [3]» ذكر القرآن إنكار المشركين لاسم الله الرحمن فقال تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا سورة الفرقان:60 ، وقال تعالى : كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ سورة الرعد:30. كما أنكر سهيل بن عمرو اسم الله الرحمن في صلح الحديبية :«فلما دعا رسول الله عليًّا ليَكتب الكتاب، فأملى عليه: بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: أما الرحمن فوالله لا ندري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللَّهم، فأمر النبي بذلك؛ [4]» قال السعدي : «﴿قَالُوا﴾ جحدًا وكفرًا ﴿وَمَا الرَّحْمَنُ﴾ بزعمهم الفاسد أنهم لا يعرفون الرحمن، وجعلوا من جملة قوادحهم في الرسول أن قالوا: ينهانا عن اتخاذ آلهة مع الله وهو يدعو معه إلهًا آخر يقول: "يا رحمن"؛ [5]» يقول العلامة ابن عاشور : «فكانوا يقولون: انظروا إلى هذا الصابئ ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو الله ويدعو الرحمن، وفي ذلك نزل قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا سورة الإسراء:110[6].» و من خصائص اسم الله الرحمن فهو اسم خاص بالله، لم يسم به غيره، كما قال تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا سورة الإسراء:110[7]. فالرحمن يشمل المؤمن والكافر أما الرحمة فهي التي تسبق الغضب قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعَامِر الشَّعْبِيّ : «" الرَّحْمَن " فَاتِحَة ثَلَاث سُوَر إِذَا جُمِعْنَ كُنَّ اِسْمًا مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى " الر " و " حم " و " ن " فَيَكُون مَجْمُوع هَذِهِ " الرَّحْمَن "» .[10] أما عن الفرق بين الرحمن والرحيم لذلك قال ابن عباس: «هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر»، الرحيم دلّ على صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون فقط ،لكن الرحمن يشمل المؤمن والكافر . و الله أعلم مراجع ^موقع الإسلام سؤال وجواب الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 31-05-2018 12:44 صباحا
الزوار: 1121 التعليقات: 0
|