بمناسبة يوم الكاتب العربي، الذي يصادف ذكرى ميلاد الكاتب نجيب محفوظ، وهو اليوم الذي صادف يوم أمس، وجه الشاعر والكاتب حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رسالة إلى الأدباء والكتاب العرب.
وجاء في الرسالة أن الاتحاد، حين خصص يوم ميلاد الكاتب العربي العالمي نجيب محفوظ يومًا للكاتب العربي، «أراد أن يختصر في مجاز العنوان وحقيقته، أيام ميلاد أجيال الكتابة العربية في يوم له كل تلك الرمزية وهذا البهاء.
الحادي عشر من كانون الأول، حيث نجيب محفوظ يضيء الذاكرة بما قدم، وحيث أجيال الكتابة العربية في كل قطر عربي تنير ليل المدلجين بما وهبت من مواهب وهبات. يوم الكاتب العربي، فلابد من توجيه أخلص التهنئة إلى الكتاب العرب على امتداد الوطن العربي الكبير، سائلين الله أن يمد في الأعمار، وأن يديم على الجميع نعمة الصحة، نحو استمرار الأدوار المهمة والضرورية، لمن هم في الواقع ضمائر أوطانهم والأمة».
وجاء في الرسالة: «الالتزام الالتزام.. وإلا على الكتابة السلام.. نعم هذا هو العنوان الذي يتقدم الموكب، أو هكذا يفترض. الالتزام الذي ينسجم مع الفن الجميل، ومع الاتقان، ومع الاختلاف والتغيير، فليكن الالتزام، بهذا المعنى، معيار كل كتابة جديدة، كل قصة أو رواية أو قصيدة أو مسرحية أو دراسة نقدية. الالتزام هي الكلمة التي تفتح مغاليق الإبداع، وتفتح أمام المهج الظمأى أفق معرفة الذات والآخر، فلا يصح أن يكون الكاتب خارج الالتزام؛ لأنه يكون، عندئذ، خارج المعنى والحياة.
على الصعيد الفني، لايعني الالتزام المباشرة أو السطحية والاستسهال، كما أراد البعض أو يريد، وإنما ينبغي التمسك ومن دون شرط، بنقيض هذه الفكرة. التزام الفن هو أول حرف في أبجدية الالتزام، وكما أننا لانكتب قصيدة عصماء حين نكتب عن الشخص الذي نحب، فإننا لانكتب قصيدة عصماء عن الوطن الذي نعشق. الأصل أن نكتب في الحالتين، في الحالات كلها، قصيدة حقيقية.
الالتزام من بعد، هو الناقد الأسطوري، ذو الكلمة الفصل، فطالما اكتشف الكتاب من ذوي المواهب الخالدة، وطالما عرف المتلقي، عبره معدن ما يتلقى».