عمان : تغتني الأنشطة الدورية التي ينظمها المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بجبل اللويبدة بفعاليات إبداعية منوعة بين الرسم والنحت والخزف وفنون الفيديو والأعمال التركيبية والمسرح، حيث ينظم المتحف على مدار العام ملتقيات ومهرجانات ومعارض لكبار الفنانين المحليين والعرب والعالميين.
وهذا الصيف أطلق المتحف الوطني للفنون الجميلة برعاية الأميرة وجدان الهاشمي رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة مهرجانا بعنوان « في الهامش « ضمن مشروع فني وفكري جديد بعنوان منصة مصنع.. ابداع وفكر معاصر، إذ انطلقت فعالياته نهاية حزيران الفائت وأعلن المتحف الوطني للفنون الجميلة أمس في بيان صحفي عن تمديدها حتى الثالث من تشرين الثاني القادم.
تعزيز الابداع التشاركي  : 
ويقول مدير المتحف الدكتور خالد خريس إن مشروع «مصنع» هو منصة مفتوحة للابداع، تهدف وبشكل تكاملي الى تعزيز العمليات والمشاريع التعاونية والتشاركية، حيث انه من الضروري توفير الوحدة والتعاون بين التخصصات، بالاضافة الى تطوير استراتيجيات تعليمية ضمن النسيج الاجتماعي.
وأضاف :أنشئ «مصنع» لتحديث مفهوم المتحف من اجل التفكير في ثقافة اليوم من خلال حوار دائم مع المجتمع.»مصنع» هو منصة للابداع والابتكار لخدمة الوكلاء الثقافيين والفنانين والمنتجين، والمديرين الثقافيين والمواطنين. ويأخذ «مصنع» على عاتقه من خلال بناء الجهود الجماعية امكانية تغيير الواقع وطرح الاسئلة من وجهة نظر نقدية حول مسائل عدة. ان واقع المتاحف العالمية يبحث عن التحول. «مصنع» يتخيل المتحف فضاء حياً لبناء المعرفة، فيصبح بهذه الطريقة فضاء للتجريب الفني والتعليمي بابتكار وتطوير مستمرين بحسب ما أكد خريس.
وتابع خريس حول فكرة مهرجان  في الهامش  ..بدأ «مصنع» نشاطه بالمهرجان الاول «في الهامش». ان مفهوم الهامش الذي نقدمه في هذا المهرجان له علاقة وثيقة بالنموذج التفكيكي المقترح من قبل دريدا. وحسب القراءة التفكيكية فان التموضع في الهوامش يخلق ويكرر فضاءات اخرى من المعرفة بحيث لا يلغي احدهما الاخر، بل تتراكم او تبقى لتنشئ اختلافات وقراءات متعددة.»في الهامش» يعني العبور من جهة الى اخرى، وفي هذا التقاطع يكمن مصنع، وبهدف مشترك يسعى الى كسر التجزئة المعرفية ونشرها. اعادة تفاوض الهوامش بهدف طمس الواقع الحالي لما هو كائن والشامل والثابت. البحث عن الاخر من الاخر، نشر التخصصات والمواضيع، ليتم التواصل مع تخصصات اخرى او مع وجهات نظر اخرى، لخلطها وصهرها معا. نبحث في مهرجان « في الهامش» عن قراءات جديدة وتأويلات معقدة».
موسيقى ورقص ومسرح   : 

يشتمل المهرجان على مشاريع اجتماعية، ومحاضرات وعروض افلام، وموسيقى ورقص حديث وفنون ادائية ومسرح، وفعاليات وانشطة متعددة في مختلف مجالات الفنون التشكيلية، بحسب ما أعلن د.خريس.
من جهتها تقول استاذة الفنون البصرية روثيو بولوغان من جامعة ميغيل ارثاندس وهي صاحبة مشروع «منصة» -وتحل بلادها ضيفة على المهرجان في دورته الاولى – ان المجتمع الأردني من المجتمعات المتماسكة والمنفتحه والتي تشهد زخما لافتا في النشاطات الابداعية، وتابعت « من هنا رأينا ضرورة استغلال وجود عدد كبير من المؤسسات الفنية والثقافية في الأردن لجمع جهودها في مهرجان واحد هدفه الارتقاء بالذوق وتوعية الجمهور بأهمية الفن في بناء الانسان».
كما عبرت الضيفة عن بالغ سعادتها وفخرها بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وبالفرصة التي سيتيحها المهرجان لها للالتقاء والتفاعل مع أجيال مختلفة من الفنانين الأردنيين.
تجدر الاشارة الى أن المهرجان يقام بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة وأهمها أمانة عمان الكبرى وكلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية ومركز هيا الثقافي ومركز الابداع الوطني والهيئة الملكية للأفلام  والسفارة الاسبانية وشركة «عين» للتصميم، ومجموعة «أصداء» للعلاقات العامة وتلفزيون رؤيا وروكسي للصوتيات ودهانات ناشونال ومجموعة روميرو ومكتبة سمير وغسان.
المتحف الوطني للفنون الجميلة ..نبذة تعريفية  : 
تأسست الجمعيّة الملكيّة للفنون الجميلة وهي هيئة ثقافيّة غير ربحيّة في العام 1979، وهدفها الرئيس هو تشجيع التنوع الثقافي ونشر المعرفة بالفن المعاصر، وقد شاركت الجمعية في نشاطات متنوعة بالتعاون مع متاحف ومؤسسات عالمية من أجل دعم تحقيق الحوار الثقافي والتبادل الفني.
 وقد أنشأت الجمعية المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة الذي افتُتِح في العام 1980، وتتكوّن مجموعته الفريدة من الأعمال الحديثة والمعاصرة من أكثر من ألف وثمانمئة عمل تضم لوحات ومطبوعات ومنحوتات وصورا فوتوغرافية وتركيبات فنية ومنسوجات وأعمالا خزفية لأكثر من 700 فنان من 45 دولة معظمهم من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
  تنظّم الجمعيّة الملكيّة للفنون الجميلة والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة محاضرات وحلقات دراسية وورشات عمل. بالإضافة لكتالوجات المعارض فإن الجمعيّة والمتحف يقومان على نشر كتب معنيّة بالفن الكلاسيكي والمعاصر من الثقافات الإسلامية والعربية.