|
عرار:
عمان : - وضع الفنان التشكيلي والنحات غسان مفاضلة لمساته الأخيرة على «مجسم «فينيق عمان» وهو مشروع عمل فني جديد سيزين به منطقة الدوار الأول، مستخدما «ريسايكل»، خشبا وحديدا «أعمدة خطوط التلفونات بارتفاع 6 أمتار/ ترتكز على قاعدة حديد دائرية بقطر 3 أمتار»، والعمل عبارة عن انشاء فراغي يتحرك حركة دائرية منتظمة ينتج عنها تشكيلات عديدة تتقاطع مع الفضاء العام المحيط بمنطقة الدوار الأول، فيما من المتوقع تركيبه مطلع الشهر القادم بعد التخلص من إجراءات أمانة عمان. وفي عمان بدأ الاهتمام الحقيقي برسومات الجداريات في الشوارع والساحات العامة والحدائق منذ بدايات الألفية الجديدة تقريبا، وذلك بالتعاون مابين أمانة عمان الكبرى وعدد من التشكيليين الأردنيين والعرب، وتوزعت الجداريات بأنماطها التجريدية والتعبيرية في عدد من المواقع بالعاصمة عمان، وأشهرها جدارية وجدان الهاشمي في المدينة الرياضية وعدد من الجداريات ذات المساحة البصرية الهائبة، كجدارية الفنان غسان مفاضلة التي غطت جدران نفق الدوار الثالث، ورمزت لجبال عمان. قمر عمان ومشروع «فينيق عمان» ليس العمل الاول للفنان التشكيلي الأردني غسان مفاضلة، فله جدارية قمر عمان التي يقول عنها الفنان إن قمر عمان اسم مجازي اخترته لجداريتي؛ ذلك لأن القمر كاشف ومتحول وغير ممكنة حياتنا من دونه، والجدارية تتناول طبوغرافية عمان وجبالها والايقاع الحركي الذي تتميز به بجبالها ووديانها وسفوحها وعلاقة الانسان بهذا المكان، وأن المشروع تضمن تنظيف الواجهة واضافة بعض اللمسات والمقترحات التشكيلية، كما جرى اكمال وانجاز بعض المساحات التي تركت في السابق لأسباب تقنية، مشيرا الى أن عملية التجديد كان مخططا لها أن تتم خلال أسبوعين الا أن طبيعة المكان وحركة السيارات ونقل الرافعات استغرق شهرا ونصف الشهر تقريبا، فيما يشير اسم «قمر عمان» الذي أطلق على الجدارية، إلى شاعرية في المشهد البانورامي، وتتبع تحولاته وتنوعاته في فضاء الجدارية والمدينة على حدٍ سواء. ووصف الفنان مفاضلة الجدارية بأنها محاولة لاعادة تشكيل عمان ضمن روحية فنية تحملها الرسمة، فمفردات الجدارية هي نفسها مفردات عمان بما تحمل من تنوع وجماليات طبيعية ومعمارية، ورأى أنها خطوة جمالية جريئة وأن عمان بحاجة لمزيد من تلك الجداريات لتقريب الناس من الفن التشكيلي وعدم حصره في المتاحف وصالات العرض، فتلك الجداريات تولد روابط حقيقية بين الانسان والفضاء المكاني العام، وهذه الجدارية التي بدأها الفنان في العام 2002 بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، وأنجز منها آنذاك ثلاث واجهات، حافظت على مدار أكثر من 15 عاماً على ألوانها وقسماتها الفنية والجمالية، بالرغم من موقعها الذي تحيط به الجسور والأنفاق، وتنبعث منه عوادم السيارات من جميع الجهات، و الحلة الجديدة التي اكتستها الجدارية بعد 16 عاماً، جاءت بوصفها إعادة تشكيل أو إعادة انتاج للمفردات المكانية التي تشكلت منها الجدارية بداية، وهي ويضيف المفردات التي أفضت إلى معاينة العلاقة مع المكان بوصفه ذاكرة وهوية لا تنفصلان عن ذاكرة وهوية قاطنيه. التكوينات الفنية لجدارية «قمر عمان» التي تبلغ مساحتها نحو 350 متراً، تحاكي على نحو غير مباشر المشهديات الطوبوغرافية والعمرانية التي تتزين بها جبال عمّان، وهو ما يجعل من الجدارية مشهداً «بانوراميا» مفتوحاً على الفضاء العام للمدينة بمفرداتها البصرية والجمالية، وعلى امتداد الواجهات السبع للجدارية، انتظمت العديد من الرموز والإشارات الدالة على علاقة الإنسان مع المكان، مثل البيت والطريق والجبل؛ لتشكّل فيما بينها، حواراً مُطلّا على النسيج البصري الذي تتفرد به جبال عمان. يذكر أن غسان مفاضلة نحات ورسام وناقد تشكيلي وصحفي، من مواليد مدينة جرش عام 1964، درس الرياضايات في الجامعة الأردنية و تخرج منها, لكنه عمل في مجال الصحافة والنقد الفني والفن التشكيلي و النحت، وأهم منجزاته مشروع (الإنسان والمكان) أعمال النحتية والإنشائية على مداخل عدد من المحافظات الأردنية ضمن مشروع مدينة الثقافة الأردنية برعاية وزارة الثقافة، اقامة العديد من المعارض الفنية، والمشاركة في المعارض وورش العمل المحلية والعربية والدولية، تصميم وتنفيذ العديد من الأعمال النحتية الميدانية، والجداريات الفنية، تقديم محاضرات وندوات تعنى بالفن التشكيلي والثقافة البصرية في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والفنية، كتابة الرؤية النقدية لمجلد «سبعون عاما من الفن التشكيلي الأردني في العام 2013» بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة - الجمعية الملكية الأردنية للفنون. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 28-09-2018 08:45 مساء
الزوار: 990 التعليقات: 0
|